GOAL ONLY Real Madrid Barcelona gfxGoal AR

بعد جدل الكلاسيكو التحكيمي: أزمة الثقة أبدية.. وحتى الذكاء الاصطناعي لن يسلم من اتهامات ريال مدريد وبرشلونة!

مرة أخرى، ينتهي كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة، ومرة أخرى، لا تكون النتيجة الفنية هي العنوان الرئيسي.

بدلاً منها، تشتعل حرب البيانات الصحفية، وتنفجر تحليلات خبراء التحكيم في كل استوديو، وتتحول منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة لتبادل الاتهامات بالمؤامرة والفضيحة، صوت الصافرة يختفي، ويعلو بدلاً منه صوت الجدل الأبدي الذي يحكم كرة القدم الإسبانية.

لم يعد الأمر يتعلق بخطأ تقديري من حكم، أو بقرار مثير للجدل في لحظة حاسمة، ما نشهده في الليجا هو شيء أعمق وأكثر خطورة: أزمة ثقة كاملة ومتبادلة بين جميع أطراف المنظومة. 

في كل دوريات العالم، يعتبر الجدل التحكيمي جزءًا من اللعبة؛ لكن في إسبانيا، أصبحت اللعبة هي التي تبدو كجزء صغير من منظومة الجدل.

  • Real Madrid CF v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    من الفار إلى الخوارزمية: تطور الجدل

    عندما تم إدخال تقنية حكم الفيديو المساعد، تم تسويقها على أنها نهاية الظلم وبداية عصر العدالة المطلقة، لكن ما حدث في إسبانيا كان مختلفاً، لم ينهِ الفار الجدل، بل قام بتطويره، انتقلت الاتهامات من كيف ولماذا لم يرَ الحكم اللقطة؟ إلى لماذا لم تتدخل غرفة الفار؟ أو لماذا اختاروا هذه الزاوية بالذات؟ أو لماذا استغرق القرار ثلاث دقائق؟

    أصبحت التقنية نفسها جزءًا من نظرية المؤامرة، يتم استغلال كل حالة، خاصة بين القطبين ريال مدريد وبرشلونة، لإثبات أن هناك شيئًا ما يُدار في الخفاء. 

    والحقيقة المرة أن هذه الأزمة لا تقتصر عليهما فقط؛ ففي المباريات الأقل أهمية إعلاميًا، تحدث مصائب تحكيمية حقيقية تمر دون محاسبة، لأن آلة الإعلام الضخمة موجهة فقط نحو الصراع الأزلي بين مدريد وكتالونيا.

    في ظل هذا الفشل الذريع للفار في كسب الثقة، قد يبدأ الهمس حول الحل الجذري والنهائي: الاستعانة الكاملة بالذكاء الاصطناعي.

  • إعلان
  • VARIMAGO

    الحل السحري: هل يُسكت الذكاء الاصطناعي الجميع؟

    لنتخيل سيناريو مستقبلياً: حكم روبوت يطلق الصافرة، وتقنية ذكاء اصطناعي متكاملة تحسب التسلل بالمليمتر، وتكتشف الأخطاء في جزء من الثانية، وتمنح ركلات الجزاء بعدالة حسابية لا تخطئ، نظرياً، هذا هو الحلم، لا يوجد عنصر بشري لاتهامه بالانتماء، ولا مجال للخطأ التقديري.

    لكن هل ينجو الذكاء الاصطناعي نفسه من هذه الدوامة؟ الإجابة جاءت مبكراً قبل حتى أن يتم تطبيق الفكرة، عندما تم إدخال تقنية التسلل شبه الآلي، والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في رسم الخطوط وتحديد موقف اللاعب، كانت أول اختبار حقيقي لمدى تقبل المنظومة الإسبانية للعدالة الآلية.

    في إحدى الحالات الشهيرة المتعلقة بمهاجم برشلونة روبرت ليفاندوفسكي، أظهرت التقنية تسللاً دقيقاً بفارق جزء من مقدمة قدم اللاعب البولندي، هل انتهى الجدل؟ بالطبع لا.

    انطلقت موجة من السخرية والتشكيك، تركزت حول مقاس حذاء ليفاندوفسكي، وكيف أن التقنية مبرمجة لتكون ضد فريق معين، وأن من أدخل البيانات للنظام هو شخص له انتماءات.

  • Real Madrid CF v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    أزمة ثقافية لا فنية

    هنا يكمن جوهر المشكلة، الأزمة في الدوري الإسباني ليست أزمة أدوات أو تقنيات، بل هي أزمة ثقافة وانعدام ثقة مزمن.

    حتى لو تم تطوير سوبر كمبيوتر لإدارة المباريات، فإن أول قرار جدلي سيتخذه سيفتح باباً جديداً لاتهامات لم تكن في الحسبان، مثل: "من هو مبرمج هذه الخوارزمية؟ هل هو من مدريد أم برشلونة؟" أو "تم التلاعب في برمجة النظام لصالح فريق معين!" أول "البيانات التي تغذي الذكاء الاصطناعي متحيزة!"

    سيتحول الجدل من اتهام الحكم بالرشوة أو الانتماء، إلى اتهام المبرمج بالتحيز والخوارزمية بالفساد، الذكاء الاصطناعي لن يكون الحل، بل سيصبح الشماعة الأحدث والأكثر تطوراً لتعليق إخفاقات الأندية وتغذية نيران الإعلام.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Real Madrid CF v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد: الجدل باقٍ ويتمدد.. والأزمة أعمق من التكنولوجيا

    الحقيقة الصادمة أنه لا يوجد حل تكنولوجي لأزمة ثقافية، لقد تحول الصراع في إسبانيا من البحث عن العدالة إلى البحث عن تأكيد المظلومية. 

    لم يعد الهدف هو الفوز بالمباراة بقدر ما هو إثبات أن الخصم فاز بالمساعدات الخارجية. 

    طالما أن الإعلام الرياضي، خاصة المحسوب على القطبين، قائم على الاستقطاب وتغذية نيران الشك، وطالما أن ثقافة نظرية المؤامرة هي المسيطرة على عقول الجماهير والإدارات، فلن يتوقف الجدل أبداً.

    إن الضرر هنا يتجاوز مجرد نقاط تُخصم أو بطولة تُفقد؛ إنه يطال سمعة المنتج الأغلى "الليجا" ويجعلها بيئة سامة للعبة نفسها.

    الحل الحقيقي لا يكمن في استيراد خوارزميات أذكى، بل في هدم ثقافة الشك هذه وبناء منظومة شفافة بالكامل، وهو أمر يبدو كالمستحيل في المناخ الحالي. 

    حتى الخطوات الإيجابية، مثل نشر محادثات الحكام مع غرفة الفار، يتم التعامل معها كدليل جديد يُستخدم في حرب الاتهامات المتبادلة، بدلاً من أن تكون خطوة لبناء الثقة.

    لذلك، السؤال متى ينتهي الجدل التحكيمي في إسبانيا؟ أصبح إجابته واضحة: لن ينتهي، إنه ببساطة سيتطور، وسيجد لنفسه أدوات جديدة، وسيظل الذكاء الاصطناعي، مثله مثل الفار والحكم البشري قبله، مجرد متهم جديد في قفص الاتهام الأبدي، بينما تظل الأزمة الحقيقية، أزمة الثقة المنهارة، دون أي علاج حقيقي.

0