تُتداول قصص تحقيق الأحلام والمعجزات عادة في كرة القدم عن اللاعبين. هذا لاعب بدأ من شواطئ البرازيل، وذاك انطلق من شوارع المغرب، وثالث خرج من فقر إفريقيا، ورابع عاش معاناة الحروب في دول البلقان، ولكن قصتنا اليوم ليست عن أحد أولئك اللاعبين، بل عن مراهق كان لديه حلمه الخاص المتعلق بكرة القدم لكن خارج الملعب، ويبدو أنه اقترب من تحقيقه بفضل إرادة من حديد! دعونا نتعرف على القصة وبطلها صاحب الـ15 عامًا.
GOAL ARمن جبال بيرو إلى دوري أبطال أوروبا: الأحلام ليست للاعبين فقط .. مراهق يفرض نفسه على قمة ريال مدريد ومانشستر سيتي!
بطل القصة وحلمه
بطل قصتنا هو البيروفي كليفر هوامان سانشيز، صاحب الـ15 عامًا من مدينة أنداهوايلاس في بيرو، والذي أصبح بين ليلة وضحاها حديث أمريكا الجنوبية ومن ثم انتقلت قصته إلى أوروبا حتى وصلت لقمة مانشستر سيتي وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا.
هذا المراهق لديه حلم محدد منذ كان في الثالثة من عُمره، حسبما كشف والده، .. أن يُصبح معلقًا رياضيًا على مباريات كرة القدم، أو على الأقل مراسلًا صحفيًا لتغطية المباريات، وقد سعى نحو حلمه بإرادة من فولاذ متجاوزًا سلبية الجلوس في البيت وانتظار تحقيق الأحلام!
يمتلك هوامان حسابًا على منصة إكس باسم "Pol deportes"، وقد دشنه في مارس الماضي، ويُعنونه بجملة "أريد أن أصبح معلقًا في كرة القدم"، وقد نشر عليه تغريدتين يعرض فيها موهبته ويطلب الدعم من الجميع، فيما يمتلك حسابًا على منصة "تيك توك" بنفس الاسم يمتلئ بمقاطع الفيديو التي يستعرض خلالها تعليقه على مباريات كرة القدم وأهداف النجوم، وكذلك بعض اللقاءات مع الجماهير في الشوارع قبل المباريات.
واقترب عدد المشتركين في حساب كليفر من المليون فيما وصلت مشاهدات مقاطع الفيديو إلى نحو 6.6 مليون مشاهدة.
فرصة العُمر واستغلالها جيدًا
رأى هوامان في مباراة نهائي كأس ليبرتادوريس بين فلامنجو وبالميراس فرصة العُمر لإيصال صوته وموهبته لعدد أكبر من المتابعين، حيث أقيم النهائي يوم الأحد الماضي على ملعب مونومنتال في العاصمة البيروفية ليما.
هوامان كان لديه بعض التجارب في التعليق على مباريات فريقه المفضل، ديبورتيفو لوس تشانكاس، على منصات التواصل الاجتماعي، وقد حظي بشهرة على نطاق بلدته وحل ضيفًا في بعض الإذاعات والقنوات المحلية للحديث عن حلمه وتجربته.
المراهق البيروفي رأى في المباراة فرصة عظيمة لإيصال صوته، وقد عمل بالفعل على تدبير التمويل اللازم للرحلة الطويلة ونجح في ذلك، سافر لمدة 18 ساعة إلى العاصمة ليما ليدخل الملعب وينقل المباراة بصوته لمتابعيه عبر تيك توك، ولكن طموحاته قوبلت بالبيروقراطية المقيتة! حيث رفض المسؤولون في الملعب منحه الاعتماد اللازم لدخول منطقة الصحفيين ولم ينجح حتى في الدخول لمدرجات المشجعين.
لم ييأس كليفر أبدًا، وانتقل إلى الخطة البديلة، وهي الصعود إلى سطح جبل بوروكوتشو الذي يُطل على الملعب ويُعطي إطلالة بانورامية للعاصمة ليما، ومن هناك أطل على متابعيه عبر تيك توك لينقل أحداث المباراة بحماس كبير مرتديًا بدلة رسمية أعطته مظهرًا رسميًا جميلًا.
ولم يكتف صاحب الطموح الجارف بالتعليق على المباراة بل أجرى عديد الحوارات مع جماهير الفريقين قبل وبعد المباراة.
@poldeportes1 narrando desde el cerro quedamos sin voz pero valió la pena #poldeportes #narrando desde el #cerro #ate #viral
♬ sonido original - 🔱Eduardo🔱المعجزة
وكما تحدث المعجزات مع اللاعبين في كرة القدم، حدثت مع الشاب البيروفي، إذ انتشرت مقاطع الفيديو الخاصة به خلال تعليقه على المباراة على نطاق واسع، وقد بدأ الجميع يتداولها ويُبدي إعجابه بأدائه وتعليقه على أحداث المباراة بذلك الحماس المعروف لدى معلقي أمريكا الجنوبية.
الأمر لم يتوقف عند "شعبية السوشيال ميديا"، بل حصل كليفر على فرصة عظيمة من منصة "L1 MAX" وهي المنصة الرسمية لبث مباريات الدوري البيروفي، إذ تمت دعوته للتعليق على إحدى مباريات البطولة.
الاتحاد البيروفي لكرة القدم لم يقف صامتًا تجاه كل هذا النجاح، إذ استضاف هوامان ومنحه قميص منتخب بيرو باسمه وتمنى له النجاح، وقد كان هوامان قد أبدى رغبته في التعليق على إحدى مباريات المنتخب يومًا ما.
من جبال بيرو لدوري الأبطال
حلم كليفر هوامان تخطى كل الحدود، لم يعد محصورًا في بيرو أو حتى أمريكا الجنوبية، بل اتسع واتسع حتى وصل إلى أوروبا وتحديدًا دوري أبطال أوروبا .. المسابقة الأهم في القارة العجوز.
المصادر الصحفية أكدت تلقي هوامان لدعوة من قبل صحيفة "ماركا" الإسبانية، لحضور قمة ريال مدريد ومانشستر سيتي في الجولة السادسة من مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا، والتي ستُقام يوم الأربعاء القادم في ملعب سانتياجو بيرنابيو بالعاصمة الإسبانية مدريد.
المباراة ستكون فرصة عظيمة جديدة لهوامان لإيصال صوته لنطاق أوسع من الجمهور، وهي بالتأكيد خطوة جديدة في سبيل تحقيق حلمه بالوصول إلى منصة التعليق على مباريات كرة القدم في إحدى المحطات أو المنصات الشهيرة.
انتهت القصة هنا، والعبرة واحدة .. حافظ على حلمك وقاتل لأجله، والأهم ألا تفوت الفرص العظيمة لتحويله إلى واقع!

