جردوا جوارديولا من أسلحته .. بيب عليه إعادة بناء فريق الثلاثية لمانشستر سيتي!

لم يكن رحيل جوندوان إلى برشلونة مفاجأة حيث كان عقده على وشك الانتهاء ولم يخف لاعب خط الوسط أبدًا رغبته في تغيير ألوانه، كما كان يطالب براتب كبير للبقاء في مانشستر وهو ما يخالف سياسة النادي بشأن العقود الخاصة باللاعبين الذين يقعون في الجانب الخطأ من الـ 30. ولكن حتى لو كان رحيله منطقيًا للجميع، فإنه يترك فجوة كبيرة يصعب سدها.

كان جوندوان قادرًا على اللعب في جميع أنحاء خط الوسط، وقدم مساهمات كبيرة في الدفاع وكذلك الهجوم، وكما قال ووكر: "جوندوجان تحول إلى زيدان في الشهرين الماضيين".

هدفي جوندوان في اليوم الجولة الأخيرة من موسم 2021\22 انتزعا لقب الدوري الإنجليزي من يدي ليفربول، بينما قتل في الموسم الماضي إيفرتون في المباراة التي ضمنت اللقب بشكل فعلي، ومن يستطيع أن ينسى ما فعله في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد مانشستر يونايتد، بتسجيله أسرع هدف في تاريخ المباراة النهائية وكذلك الفوز!

سجل جوندوان أكثر من 10 أهداف في جميع المسابقات وساهم بما لا يقل عن خمس تمريرات حاسمة في كل من المواسم الثلاثة الماضية، وسجل كوفاتشيتش، الذي يبدو أنه البديل المحتمل له ستة أهداف فقط في خمسة مواسم و221 مباراة مع تشيلسي، ربما لهذا أراد جوارديولا الإبقاء على الألماني، قائلاً في عدة مناسبات إنه يأمل في أن يتفق النادي واللاعب على عقد جديد.

رحيل محرز يناسب مانشستر سيتي أيضًا على بعض المستويات، فالنادي على وشك الحصول على 36 مليون يورو من صفقته مع الأهلي، وهي رسوم انتقال قوية للاعب يبلغ من العمر 32 عامًا، خاصةً الشخص الذي لم يشارك عادةً في أكبر المباريات.

بدأ محرز مباراة واحدة فقط من مباريات خروج المغلوب السبع في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي وكان بديلاً غير مستخدم في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع ذلك في كل مرة تقريبًا كان يتم استدعاؤه.

وأحرز الجزائري خمسة أهداف وقدم 10 تمريرات حاسمة في الدوري الموسم الماضي فيما سجل هدفًا في كل مباراة في كأس الاتحاد الإنجليزي.

حتى لو كانت أهميته في المباريات الحاسمة تتلاشى، فقد كان لاعبًا يمكن لسيتي دائمًا الاعتماد عليه ضد خصوم أقل، مما يسمح لجوارديولا أن يقوم ببعض المداورة ف فريقه ويريح الآخرين في المراحل الحاسمة من الموسم.

احتل محرز المركز الـ 11 في قائمة مانشستر سيتي من حيث عدد الدقائق التي لعبها في الدوري الإنجليزي، متفوقًا على جون ستونز وناثان أكي وجوليان ألفاريز وفيل فودن.

ووكر لاعب مخضرم آخر قد يكون على وشك الرحيل، حيث يريد الانتقال إلى بايرن ميونخ، وهو في الثالثة والثلاثين من عمره أكبر من جوندوان ومحرز، وهو يدخل العام الأخير من عقده مع سيتي، مما يعني أن هذه هي الفرصة الأخيرة للنادي لكسب أي أموال منه، مرة أخرى، هناك سبب قوي لمانشستر سيتي لتركه يرحل.

المدافع لديه علاقة غريبة مع جوارديولا، غالبًا ما تم استبعاده من الفريق بعد كأس العالم، وفي أبريل /كسر المدرب قاعدة مقدسة بعدم انتقاد لاعبيه أبدًا في الأماكن العامة عندما قال إن ووكر لا يعرف كيف يلعب كظهير عكسي.

اعترف ووكر أن هذه الكلمات صعبة وشرع في إثبات خطأه، وفي الأسابيع الستة الأخيرة من الموسم كان المدافع أحد أهم لاعبي مانشستر سيتي، لقد قام بمهام دفاعية لا تشوبها شائبة ضد فينيسيوس جونيور في كلتا مواجهتي ريال مدريد وجعل ماركوس راشفورد يبدو كطفل وديع في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، فقط إصابة في الظهر منعته من اللعب في نهائي دوري أبطال أوروبا.

ضد يوكوهاما، ارتدى ووكر شارة القائد وساعد في صنع هدفه الأول في المباراة، لا يزال لديه الكثير ليقدمه للنادي وعندما يتعلق الأمر بالدفاع لاعب للاعب، والركض فهناك عدد قليل من اللاعبين في العالم مثل ووكر.

ثم هناك برناردو سيلفا، كل صيف كان البرتغالي أحد أبرز عناوين الانتقالات، وهذا العام لا يختلف عن غيره، فقد أعرب باريس سان جيرمان وبرشلونة عن رغبتهما في التعاقد معه، كما كان هناك اهتمام من نادي الهلال السعودي.

يقال إن برشلونة هو وجهته رقم واحد، لكن المشاكل المالية العميقة للنادي الكتالوني تعني أنه من غير المرجح أن يتمكنوا من الحصول عليه من استاد الاتحاد، كما أن مانشستر سيتي يريد الاحتفاظ به بشتى الطرق، ويقال إنه يعرض عليه عقدًا جديدًا بقيمة 380 ألف يورو في الأسبوع وحدد قيمة رحيله بـ 85 مليون يورو.

ومن السهل أن نرى لماذا كل ذلك، فسيلفا هو اللاعب الذي يربط وسط مانشستر سيتي معًا ويمكنه حمل الكرة في جميع أنحاء الملعب دون فقدان الاستحواذ، لقد كان أساسيًا لنجاح الفريق منذ انضمامه من موناكو في عام ٢٠١٧، ولا يمكن لسيتي حقًا رؤيته يتبع جوندوان ومحرز إلى الخارج.

في حين كان هناك الكثير من التكهنات حول من قد يغادر مانشستر سيتي، كان هناك القليل من الحديث حول من قد ينضم، بعد توقيع كوفاتشيتش، لا يزال هدف الانتقالات رقم واحد للنادي هو جفارديول، ولم يتفق مانشستر سيتي حتى الآن على رسوم مع لايبزيج مقابل قلب الدفاع الكرواتي، والذي يمكن أن يصبح أغلى مدافع في العالم.

حتى لو تعاقد سيتي مع المدافع، فسيظل لديهم أموال لإجراء المزيد من الانتقالات، بعد أن باعوا بقيمة حوالي 40 مليون جنيه يورو من لاعبي الأكاديمية جيمس ترافورد وشيا تشارلز وكارلوس بورجيس، وننصحهم بإنفاقها، لأن منافسيهم لم يخجلوا على الإطلاق من صرف الأموال لمحاولة مطاردة سيتي وإنهاء هيمنتهم.

آرسنال، الذي قضى 248 يومًا في صدارة الدوري الإنجليزي الموسم الماضي قبل أن يتفوق عليه سيتي، دفع أكثر من 250 مليون يورو لتعزيز فريقه الرائع بالفعل. والجدير بالذكر أنهم هزموا سيتي بتوقيع ديكلان رايس، أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم واللاعب الذي يمكنه تحويل فريق ميكيل أرتيتا من منافس على اللقب إلى فائزين به بعد أن أصبح أغلى لاعب بريطاني على الإطلاق.

كما عزز تشيلسي نفسه بشكل جيد، حيث حصل على المهاجم الذي افتقده الموسم الماضي بالتعاقد مع كريستوفر نكونكو وعين ماوريسيو بوتشيتينو كمدرب كما أضاف ليفربول لاعب خط الوسط الفائز بكأس العالم وهو أليكسيس ماك أليستر إلى فريقه.

وعلى الجانب الآخر من المدينة، حصل يونايتد أخيرًا على حارس مرمى ذو مواصفات خاصة للغاية من خلال التعاقد مع أندريه أونانا، الذي تألق في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر سيتي نفسه، بالإضافة إلى ضم ماسون ماونت، ثم هناك نيوكاسل الذين يتطلعون للبناء على احتلال المركز الرابع من خلال إنفاق ما يقرب 120 مليون يورو على ساندرو تونالي وهارفي بارنز.

يعرف جوارديولا أكثر من أي شخص مدى صعوبة الدوري الإنجليزي، وسوف يقضي بقية الموسم التحضيري والموسم القادم بأكمله يستنزف تفكيره لضمان بقاء فريقه في القمة، قد ينتهي به الأمر بقيادة سيتي إلى هذا اللقب بعيد المنال الرابع على التوالي، لكنه سيكون تحديًا عظيمًا بعد أن فقد بعضًا من أكثر خدمه ولاءً وموثوقية.