إنما للصبر حدود .. ضربة جديدة لبوجبا تهدد "هدفه العالمي" وتثير القلق داخل موناكو

عندما وقع بول بوجبا مع موناكو في الصيف الماضي، كان يمثل أكثر من مجرد تعزيز للفريق. كان النادي الفرنسي يعتمد على خبرته وجاذبيته وقدرته على الارتقاء بفريق طموح. أما المشجعون، فكانوا يحلمون برؤية  اللاعب في أفضل مستوياته لتي أضاءت كأس العالم 2018.

لكن الوعود تلاشت. لا يزال اللاعب البالغ من العمر 32 عامًا يعاني من نقص في اللياقة البدنية، ولم يرتدي قميص موناكو في أي مباراة رسمية حتى الآن.

 في البداية، كان من المقرر أن يعود إلى الملاعب في مواجهة ضد أنجيه نهاية الأسبوع الماضي. كانت هذه المباراة رمزية، وكان من المفترض أن تمثل بداية مغامرة جديدة. لكن، وسط دهشة الجميع، أجل النادي ظهوره الأول لمدة أسبوعين.

وسرعان ما اتضحت الأسباب. فقد شعر لاعب الوسط بألم في فخذه الأيمن، وهو ما أجبره على التأخر مرة أخرى. ولم يرغب الطاقم الطبي في المخاطرة، وفضل تمديد فترة تدريبه الفردي. وبالنسبة لبوجبا، أصبحت الصبر عبئًا ثقيلًا.

وفقًا للجدول الزمني، كان من المقرر أن تكون مباراة باريس إف سي نقطة انطلاق عودة الفرنسي، التي كانت مقررة في الأصل في 1 نوفمبر. الآن، لم يعد هذا التاريخ سوى مجرد افتراض. فالنادي يتوقع بدلاً من ذلك عودة اللاعب في نهاية الشهر.

في مؤتمر صحفي، هدأ سيباستيان بوكوجنولي، المدرب الجديد لموناكو، من التفاؤل السائد. "إنه قريب، ولكن لا تزال هناك بعض الخطوات. على وجه الخصوص، نعم، تدرب بنسبة 100٪ طوال الجلسة الأخيرة، وهو ما لم يفعله بعد. أعتقد أننا ما زلنا بحاجة إلى بضعة أسابيع. سنرى ما إذا كان سيحدث ذلك قبل العطلة أم لا. لكن على أي حال، من الجيد رؤيته مرة أخرى على الملعب وعودته إلى زملائه. هذا يتيح لي أيضًا اكتشافه، ليس فقط خارج الملعب، ولكن أيضًا الآن على الملعب"، قال المدرب البلجيكي.

تُلخص هذه الكلمات حالة النادي. يرفض الطاقم الفني التسرع في الأمور، مدركًا أن أي انتكاسة بسيطة قد تعرض موسم اللاعب للخطر. 

يتدرب بوجبا بانتظام مع المجموعة، لكنه لا يزال في مرحلة التكيف. كرر مدربه ذلك قبل قليل. "علينا أن نواصل الضغط خلال الأسبوع المقبل، فهذا هو أفضل ما يمكننا فعله لكي يكون في أفضل حالة لعودته. هناك تواصل جيد جدًا بينه وبين الطاقم الطبي لتمكينه من الوصول في أفضل حالة وبأكبر قدر ممكن من الثقة. آمل أن يتيح لنا الأسبوع المقبل الإجابة على الأسئلة الأخيرة".

في مدرجات ملعب لويس الثاني، بدأ المشجعون يفقدون صبرهم. الجميع يتذكر الحماس الذي أثاره توقيع بوجبا، الذي اعتُبر رمزًا قويًا لتجديد موناكو. اليوم، أصبح الانتظار مرهقًا، خاصة أن النادي بحاجة إلى لاعبيه الأساسيين لمواكبة وتيرة اللعب التي يفرضها نجوم الدوري الآخرون.

حالة بوجبا تثير القلق. بين الأمل والإحباط، السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سنرى النجم الفرنسي يلعب مرة أخرى هذا العام؟ رسميًا، يؤكد النادي أنه لا يوجد أي خطر جسيم. وعلى الجانب الآخر، يعتقد بعض المراقبين أن اللاعب لم يستعد لياقته البدنية التي كان يتمتع بها قبل الإصابة.

الوقت يمر بسرعة بالنسبة لبول بوجبا. إذا لم يتم يتعرض لانتكاسة جديدة قبل العطلة الدولية، فإن المباراة ضد رين في 22 نوفمبر قد تصبح فرصته الحقيقية للعودة. وهناك احتمالات حول ظهوره في المباراة ضد رين في 8 نوفمبر. كل شيء يعتمد على قدرته على استعادة لياقته البدنية الكافية ومواصلة التدريبات دون ألم.

بغض النظر عن مواعيد النادي، لا يزال بوجبا يركز على هدف واحد: كأس العالم 2026. كان العودة إلى الدوري الفرنسي بالنسبة له فرصة أخيرة لإعادة إطلاق مسيرته واستعادة الثبات والثقة اللذين فقدهما منذ رحيله عن مانشستر يونايتد. في الوقت الحالي، يبدو هذا الهدف بعيد المنال.

من جانبه، يواصل نادي موناكو الأمل في عودة بطوله تدريجياً. فبدونه، تبدو خطط بوكوجنولي غير مكتملة. تبدو مغامرة سوق الانتقالات في موناكو بمثابة لغز محير. ففي حين لا شك في موهبة بوجبا، إلا أن هشاشته البدنية بدأت تثير قلقاً بالغاً.