Chelsea Barcelona Nico Williams GFXGOAL

نسخته الفرنسية لم تنجح .. مراوغات نيكو ويليامز لا تجلب البطولات و"صفعته" لبرشلونة أنقذت رافينيا!

بعد الصفعة التي تلقاها برشلونة من نيكو ويليامز الصيف الماضي، قرر النادي الكتالوني أن يفتح وجهه على مصراعيه من أجل صفعة أخرى بعدها بعام واحد!

نعم، في الوقت الذي انتظر فيه عشاق برشلونة بفارغ الصبر أن يقوم النادي بالإعلان عن تفعيل الشرط الجزائي في عقد اللاعب بـ58 مليون يورو، جاءت الصدمة، ويليامز جدد عقده ولمدة 10 سنوات، بزيادة بنسبة 50% في بند إطلاق سراحه.

هذا المشهد يعني الكثير، جوان لابورتا فشل مرة أخرى في ضمان التوازن المالي بالشكل الكافي لإقناع ويليامز بالانتقال لصفوفه، حيث تخوف الجناح الشاب من تكرار سيناريو داني أولمو والمعاناة حتى يتم تسجيله.

هناك جانب آخر من القصة، ويليامز رفض آرسنال وبايرن ميونخ وتشيلسي من أجل "حلم" الانتقال إلى برشلونة، ولكن هذا "الحلم" لم يكن كافيًا له حتى ينتظر لفترة من الوقت لحين حل أزمة التسجيل، ليقضي على أحلام عشاق البرسا في لحظة.

ولكن بعيدًا عن كل ذلك، هل يستحق نيكو ويليامز هذه الضجة من الأساس؟

  • Athletic Club v Real Betis - La Liga SantanderGetty Images Sport

    موهبة سبقت سنها

    "كان مختلفًا في مرحلة الطفولة، حتى عندما لعب لفريق تحت 12 سنة، الجميع توقع أنه سيكون أحد النجوم القادمين".

    هذا ما قاله عنه أندوني بومبين، كشاف المواهب السابق في أتلتيك بيباو في تصريحات سابقة لشبكة "سكاي سبورتس"، والذي أكد أن ويليامز اعتاد على النضوج بشكل أسرع ممن حوله.

    نجم بيلباو الشاب انضم قادمًا من أوساسونا كلاعب لفريق تحت 11 سنة، وسرعان ما تم وضعه في فئة عمرية أعلى، وفي السادسة عشر من عمره لعب لفريق تحت 19 عامًا.

    وبعد عامين انتقل إلى الفريق الثالث لأتلتيك بيلباو قبل الموعد المحدد له، وبالموسم التالي لعب للفريق الأول، مما يؤكد حقيقة أننا أمام موهبة ليست عادية داخل النادي الباسكي.

    وعند وصوله إلى مرحلة الكبار، بدأت موهبته تظهر أمام الجميع، بالعين المُجردة هو لاعب رائع ومراوغ بارع يمكنه خداع أي مدافع أو ظهير في لحظة، يجعل كل شيء سهلًا على زملائه بالفريق لخلق الزيادة العددية.

    سريع ومهاري وساهم بشكل واضح في فوز إسبانيا ببطولة يورو 2024 ونجح في التسجيل مرتين خلال رحلة بلاده للفوز باللقب، لذلك هو ليس لاعبًا سيئًا على الإطلاق، بل ينقصه شيء واحد يجعل كل هذه الضجة غير منطقية!

  • إعلان
  • Nico WilliamsGetty Images

    انتاجية سيئة

    نيكو ويليامز لاعب ممتع للغاية، تحب أن تذهب الكرة له لتشاهده وهو يمر من مدافع تلو الآخر، ولكن الأمر يختلف عندما يكون لاعبًا بفريقك، لأنك ستطلب منه أكثر من ذلك بكثير.

    المجهودات الفردية يجب أن تسفر عن شيء ما في النهاية، وهي صناعة أو تسجيل الأهداف، خاصة إذا كنت تلعب مع فريق بحجم برشلونة ينافس على كل بطولة يشارك فيها.

    صاحب الـ22 سنة أرقامه مُحبطة للغاية في الدوري الإسباني، سجل 16 هدفًا فقط مع بيلباو في 130 مباراة لعبها بالبطولة في 4 مواسم، محرزًا 5 أهداف فقط بالبطولة خلال موسم 2024/2025.

    زميله أويهان سانسيت الذي يلعب في مركز صانع الألعاب سجل وحده 15 هدفًا الموسم الماضي في الليجا مع بيلباو، وهو ما يعطينا فكرة أن المشكلة ليست في النادي الباسكي بل في ويليامز نفسه.

    ذكر انتاجية ويليامز الضعيفة ليست محاولة للتجني عليه، بل هي حقيقة جماهير بيلباو هاجمته عليها أكثر من مرة، وطالبته في العديد من المناسبات بالتركيز على تسجيل الأهداف، لأن المراوغات واللمحات الفنية وحدها لا تكفي.

    في الحقيقة، ويليامز يذكرنا قليلًا بآلان سانت ماكسيمين لاعب نيوكاسل يونايتد السابق والأهلي السعودي الحالي، حيث أثار العديد من علامات الاستفهام بين جماهير الدوري الإنجليزي، وكان الجميع يقول "لماذا لا يتعاقد معه أي من الكبار؟ّ!".

    هذا السؤال كان يظهر في كل مرة يتألق فيها ماكسيمين ويتفنن في إهانة المدافعين بمراوغاته البارعة، قبل أن تختفي تلك المهارة أمام المرمى بإنهاء ضعيف أو قرار غير سليم بالتمرير لزميل آخر في مركز أفضل.

    أزمة "اللمسة الأخيرة" كانت سببًا في تجاهل كبار البريميرليج لماكسيمين، وتلك المشكلة واجهته في كل مكان ذهب له بعد ذلك، ومن الممكن أن يصبح ويليامز في نفس الورطة، وإن كانت موهبته تفوق نظيره الفرنسي بمراحل.

    ربما يكون السن أحد العوامل وراء احتياج ويليامز لبعض الوقت لتطوير هذا الأمر، ولكن لامين يامال، عمره 17 سنة ويسجل أكثر منه، ومع ذلك يتعرض أيضًا للانتقادات لأنه لا يحرز العدد الكافي من الأهداف خاصة في الليجا.

  • FC Barcelona v SL Benfica - UEFA Champions League 2024/25 Round of 16 Second LegGetty Images Sport

    موسم آخر من يامال ورافينيا

    رب ضارة نافعة .. قدوم نيكو ويليامز كان سيضع الكثير من التساؤلات حول عن ما كان سيحدث للجناح البرازيلي رافينيا، اللاعب الذي كافح بعد معاناته مع تشافي هيرنانديز، واكتشف نفسه في مركز الجناح الأيسر بعدما حجز زميله لامين يامال الجبهة الأخيرة.

    تلك الثنائية منحت برشلونة 3 ألقاب الموسم الماضي "الدوري الإسباني وكأس الملك والسوبر"، وجعلت كل منهما مرشحًا قويًا للفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.

    أيهما أكثر متعة؟ أن تكون الكرة مع رافينيا أم نيكو ويليامز؟ في الحقيقة الأخير ينتصر في هذا الأمر، ولكن البرازيلي يتفوق عليه فيما هو أهم بكثير، ويٌضاف إلى ذلك مهاراته الفردية التي تصنع الفارق دائمًا في أصعب الأوقات.

    رافينيا سجل 34 هدفًا وصنع 25 الموسم الماضي بكل البطولات، بينما سجل ويليامز 40 هدفًا طوال مسيرته الكروية منذ ظهوره على الساحة للمرة الأولى وحتى الآن.

    لذلك هناك رسالة إلى جماهير برشلونة .. ناديكم لم يخسر الكثير، استمتعوا بما يقدمه رافينيا ويامال لموسم آخر، مع إضافة عنصر جديد لا يقصي البرازيلي من مكانته، والخيارات المتاحة عديدة بمختلف أندية أوروبا أبرزها لويس دياز نجم ليفربول.

    نعم الفريق يحتاج إلى جناح أيسر يمكنه اللعب بقدمه اليمنى إلى داخل الملعب ليضيف بُعد هجومي جديد، ولكن ويليامز ليس الوحيد الذي يمكنه تأدية هذا الدور، وربما قد حان الوقت للتوقف عن تلقي الصفعات من الإسباني الشاب والمضي قدمًا بالبحث عن هدف آخر.