السر في الرحلة، بيراميدز بين "الأهليين": سار على درب القاهري.. وضرب موعدًا مع الجداوي!

لم تكن مباراة أوكلاند سيتي مجرد 90 دقيقة في بطولة مستحدثة تقام للموسم الثاني على التوالي، بل كانت بمثابة حجر الأساس لرحلة بيراميدز العالمية الأكبر. 

فبعد ضمان مشاركته التاريخية في كأس العالم للأندية 2029 بنظامها الجديد، تأتي هذه البطولة كـ"بروفة" لا تقدر بثمن، هي الفرصة المثالية للاعبين والجهاز الفني لاكتساب خبرة الاحتكاك بمدارس كروية متنوعة، والتعود على ضغط المباريات العالمية، وهو ما سيشكل فارقًا كبيرًا بعد أربع سنوات من الآن.

لقد نجح بيراميدز بالفعل في تحقيق أحد أهم أهداف مشروعه: لم يعد مجرد منافس محلي، بل أصبح ثاني ممثل للكرة المصرية يتأهل للشكل الجديد للمونديال بعد مشاركة الأهلي الباهتة في 2025، ليضع نفسه في مصاف الكبار ويثبت أن طموحه لا سقف له.

إذا كان الفوز على بطل أوقيانوسيا هو خطوة الطموح، فإن مواجهة الأهلي السعودي هي الاصطدام بالواقع، فالأرقام ترسم صورة شبه مستحيلة على الورق؛ حيث تفوق القيمة السوقية للنادي السعودي أضعاف ما يملكه بيراميدز، رغم أنه دائمًا ما يشار له على أنه "نادي الأموال" في مصر.

القيمة السوقية لأهلي جدة: تقترب من 180 مليون يورو.

القيمة السوقية لبيراميدز: حوالي 22 مليون يورو.

هذه الفجوة المالية الهائلة تترجم إلى كوكبة من النجوم العالميين في صفوف الراقي، يقودهم الجزائري رياض محرز، بجانب أسماء رنانة مثل المهاجم الإنجليزي إيفان توني، والإيفواري فرانك كيسييه، والحارس السنغالي إدوارد ميندي. 

هي أسماء كانت حتى وقت قريب تنافس في أقوى دوريات العالم، ومواجهتهم لا تتطلب فقط خطة تكتيكية محكمة من المدرب، بل تتطلب روحًا قتالية تتجاوز كل الفوارق، روح يعرفها الأهلي المصري جيدًا وطبقها أمام الهلال ومن بعده الاتحاد بأسمائهم اللامعة.

بغض النظر عن نتيجة المباراة القادمة، خرج بيراميدز من هذه التجربة فائزًا بالفعل، المكسب الحقيقي لا يكمن في التأهل من عدمه، بل في الخبرة التي لا تقدر بثمن. 

سيخرج اللاعبون من هذه المواجهة وقد اختبروا سرعتهم وقوتهم أمام نجوم عالميين، وهو ما سيرفع من مستواهم وثقتهم بأنفسهم في المنافسات المحلية والقارية.

بين "أهلي" مصري يمثل النموذج الذي يسير على دربه، وأهلي سعودي يمثل التحدي الأصعب الذي يواجهه، يكتب بيراميدز قصته العالمية الخاصة.

قد تكون المهمة أمام العملاق السعودي صعبة، لكن المؤكد أن الفريق المصري سيعود من هذه البطولة وقد فاز بالخبرة، والاحترام، والأهم من ذلك، أثبت أن طموحه العالمي لم يعد مجرد حلم، بل أصبح واقعًا ملموسًا يستعد له.