ثورة بيب جوارديولا الدفاعية.. جوسكو جفارديول يكمل حلقة مانشستر سيتي الناقصة!

يتمتع جفارديول بصفة واحدة يطلبها جوارديولا دائمًا من مدافعيه، وهي القدرة الفنية التي تمنح اللاعب الثقة أثناء امتلاك الكرة. ولديه شيء أصبح مطلبًا أكثر أهمية للمدرب، وهو قوة جسدية مذهلة.

قوته من الصعب جدًا على الخصوم التفوق عليها، وتمكنه من الاندفاع بقوة للأمام لبدء الهجمات، كما فعل ذلك بشكل متكرر خلال تأهل كرواتيا للدور نصف النهائي في قطر.

كما أظهر قوته في مباراة الذهاب بين لايبزيج، ومانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، حيث سجل هدف التعادل لفريقه برأسية قوية. في تلك الليلة، تفوق أيضًا على هالاند في معركة جسدية مثيرة، حيث أقصى النرويجي لتسديدة واحدة فقط. ولكن هالاند انتقم في مباراة الإياب، حيث سجل خمسة أهداف في فوز فريقه 7-0.

هدوء جفارديول على الكرة، واتخاذه القرارات السليمة هو ما يميزه عن المدافعين الآخرين.

بجانب قدرته على استخدام قدمه اليسرى، التي تسمح له ببدء الهجمات بسلاسة بعد استرداد الكرة، وتمكنه من التوجه إلى مركز الظهير الأيسر أثناء المباريات، أو حتى على الجانب الأيسر، من خط الوسط. وهذا ما يجعله مثيرًا للإعجاب لجوارديولا نظرًا لرؤيته الجديدة لفريقه.

المدرب الكتالوني، كان دائمًا مشجعًا للظهير الأيمن والأيسر الهجومي. فريقه القوي في برشلونة كان يعتمد بشكل كبير على الجري، والتمريرات العرضية لداني ألفيش.

لكن تغيرت طريقة لعب السيتي مع وصول هالاند، وحضور مهاجم مركزي أدى إلى فقدانهم السيطرة على الاستحواذ، عكس ما كانوا عليه عندما يلعبون بمهاجم وهمي، مما جعلهم أكثر عرضة للهجمات المرتدة.

وقد يستغل جوادريولا جفارديول في تشكيلته الجديدة.

تلك التغييرات دفعت جوارديولا لإعطاء الأولوية للاعبي الدفاع القدامى مثل ناثان أكي، الذي تحول من مدافع مركزي، إلى ظهير أيسر بعد كأس العالم، واختياره في النهاية بدلًا عن كانسيلو.

وعندما تعرض أكي لإصابتين في الثلاثة أشهر الأخيرة من الموسم، فعل جوارديولا الشيء نفسه مع مانويل أكانجي. بجانب ستونز الذي تفوق في اللعب كوسط دفاعي.

وعندما بدأ جوارديولا تجربة اللعب بأربعة مدافعين مركزيين في مارس، تسبب ذلك في إبعاد كايل ووكر لفترة قصيرة، وعبّر المدرب عن شكوكه في قدرة المدافع الإنجليزي على اللعب كظهير أيسر.

ولكن مع تعزيز الفريق وتحسنه في الشكل الجديد وتقدمه نحو تحقيق الثلاثية، بدا جوارديولا أكثر حماسًا تجاه مدافعيه القدامى.

ففي ست مباريات في كأس الاتحاد الإنجليزي، استقبلوا هدفًا وحيدًا فقط، وفي المراحل الإقصائية من دوري أبطال أوروبا، استقبلوا ثلاثة أهداف فقط في سبع مباريات، حيث فازوا على ريال مدريد 4-0، بايرن ميونخ 3-0، ولايبزيج 7-0 في المباريات التي أقيمت في ملعبهم.

عندما حقق مانشستر سيتي لقب الدوري الإنجليزي، أكد جوارديولا على تأثير أكي، قائلاً إن الهولندي "أعطاني الدفعة التي لم أكن أملكها في الماضي". وأثنى أكثر على دفاعه فور فوز سيتي بدوري أبطال أوروبا في إسطنبول بعد أداء قوي ضد إنتر. قال: "أن تكون مدافعًا جيدًا، أعتبرك أعظم موهبة في كرة القدم".

هذا تحول كبير من مدرب بنى أحد أكثر الفرق إثارةً على الإطلاق في برشلونة، الشخص الذي يبدو دائمًا متحمسًا للهجوم الآن يتغنى بفضائل الدفاع. ومطاردته لجفارديول يثبت أنه يركز بقوة على هذا النظام الجديد.

إذا نجح مانشستر سيتي في إتمام هذا التوقيع، فلن يكونوا قادرين فقط على الاعتماد على أحد أفضل مدافعي العالم، بل سيقدمون له البنية الدفاعية المثالية التي يمكنه الازدهار فيها، ومساعدتهم على الاستمرار في السيطرة على العالم.