جود بيلينجهام إلى ريال مدريد.. أين يلعب، وهل هو الرجل المناسب لكتيبة كارلو أنشيلوتي؟

نادرًا ما يكون لاعبو كرة القدم لائقين بدنيًا طوال الوقت في الأندية، على الرغم من الأجواء الجيدة التي تأتي الشائعات وتوقع المشجعين، بالإضافة إلى عدد من عباقرة التحليل على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، فإن كرة القدم أكثر تعقيدًا من ذلك.

لكن هنالك بعض الاستثناءات، فيمكن القول إن كلًا من هاري كين، وكريم بنزيما، وإرلينج هالاند، وكيليان مبابي، قد يقودوا في أي خط هجوم، ومودريتش، وكيفين دي بروينه، سيلائمان أي خط وسط.

لكن معظم اللاعبين، لديهم مركز وحيد، مثل ميسي رقم 9 الوهمي لبرشلونة، ورنالدو مهاجم محوري لريال مدريد، ومحمد صلاح جناح لليفربول.

وقد يكون ذلك مشكلة بالنسبة إلى بيلينجهام، فلكي تنجح بسانتياجو برنابيو، عليك المرونة وقابلية التغيير المستمر، وهو من أفضل لاعبي العالم، القادرون على تحقيق ذلك.

فهناك الكثير من المتاعب بريال مدريد، لكن يقابلها المزايا، بأن تكون لاعبًا للملكي.

إذا أراد بيلينجهام التعلم من لاعب خط وسط، فلا يوجد أفضل من مودريتش، فرغم اختلاف الاثنين بشكل كبير من حيث الظهور بالملعب، إلا أنهما يشتركان في بعض أساليب اللعب، فكلاهما من المراوغين العدوانيين الذين يحبون التغلب على المنافس، ويفضلا اللعب إلى الأمام، ويتفوقا في الثلث الأخير.

سيكون الثنائي في خط الوسط ثنائيًا قاتلًا، يمكن أن يقوم بيلينجهام بكل أعماله المتعلقة بتقدم الكرة، في حين يعمل مودريتش على ربط الملعب، فبجانب إدواردو كامافينجا، باعتباره رقم 6، فيبدو أن هذا هو الشكل الأكثر توازناً، لخط وسط مدريد.

يعني ذلك، التخلص من كروس، يظل الألماني ممراً ممتازًا، لكن نقاط ضعفه الدفاعية أصبحت مشكلة حقيقية للفريق، كما تراجع إنتاجه التهديفي، وسيكون غريبًا من أنشيلوتي فعل ذلك، لكن يبدو أن هذا الثلاثي هو الأفضل في مدريد.

من المعروف أن بيلينجهام يفضل القميص رقم 22، بسبب قدرته على اللعب كرقم 4، أو 8، أو 10. وعلى الرغم من أنه يمتلك بالتأكيد مجموعة المهارات اللازمة للمراكز الثلاثة، إلا أن أفضل سماته، ربما تضيع كلاعب خط وسط دفاعي.

مودريتش بالتأكيد ليس كذلك، رغم أنه لا يزال مايسترو خط الوسط، لكنه يكافح للعب 90 دقيقة، وقد بدأ في أن يصبح نقطة ضعف دفاعية للملكي، وكروس أيضًا، ليس رقم 6 حقيقيًا، في الشكل الذي يحتاجه ريال مدريد بالطريقة المثالية.

لكن سيكون هذا الثلاثي مسيطرًا جدًا على الكرة، فمع تأخر مودريتش وكروس، وتقدم بيلينجهام، وسيكون هذا على الفور أحد أكثر لاعبي خط الوسط إثارة في العالم.

رغم من جودة مودريتش وكروس، لكن كلاهما تقترب حياته المهنية من الانتهاء، فببساطة لا يمكن الاعتماد عليهم للعب مرتين أو ثلاث في الأسبوع، وهم في منتصف الثلاثينيات من العمر، وظهر ذلك مع أنشيلوتي هذا العام، حيث قل ظهور مودريتش تحديدًا، بالدوري الإسباني، خاصة في نهاية الموسم.

لذا من الجيد الاعتماد على الصغار، فقدم فالفيردي موسم فعال، حيث ساهم بأهداف بمعدل أعلى بكثير، ورسخ نفسه كلاعب ملتزم، وإن كان ذلك في الغالب في الجناح الأيمن، لكن معايير لاعب الوسط الطبيعي، قد تعود مرة أخرى إلى المنتصف قريبًا.

في حين قد وقع تشواميني في الصيف الماضي بأموال كثيرة، ويبدو أنه سيكون لاعب خط الوسط المدافع في المستقبل في مدريد، فمن المفترض أن يكون هؤلاء الثلاثة جزءًا من إعداد الملكي لسنوات قادمة، وعلى الرغم من أنهم قد لا يلعبون معًا جميعًا منذ البداية، لكن سيكون من المفاجئ، عدم اختبار أنشيلوتي لهم، الموسم المقبل.

لعب أنشيلوتي بطريقة 4-2-3-1 في مباريان مختلفة هذا الموسم، كطريقة لمشاركة رودريجو، وفالفيردي، في التشكيلة، مما يسمح للبرازيلي بالعمل في مركزه المفضل رقم 10.

وإن أعادها الإيطالي مرة أخرى، فسيكون من الصعب على البرازيلي، رؤية مكانه المفضل يذهب لشخص آخر، لكن لا شك أن بيلينجهام أفضل.

ولفترات طويلة في كأس العالم، استخدم جاريث ساوثجيت، بيلينجهام باعتباره صاحب الرقم 10، أو 8 المتقدم للأمام، وكرر الأمر بورسيا دورتموند، مما سمح للإنجليزي، اختبار نفسه في مكان جديد.

وعند النظر إلى خيارات أنشيلوتي المتعددة بخط الوسط، بجانب منافسة كامافينجا، وكروس، ومودريتش، وتشواميني على دقائق أكثر، فقد ينظر الإيطالي إلى دخول رقم 10، بعيدًا عن تلك الصراع.

هناك أيضًا احتمال ألا يبدأ بيلينجهام ببساطة في مدريد، فكان أنشيلوتي مترددًا دائمًا في دمج التعاقدات الجديدة في التشكيلة على الفور، خاصة مع لاعبي خط الوسط، فكامافينجا كان عالقًا لعدة أشهر، وما زال غير منتظم في مكانه المفضل، رغم من تقديمه أداء مميز باستمرار.

في حين انضم تشواميني إلى التشكيلة الأساسية في بداية الموسم، لكنه رأى نفسه مستبعدًا تدريجيًا، لكن لا يخشى ريال مدريد أحدًا، فيجلس على مقاعد البدلاء، من لا يلعب بشكل جيد بكل بساطة.

وإذا كان كل من مودريتش، وكروس لائقين، وفضل أنشيلوتي الذهاب مع لاعب خط وسط دفاعي أكثر طبيعية، فهناك فرصة لبيلينجهام، وعليه أن ينتظرها.

يجب ألا يكون بيلينجهام لاعبًا أساسيًا في مدريد، منذ البداية، ليس هناك شك في طموح لاعب خط الوسط أو جودته، لكن الاستعداد بنسبة %100، ليس مؤكدًا.

فعلى الرغم من موهبة الدولي الإنجليزي، لكن ليس بالضرورة، أن يناسب شكل ريال مدريد، فسبب ثبات ذلك الفريق هو الانسجام المستمر، وتطور مودريتش، وكروس وغيرهم، لسنوات، بسبب التفكير في المجموعة قبل أنفسهم.

سوف يتعلم بيلينجهام بلا شك، وقد يساعد المدرب في تطوير مهاراته، لكن في بداية الأمر يحتاج للحماية.

ويمتلك ريال مدريد توازنًا مثاليًا في خط الوسط، وكان أنشيلوتي مترددًا في تغييره، وكان من المفترض أن يكون تشواميني بديلاً فوريًا لكاسيميرو، وبدلاً من ذلك، فقد حظي بالاهتمام، بل وظهر أحيانًا في شائعات الانتقال، في الأسابيع الأخيرة.

فوضع اللاعب الفرنسي يشبه إلى حد ما تحذيرًا لبيلينجهام، وقد تسوء الأمور إذا تم إجبار اللاعب على الانضمام إلى فريق ريال مدريد، في وقت مبكر جدًا.

خاصة أن بيلينجهام وقع حتى عام 2029، لذا فإنه لاعب جاء ليكون مستقبل مدريد، ومساهمته في الحاضر ليست أولوية.