بين السيرك والمجارير .. لهذا استحق ديربي الغضب نصف نهائي الأبطال!

قبل أي شيء يجب أن نشيد بجماهير الفريقين، بعيدًا عن المثاليات والأحاديث الرنانة الخاصة بالإعلام ومدى احترام الجماهير لبعضها البعض.

لقد شاهدنا لافتتين رائعتين لجماهير إنتر وميلان في ديربي الغضب الأول لهذا الموسم 2023-24، حيث أطلقت الأولى على الثانية إنهم جاءوا من المجارير.

في حين كان رد ميلان جاهزًا، بالرغم من وصول إنتر إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، إلا أن جماهير ميلان شبهوهم بالسيرك.

بعيدًا عن النتيجة الكبيرة للغاية والتي ستتفاخر بها جماهير إنتر لعدة أسابيع وتتبجح بها أمام نظيرتها في ميلان، لكن النيراتزوري يظهر علامات نضج وقوة أكبر بكثير مما كان عليه في الموسم الماضي.

بداية من حراسة المرمى وخط الدفاع الذي لم يتلق في أربع جولات سوى هدفًا وحيدًا حتى الآن جاء من المتألق رافاييل لياو.

مرورًا بخط الوسط الصلب الذي أصبح أكثر انسجامًا وتألقًا، وختامًا بالهجوم الذي أضاف له الفرنسي ماركوس تورام ثقلًا جديدًا وقوة غير معهودة في السنوات الماضية، وهدفه اليوم أفضل دليل على ذلك.

لا شك أن الهزيمة الكبيرة التي تعرض لها ميلان في الديربي سيكون لها أثرها السلبي على الفريق الذي لم يدخل المباراة قبل بداية الشوط الثاني بسبب التفوق التكتيكي الواضح لإنزاجي.

الهدف المبكر أفقد الفريق توازنه، ثم جاء الهدف الثاني ليصعب الأمور، لكن في نهاية المطاف عاد الفريق بهجمة منظمة رائعة استطاع من خلالها أن يحقق عودة مؤقتة، قبل أن يضرب إنتر بثلاثية أخرى أنهت الأمور تمامًا.

خمسة أهداف في الديربي هي نتيجة سيتفاخر بها إنتر لسنوات، لكن على ميلان أن ينساها وأن يستمر على البداية القوية التي ظهر فيها في أول ثلاث جولات.

في النهاية خمسة أهداف أو عشرة لا تهم، الفريق خسر ثلاث نقاط كان من الممكن خسارتهم أمام روما عندما لعبوا لشوط كامل بلاعب أقل من كتيبة جوزيه مورينيو.

النتيجة الكبيرة ربما توحي أن الطرف الآخر في المباراة التي أقيمت في نصف نهائي الأبطال قبل أشهر كان يجب أن يكون فريقًا آخر غير ميلان.

لكن في الواقع فأن أي فريق معرض لمثل تلك الهزائم، على رأسهم إنتر نفسه وحتى ريال مدريد وبرشلونة، فلماذا ميلان يكون الاستثناء.

ميلان لو أكمل الموسم بما ظهر عليه في أول ثلاث جولات من مستويات لا شك أننا سنراه في مراحل متقدمة من دوري أبطال أوروبا من جديد بالرغم من صعوبة مجموعته.

المباراة كانت مثالية على كافة الأصعدة فنيًا وجماهيريًا لإنتر الذي أكد صدارته لترتيب الدوري الإيطالي بأقوى خط هجوم وأقوى دفاع.

ميلان رغم تلقيه لخماسية لكنه لا يجب أن يفكر في اللقاء على أنه أكثر من مجرد مباراة بثلاث نقاط، وفورًا عليهم البدء في التحضير لمعركة نيوكاسل في دوري أبطال أوروبا، ولمواجهات فيرونا وكالياري ولاتسيو الصعبة والتي ستأتي تواليًا حتى نهاية الشهر الجاري قبل أن يحل ضيفًا على بوروسيا دورتموند.

في النهاية اللعب في هذا المستوى بالنسبة لميلان، وتقديم هذا الأداء حتى الآن من إنتر لا يجعل من وصولهم قبل أشهر لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا مصدر عجب على الإطلاق.