بيلينجهام "مسكن" ريال مدريد من صداعه المزمن أمام فالنسيا .. والكرة الذهبية تحتاج للنضوج يا فينيسيوس!

قبل المباراة، كانت أغلب التوقعات تصب في صالح ريال مدريد للعديد من الأسباب، أبرزها عودة فينيسيوس من الإيقاف، وعودة المصابين، عدا الثلاثي ميليتاو وكارباخال وألابا.

من الناحية الأخرى، يخوض فالنسيا مباراته الأولى، تحت قيادة المدرب كارلوس كوربيران، الذي تولى مهمة صعبة خلفًا لروبن باراخا، كما يعاني الخفافيش من العديد من الإصابات، الأمر الذي قفز بمؤشر التوقعات بأن فالنسيا سيكون "لقمة سائغة" أمام كتيبة المدير الفني كارلو أنشيلوتي، من أجل تحقيق أمل الريال في العودة لصدارة الدوري الإسباني.

واعتمد المدرب كارلوس كوربيران على خطة لعب 5-4-1، بين التقدم الدفاعي أثناء الهجمات، ثم العودة السريعة وإغلاق المنافذ أمام تحركات كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، ومن ثمّ التحولات الهجومية السريعة واستغلال الأطراف لإرسال الكرات العرضية، وهي الخطة التي منحت الخفافيش الأفضلية أمام ريال مدريد، الذي لعب بطريقة 4-2-3-1، واستغلال تحركات جود بيلينجهام في العمق، ومحاولات فينيسيوس ومبابي التي كانت تصطدم دائمًا بتكتل دفاعي متماسك.

وكان أداء فالنسيا تحت قيادة كوربيران، بمثابة "المفاجأة"، والتي بدا معها لاعبو الريال غير قادرين على إيجاد الحلول، خلال الشوط الأول، أمام التنظيم الدفاعي، بين محاولات التحرك من الأطراف، واستغلال ارتداد الكرة والتسديد من خارج الملعب.

بعد إصابة داني كارباخال، بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي والجانبي الخارجي، والوتر الخلفي للساق اليمنى، وانتهاء موسمه مبكرًا، قرر كارلو أنشيلوتي، الاستعانة بلوكاس فاسكيز في مركز الظهير الأيمن.

وبالنظر إلى أداء فاسكيز في لقاء فالنسيا، فإن اللاعب اعتمد على الانطلاق للأمام من الزاوية اليمنى، والتراجع للخلف أمام التحولات الهجومية السريعة، ولكن ينبغي القول إن فاسكيز كان بمثابة ثغرة واضحة في الدفاع، حيث عانى على مستوى المواجهات الثنائية، وبات ضحية لمراوغات ريوخا، لاعب فالنسيا، الذي لم يجد صعوبة في إرسال الكرات العرضية، في وجود لوكاس.

ويمكن القول إن الجبهة اليمنى لم تعانِ فقط مع ريال مدريد، بل اليسرى أيضًا، في ظل عدم قيام فينيسيوس بأي أدوار دفاعية، ومعاناة فيرلان ميندي أمام تحركات دييجو لوبيز وديميتري فولكيير.

وأمام ذلك، بات الريال أمام ضرورة ملحّة لضم ظهيرين في الفترة الشتوية، فالوضع لا يتحمل الانتظار للصيف، خاصة في ظل التقارير المترددة حول تحرك ليفربول وباير ليفركوزن، من أجل تجديد عقد الثنائي الأكثر طلبًا في قلعة البرنابيو، ترينت أليكساندر آرنولد وألفونسو ديفيس.

وتمكن هوجو دورو من إحراز هدف التقدم لفالنسيا في الدقيقة 27، وهي التي لا يُسأل عنها الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، بعدما تصدى لتسديدة خافي جيرا، قبل أن ترتد لدورو الذي أودعها في الشباك.

وسجل دورو رابع أهدافه مع فالنسيا، في شباك ريال مدريد، وجميعها في الدوري الإسباني، علمًا بأن الميرينجي صار ثاني أكثر فريق استقبالًا للأهداف بتوقيع المهاجم الإسباني صاحب الـ25 عامًا، بعد أتلتيكو مدريد الذي استقبل 5 أهداف.

ومع دخول الشوط الثاني، فإن الأداء صار مغايرًا، وبات اعتماد لاعبي فالنسيا على تأمين الخطوط الدفاعية، مع ازدياد الضغط الهجومي من قِبل لاعبي ريال مدريد، الذين باتوا أكثر سيطرة على منطقة الوسط، وشن الهجمات على مرمى الحارس ديميتريفسكي.

ويمكن القول إن جود بيلينجهام لعب دورًا في الربط بين الخطوط، مع سيبايوس وفالفيردي، والانتشار في منتصف ملعب فالنسيا، كما امتاز بكراته الطويلة التي حقق فيها نجاحًا بنسبة 100%، بعد إرسال 3 كرات طويلة.

ولكن مع احتساب ركلة جزاء للريال، فإن بيلينجهام سددها برعونة، في الدقيقة 55، ليسدد الكرة في القائم، ولكنها لم تكن وحدها اللقطة المثيرة للجدل، بل جاء أيضًا في خروج قدمي الحارس ديميتريفسكي، أثناء التصدي للكرة، فيما قرر الحكم عدم إعادة ركلة الجزاء.

وجاءت ركلة الجزاء بعد توغل رائع من كيليان مبابي، الذي أجبر تاريجا على ارتكاب خطأ أسفر عن الجزائية، ليقرر بيلينجهام رد الهدية إلى مبابي بتمريرة بينية ترجمها بمراوغة رائعة للحارس وتسديد الكرة في الشباك، بالدقيقة 59، قبل أن يقرر الحكم إلغاء الهدف بداعي التسلل.

ونجح بيلينجهام في إدراك خطئه هذه المرة، بتمريرة بينية ضربت خط الدفاع، ليتمكن البديل لوكا مودريتش من إحراز هدف التعادل في الدقيقة 86، ثم عاد جود ليوقع على هدف الانتصار في اللحظات الأخيرة، ليعوض جماهير الملكي عن ركلته الجزائية الغريبة.

وكالعادة، ينفعل النجم البرازيلي فينيسيوس، ويتحمل توابع انفعالاته الزائدة، وهذه المرة ببطاقة حمراء مباشرة في الدقيقة 79، بداعي ضرب الحارس ديميتريفسكي، دون كرة.

فينيسيوس، الذي خسر الكرة الذهبية لعام 2024، في الأمتار الأخيرة، تلقى 5 بطاقات صفراء هذا الموسم، ليتم إيقافه في مباراة إشبيلية، بالجولة 18، ثم عاد في لقاء فالنسيا، ليتلقى بطاقة حمراء مباشرة، ويتأكد غيابه مجددًا عن صفوف الميرينجي.