daniel-levy-tottenham-AIGoal

توتنهام ينتظر المجهول بعد ربع قرن من حكم "الديكتاتور الناجح" دانييل ليفي .. وبضاعة سبيرز "متاحة الآن" أمام كبار إنجلترا!

منذ توليه رئاسة نادي توتنهام هوتسبير عام 2001، شكّل دانييل ليفي علامة فارقة في تاريخ النادي اللندني والدوري الإنجليزي الممتاز، والآن حانت اللحظة لطي هذه الصفحة وبدء عهد جديد.

خلال ربع قرن (25 عامًا)، قاد ليفي مشروعًا طموحًا لتحويل توتنهام من فريق متوسط إلى قوة تنافسية على المستويين المحلي والأوروبي، حيث أصبح السبيرز رقمًا صعبًا لجميع الخصوم داخل وخارج إنجلترا.

وتحت قيادته تأهل الفريق إلى البطولات القارية في 18 من آخر 20 موسمًا، وبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2019، لكنه خسر بصعوبة من ليفربول، قبل أن يتوج بلقبه القاري الأول بالفوز بالدوري الأوروبي في الموسم الماضي على حساب مانشستر يونايتد.

كما أنجز ليفي المهمة الأصعب والأضخم في مسيرة توتنهام، والتي تتعلق بتطوير ملعب النادي الجديد ومركز تدريبي حديث، ما عزز من البنية التحتية للنادي وجاذبيته الاستثمارية وزاد من قيمة أصوله الثابتة.

  • Tottenham Hotspur FC v Manchester United FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    دانييل ليفي .. بين الطموح الإداري وإحباط الجماهير

    رغم الإنجازات، ظل دانييل ليفي محل انتقادات متكررة من جماهير السبيرز، التي اعتبرت سياساته في سوق الانتقالات سببًا رئيسيًا في غياب الألقاب المنتظمة، حتى أن لافتات المطالبة برحيله عن النادي أصبحت قطعًا ثابتة في مدرجات توتنهام.

    أسلوبه التفاوضي الصارم، الذي جعله أحد أبرز الأسماء في ملفات انتقالات اللاعبين، كان يُنظر إليه من قبل الجماهير كمصدر إحباط، خصوصًا في ظل فشل النادي في ضم لاعبين حاسمين في اللحظات الحرجة وهو ما حرم الفريق من فرص كثيرة لدعمه خلال منافسة الكبار على البطولات، وبالتالي تسبب في رحيل نجوم كبار بحجم الهداف التاريخي هاري كين بحثًا عن الألقاب.

    هذا التوتر بين الإدارة والجماهير شكّل أحد أبرز ملامح عهد ليفي، رغم اعتراف الجميع بدوره في بناء مؤسسة رياضية متكاملة، وربما كان سببًا رئيسيًا في رحيله بعد مطالبات كثيرة من الجماهير بتغيير الإدارة.

  • إعلان
  • Tottenham Hotspur v AZ Alkmaar - UEFA Europa League 2024/25 Round of 16 Second LegGetty Images Sport

    توتنهام بعد رحيل ليفي: بداية مرحلة جديدة أم اختبار للهوية؟!

    رحيل ليفي يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في تاريخ توتنهام، عنوانها إعادة الهيكلة الإدارية والفنية، حيث قام النادي بتعيين فيناي فينكاتيشام مديرًا تنفيذيًا، توماس فرانك مدربًا للفريق الأول، وبيتر تشارينجتون رئيسًا غير تنفيذي، يعكس توجهًا نحو الاستقرار المؤسسي وبناء مشروع طويل الأمد.

    ومع تأكيد النادي أن هيكل الملكية لم يتغير، يبقى السؤال الأهم: هل تنجح القيادة الجديدة في الحفاظ على هوية النادي التنافسية، أم أن غياب شخصية ليفي سيترك فراغًا يصعب تعويضه على المدى القريب؟ ومن بعدها سيندم جمهور السبيرز على هذا العداء.

    الإجابة على هذه الأسئلة تحتاج إلى وقت كبير من اختبار التجربة الجديدة، فليس من المعقول المقارنة بين حقبة رئيس استمرت لـ25 عامًا وإدارة جديدة تعمل لموسم أو موسمين، لذلك سيكون الزمن والنتائج أهم العوامل للحكم في الأمر.

  • Harry Kane TottenhamGetty

    كيف تستفيد أندية إنجلترا الكبرى من رحيل ليفي؟

    رحيل دانييل ليفي قد يُفسح المجال أمام تغييرات في ديناميكية سوق الانتقالات داخل البريميرليج، فأسلوبه التفاوضي الحاد كان يشكّل عائقًا أمام العديد من الأندية الكبرى في إنجاز صفقات مع توتنهام، سواء لضم لاعبين أو التفاوض على شروط مالية.

    فلا أحد ينسى المحاولات المستميتة من أندية كبرى بحجم ريال مدريد، مانشستر سيتي، ليفربول من أجل الفوز بخدمات المهاجم الإنجليزي هاري كين، ورغم ذلك لم يرحل "الأمير" عن توتنهام إلا بموافقة ليفي وباستفادة مالية ضخمة بلغت 95 مليون يورو، سددها بايرن ميونخ في لاعب تجاوز الـ30 عامًا.

    ومع تولي إدارة جديدة، قد تصبح المفاوضات أكثر مرونة، مما يفتح الباب أمام أندية مثل مانشستر يونايتد، تشيلسي، وليفربول لإعادة النظر في أهدافها من لاعبي السبيرز.

    كما أن غياب شخصية ليفي عن المشهد قد يغيّر من توازنات القوة داخل رابطة الأندية، ويمنح منافسي توتنهام فرصة لتعزيز نفوذهم في الملفات الإستراتيجية.

  • Tottenham Hotspur v Bournemouth - Premier LeagueGetty Images Sport

    توماس فرانك.. مشروع في أمان "مؤقتًا"!

    مع انطلاق موسم 2025-2026، نجح المدرب الدنماركي توماس فرانك في ترك بصمة فنية واضحة على أداء توتنهام، ليؤكد أن تعيينه لم يكن مجرد خطوة انتقالية، بل بداية مشروع طويل الأمد.

    فرانك، الذي تولى المسؤولية خلفًا لآنجي بوستيكوجلو رغم تتويج الأخير بالدوري الأوروبي، استطاع خلال أسابيع قليلة بناء فريق منظم يتمتع بمرونة تكتيكية عالية، ويقدم كرة هجومية متوازنة تعتمد على الضغط العالي واستعادة الكرة في مناطق متقدمة.

    ورغم رحيل ليفي عن توتنهام، فإن تجربة فرانك ستظل قائمة "مؤقتًا"، في ظل نجاح فلسفته التدريبية، التي منحت توتنهام هوية فنية جديدة، ظهرت بوضوح في الانتصارات المبكرة على فرق بحجم مانشستر سيتي، حيث تحوّل الضغط الدفاعي إلى هجمات خاطفة أسفرت عن أهداف حاسمة.

    ومع امتداد عقده حتى صيف 2028، يبدو أن فرانك أمام فرصة حقيقية لبناء مشروع تنافسي يعيد توتنهام إلى سباق الألقاب، ويمنح الجماهير أخيرًا ما افتقدته في عهد ليفي: الاستقرار الفني والجرأة التكتيكية.