بين حارس محظوظ ومقاتل محبط .. الفائزون والخاسرون من توقف الدوري السعودي

الهلال هو الخاسر الأكبر من توقف دوري روش السعودي، إذ سيُوقف ذلك انطلاقته الصاروخية في البطولة ونتائجه المذهلة.

الزعيم حقق على الفيحاء في الجولة الـ19 انتصاره الـ12 على التوالي، لم يستقبل خلال تلك السلسلة من المباريات سوى هدفين وسجل هجومه 38 هدفًا.

يعيش جل نجوم الهلال حالة فنية وبدنية وذهنية ومعنوية ممتازة جدًا، وهو ما يجعل التوقف أمر محبط للغاية لهم وللمدرب جورج جيسوس الذي لا يضمن أبدًا بقاء تلك الحالة عند استئناف الدوري بعد شهر ونصف.

جماهير الاتحاد كان تعد الأيام حتى يبدأ شهر يناير ويتوقف الدوري السعودي، أملًا في إيقاف نزيف النقاط وتحسن وضع الفريق ونتائجه عقب استئناف الدوري.

بطل السعودية قدم نصف موسم مخيب جدًا، على جميع الأصعدة، وقد أطاح بمدربه نونو سانتو وعين بدلًا منه مارسيلو جاياردو.

المدرب الأرجنتيني هو الأسعد بالطبع بتوقف الدوري، لأنه سيسمح له بإعداد الفريق من نقطة الصفر استعدادًا للمرحلة القادمة المهمة والتي تتضمن مباريات البطولات المحلية والأهم دوري أبطال آسيا.

المتوقع كذلك حدوث عملية تصفية في أجانب الفريق ودعم صفوفه بعدد من النجوم الكبار خلال السوق الشتوي، ولذا يُعد ذلك التوقف الأمل الأخير للعميد لإنقاذ موسمه.

يعيش مجموعة من نجوم دوري روشن أيامًا رائعة، يتألقون بها داخل الملعب وأمورهم مستقرة تمامًا خارجه، ولذا كانوا يأملون باستمرار الدوري حتى يستمر نجاحهم ولا يتعرض لأي هزة.

نحن نتحدث هنا عن أمثال كريستيانو رونالدو وألكسندر ميتروفيتش وتاليسكا وفرانك كيسييه وسلطان الغنام وسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش وآخرين.

تلك المجموعة كانت تتمنى استمرار الدوري حتى تواصل انطلاقتها القوية، جاء التوقف ليُحبطها بالطبع خاصة أن كل شيء قد يحدث خلاله وينعكس بصورة سلبية على مستواهم بعد استئناف الدوري.

ربما يرى البعض أن محمد العويس كان سيئ الحظ بالإصابة التي أخرجته من صفوف المنتخب السعودي المشارك في كأس آسيا، لكن بالنظر للنصف الآخر من الكوب قد نراه محظوظًا.

العويس محظوظ لأن تلك الإصابة حدثت في فترة التوقف، مما سيُعطيه الوقت والفرصة للتعافي بهدوء وتنفيذ برنامج التأهيل دون تعجل.

اللاعب سيكون جاهزًا للعب عند استئناف الدوري ليحرس مرمى الهلال في دوري أبطال آسيا كما اعتاد قبل الإصابة.

النصر حاله حال الهلال، أحد أكبر الخاسرين من توقف الدوري تلك المدة الطويلة، والتي لا تضمن بقاء الوضع كما هو عليه عند العودة.

فريق لويس كاسترو يمر بوضع ممتاز على جميع الأصعدة، فرديًا وجماعيًا، تكتيكيًا وبدنيًا، أداءً ونتائج، وهو ما يجعله يُواصل مطارده الهلال على الصدارة بفارق 7 نقاط.

توقف الدوري سيُوقف انطلاقة النصر القوية تلك وسيساعد المنافسين على تحسين أوضاعهم، وقد شاهدنا على مر التاريخ الكثير من الفرق التي تعرضت لانتكاسات قوية بعد فترات التوقف الطويلة في الموسم.

رغم تحسن الأداء والنتائج مؤخرًا، إلا أن الأهلي مازال يحتاج للمزيد لكي يعود للمنافسة بقوة على لقب الدوري.

الفريق ثالث جدول الترتيب حاليًا لكن لديه عدة سلبيات فنية قد يتخلص من بعضها بتعاقدات جديدة والبعض الآخر بعمل تكتيكي من المدرب.

فترة التوقف فرصة ممتازة للقيام بالأمرين معًا، إصلاح أخطاء سوق الانتقالات الصيفي الأخير وكذلك منح المدرب فرصة لم يجدها في بداية الموسم للعمل مع اللاعبين بصورة مكثفة دون ضغط المباريات.

الجمهور الخاسر الدائم لأي توقف يُصيب كرة القدم، فما بالك لو أصاب التوقف دوري ممتع ومثير مثل السعودي.

صحيح أن فترة التوقف ستتضمن مباريات كأسي آسيا وإفريقيا للمنتخبات بجانب الدوريات الأوروبية، لكن لا شيء يُضاهي متعة الدوري السعودي ومباريات الأندية والتحديات في المجالس والطقطقة مع الأصدقاء وحضور الملاعب وعيش تلك الأجواء الرائعة مع الجماهير.

الجمهور العربي عامة والسعودي خاصة سيعد الأيام يومًا بعد الآخر انتظارًا لعودة متعة الدوري السعودي.

العديد من نجوم دوري روشن كانوا بحاجة لذلك التوقف لالتقاط الأنفاس ومراجعة الأخطاء والبدء من جديد.

أسماء مثل كريم بنزيما وروبيرتو فيرمينو وسلمان الفرج وعبد الإله العمري وزكريا هوساوي وآخرين بحاجة للجلوس مع أنفسهم ومعرفة أين أخطأوا ليظهروا بهذا المستوى المخيب من الجزء الأول من الموسم أو لماذا ارتكبوا تلك الأخطاء الساذجة التي أوقعتهم في مشاكل كبيرة.

فترة التوقف الطويلة تلك فرصة لهؤلاء "المخيبين" للتفكير بهدوء دون ضغوطات ومعالجة القصور وبذل الجهد للعودة من جديد.

تعيش وضعًا صعبًا، تتعرض لانتقادات لاذعة، يُطالب البعض بتجميدك والتخلي عنك، تجتهد، تعمل بجد، تبذل قصارى جهدك، تتألق، تُجبر الجميع على الاعتذار لك ومنحك التقدير المناسب، يبدأ الحديث عنك بإيجابية، تُثبت أقدامك من جديد في الملعب، يتوقف الدوري!

ذلك بالضبط ما حدث مع حمدالله هذا الموسم في الاتحاد! كافح وقاتل ونجح بالعودة لكن أتى توقف الدوري ليُحبطه تمامًا خاصة بعد استبعاده من قائمة المغرب لكأس أمم إفريقيا.

حمدالله كان بحاجة لاستمرار الدوري ليُواصل الرد على الجميع في الملعب ولتثبيت أقدامه من جديد في العميد وإقناع الناس بضرورة بقائه وخطأ التخلي عنه .. لا أحد يعلم الآن ماذا سيحدث خلال هذا التوقف وهل سينال اللاعب الفرصة من جديد مع العميد أم أن الرحلة انتهت!