بن دوك: جوهرة ليفربول.. شبيه دياز وبديل المستقبل لصلاح

ولد دوك في بلدة دالري في أيرشاير باسكتلندا، على بعد حوالي 25 ميلاً جنوب غرب جلاسكو وقد لعب جده مارتن، بشكل احترافي لفريق مورتون، وكان من الواضح منذ سن مبكرة أن الشاب بن قد ورث جينات كرة القدم منه.

انضم إلى نادي دالري ثيستيل المحلي بعد فترة قصيرة في كيلبيرني، وأصبح نجم فريق يضم فتيانًا يكبرونه بعامين تقريبًا، وقد قال مدربه السابق إيفان فيرنز لصحيفة ذا أثلتيك العام الماضي: "لقد كان مثل صاروخ صغير".

فيرنز الذي يلعب ابناه كاميرون وديرين في نفس الفريق كان يعرف أن دوك هو نجم الفريق اللامع، وأضاف عنه: "كان لا يعرف الخوف، وكان يثير سروري دائمًا كمدرب".

كان دوك يبلغ من العمر ثماني سنوات عندما رآه كشاف نادي آير يونايتد، ريموند باتيسون، الذي قطع مسافة نصف ساعة بالسيارة من كيلمارنوك بناءً على توصية من صديق كي يشاهده.

قال باتيسون: "في المرة الأولى التي رأيته فيها، استطعت أن أرى شيئًا مميزًا، كنت مندهشًا مما رأيت".

كانت الفترة التي قضاها في آير قصيرة وانقض سلتيك للتعاقد مع مهاجم "يسجل ضد الجميع" وكان الاختيار على دوك.

في جلاسكو، تقدم بثبات في صفوف الشباب، واتبع خطى لاعبين مثل كيران تيرني من خلال التخرج من أكاديمية النادي، ويتذكر مدربه آذاك مارتن ميلر أنه "كان فتى شديد السرعة، ولا يمكن وصفه أبدًا بالخجل".

جلس دوك على مقاعد البدلاء لفريق سيلتيك الأول في مباراة بالدوري خارج ملعب سانت جونستون، ولم يستغرق المشجعون وقتًا طويلًا حتى يدركوا ما يملكه هذا المراهق من مواهب.

كان دوك قد جذب بالفعل بعض الاهتمام بأدائه في أول ظهور له مع منتخب اسكتلندا تحت 17 سنة ضد ويلز في ملعب فورثبانك في ستيرلنج ألبيون في سبتمبر 2021.

بعمر 15 عامًا فقط، سجل هدفًا رأسيًا رائعًا سيكرره كثيرًا في مشواره القصير، وبعد ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أشهر، كان على مقاعد البدلاء مع فريق سيلتيك الأول في سانت جونستون.

أتى ظهوره الاحترافي لأول مرة في يناير 2022، عندما حل محل ريو هاتات في مباراة الدوري التي كان ينبغي الفوز بها أمام داندي يونايتد.

كانت النتيجة دون أهداف عندما وصل دوك في منتصف الشوط الثاني، ونجح سيلتيك في انتزاع هدف الفوز بالدقائق الأخيرة.

بعد أربعة أيام، شارك دوك من مقاعد البدلاء مع سيلتيك مرة أخرى، وهذه المرة في الفوز 3-0 على منافسه رينجرز.

بعد ذلك أقنعه ليفربول باستبدال بالانضمام إليه الصيف الماضي، في صفقة كلفت الريدز حوالي 600 ألف جنيه إسترليني.

مع وصوله إلى فريق ليفربول الرديف، تلقى دوك عروضاً من مجموعة من الأندية، أبرزها نادي ليدز يونايتد، لكنه وثق بنفسه واستطاعته النجاح في أنفيلد.

المشكلة البارزة أن دوك وصل إلى ليفربول مع سلسلة لا يستهان بها من الإصابات، وسلسلة من مشاكل الظهر والفخذ والكاحل التي يعتقد الأطباء أنها مرتبطة بمستوى النمو، وبالتالي تم تخفيف الأحمال عليه من فريق تحت 18 عامًا قبل انطلاق الموسم.

لم يمض وقت طويل قبل أن يجعل حضوره واضحًا، جاء ظهوره الأول في فوز ودي 3-2 على كارديف في يوليو، وبعد أسبوع سجل هدفه الأول في ودية أيضًا فاز فيها الفريق على ليستر 6-1.

مع بداية الموسم في فريق تحت 18 عامًا، ظهر دوك بشكل رائع، حيث سجل هدفين في أول مباراة لليفربول في الدوري الممتاز تحت 18 سنة.

بحلول سبتمبر، شارك مع ليفربول في دوري أبطال أوروبا تحت 19 عامًا وذلك ضد نابولي الإيطالي.

وحين سجل مع ليفربول ضد رينجرز، كانت الفرصة مواتية ليستعيد الكثير من ذكرياته في سيلتيك.

سجل دوك أربعة أهداف في ست مباريات بدوري الشباب، واستمر في التسجيل والمساعدة بانتظام في فريق تحت 18 عامًا.

كما أنه سجل هدفًا لفريق تحت 21 عامًا ضد أكرينجتون ستانلي في بطولة كأس بابا جونز بشهر أكتوبر 2022، وعندما واجه الريدز ديربي كاونتي في الجولة الثالثة من كأس كاراباو في أوائل نوفمبر، تم اختياره في قائمة الفريق الأول بقيادة يورجن كلوب.

أدى أداءً جيدًا، وأثار الجماهير بعرض إيجابي وخالٍ من التوتر بعد استبدال فابيو كارفاليو (فاز ليفربول بركلات الترجيح)، وبعد فترة وجيزة من كأس العالم، انضم إلى ليفربول في معسكره التدريبي لمدة 10 أيام في دبي، ولفت الأنظار في الفوز الودي الذي حققه ليفربول على ميلان.

منذ استئناف كرة القدم عقب كأس العالم، ظل دوك مرتبطًا بفريق ليفربول الأول، كان كلوب يبتسم عندما دخل من على مقاعد البدلاء أمام أستون فيلا في "البوكسينج داي"، حيث لعب مباراة رائعة أمام لوكاس دين.

تحدث عنه بشكل واضح في المؤتمر الصحفي عقب المباراة، كماكان الشاب مثيرًا للإعجاب أيضًا في ست دقائق من المواجهة ضد وولفرهامبتون في آنفيلد في كأس الاتحاد الإنجليزي، قبل أن يخوض 22 دقيقة في خسارة الفريق بالدوري أمام برايتون.

ليس هناك شك في أن أهم ميزة لدى دوك هي قدرته الفائقة على الركض بالكرة والمرور من اللاعبين بسلاسة، لاعب بالقدم اليمنى يفضل اللعب على ناحيته، ويتخطى المدافعين إلى الخارج ويصل إلى حدود المنطقة وخط الركنية بسلاسة.

يصل بشكل مباشر إلى مناطق الخطورة ويتطلع دائمًا إلى اللعب للأمام، ويستطيع أن يخوض عراكات بدنية يفوز بها بالسرعة.

لقد اصطدم بلوكاس دين أثناء تنافسهما على كرة مشتركة خلال مباراة أستون فيلا وعرف كيف يتفوق عليه، ولا يملك أي رهبة حين يلعب أمام أي ظهير.

اللمسات الأخيرة لديه جيدة للغاية بقدميه وخصوصًا من الجانب الأيمن، ويستطيع التسارع في مسافات قصيرة يبتعد بها عن المنافسين الذين لا يملكون خيارات عديدة لإيقافه.

الأمر المثير للاهتمام هو كيف يستهدف ليفربول تطويره في الوقت الحالي، في ظل لعب محمد صلاح بالمركز المفضل لدواك على الجهة اليمنى، ومن الإنصاف القول إن اللاعب المصري الذي يبدأ من على الرواق ولكنه يحب الوصول إلى مراكز التهديف في العمق، هو لاعب من نوع مختلف تمامًا. .

من الواضح أن دوك جيد جدًا بالنسبة لفريق تحت 18 عامًا وقد يعلو المقياس قليلًا لنقول إنه بنفس الجودة قياسًا لفريق تحت 21 عامًا، لكن هل يمكنه تبديل طريقة لعبه وتنويعها ليلعب ضد مدافعين أقوى وأكثر ذكاءً في المستوى الاحترافي الأول؟ هل يمكنه اللعب من لمسة واحدة بدلاً من الركض باستمرار أمام المدافعين؟ هل يستطيع أن يفعل ما يفعله صلاح ويتمتع بمعدل غزير من الأهداف، أو أن يتعلم اللعب في الجهة المقابلة، ويدخل إلى داخل الملعب أكثر؟.

هذه أسئلة يجب الإجابة عليها بالتأكيد، لكن الخبر السار هو أن لديه متسعًا من الوقت للإجابة عليها، وحتى الآن يثبت دوك جودته بما فيه الكفاية.

من الصعب تذكر الكثير من اللاعبين الشباب الذين ظهروا بمثل نموذج دوك على الساحة في إنجلترا خلال السنوات القليلة الماضية.

إنه يذكرنا بلاعبين من أمثال آرون لينون، خيسوس نافاس، ثيو والكوت، الجناح الأيمن الذي يدخل ضد الظهير في نطاقات واسعة، لكن بنية دوك الجسدية قد تحمل ميزة له عن باقي هذه النماذج.

يملك شيئًا من عدوانية واين روني وقوته البدنية، وهناك أوجه تشابه مع لاعب الفريق الأول الحالي في الريدز، لويس دياز، في الطريقة التي يستعد بها دوك لمواجهة المدافعين وتحمل ضرباتهم والتقاط الأنفاس والنهوض مرة أخرى دائمًا.

مثل دياز، يتمتع بلمسة جميلة وعينه دائمًا تكون على طريق المرمى، ويملك مهارات ممتازة في المراوغة، والفارق أن مسيرة الكولومبي تشكلت في الجناح الأيسر لا الأيمن.

من الواضح بالفعل أن دوك شق طريقه إلى أفكار كلوب، وقبل أعياد الميلاد كانت هناك أنباء عن تطلع فرق مثل نوتنجهام فورست للتعاقد معه على سبيل الإعارة لكن ليفربول رفض الأمر بشدة، وفي ظل إصابة لاعبين مثل ديوجوو جوتا ولويس دياز وروبرتو فيرمينو قد يحصل على فرصته في أنفيلد خلال الأسابيع القادمة.

يقول عنه مساعد يورجن كلوب، بيب ليندرز: "إنه سريع للغاية ولكن الأهم أنه أيضًا رائع تقنيًا، هذا ما يجعله لاعبًا خطيرًا حقًا".

ويضيف: "وهو يتعلم أيضًا بشكل سريع، أنا أحب هذا المزيج من السرعة والعقلية والتقنية، وبن لديه الثلاثة جميعًا".

في السابعة عشرة، يبدو أن العالم كله يعرف مواهب دوك، ويقول عنه سكوت جيميل مدرب اسكتلندا تحت 21 سنة: "إمكانياته هائلة، لكنني أود أن أضيف أيضًا أن هناك العديد من العقبات التي يجب تجاوزها من أجله وعليه الاستمرار في العمل بجد، ويجب أن تكون عقليته دائمًا في الاتجاه الصحيح، في الوقت الحالي هو كذلك ولكن عليه أن يستمر وهذا هو التحدي".