بعد ابتعاد ليونيل ميسي ورونالدو.. إرلينج هالاند هو "سوبر هيرو" دوري أبطال أوروبا الجديد!

يتحدث لاعبو كرة القدم، عن الفوز بدوري أبطال أوروبا كحلم يتحقق، ولكن بالنسبة لإرلينج هالاند، لم يكن الأمر مجرد حلم، بل كان هدفًا يسعى لتحقيقه.

فقال:" لقد كنت أحلم، وأفكر في ذلك طوال حياتي. كان هدفي طوال الوقت، الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا".

بدأ إعجاب هالاند بالمسابقة عندما كان عمره سبع سنوات، حيث شاهد نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة، عام 2008 بين مانشستر يونايتد وتشيلسي. وبينما كان مانشستر يونايتد يحتفل في موسكو، بعد الفوز على تشيلسي بركلات الترجيح، أراد النرويجي الشاب، الذي كان يشاهد التلفزيون في برين، أن يكون له نصيب من ذلك الحدث يوما.

وأضاف:" عندما رأيت الاحتفالات، أردت أن أفعل ذلك أيضًا. أنا أقترب أكثر من تلك المنافسة".

واستمر عشق هالاند لدوري أبطال أوروبا، فعندما كان في صفوف سالزبورج، تم تصويره وهو يقود سيارته، ونشيد البطولة يتردد بها.

تم سؤال هالاند عن سبب اختياره الغريب، للنشيد في سيارته قبل المباراة النهائية، قال:" سأقولها مرة أخرى، أنا أحب هذه المسابقة وأستمتع بها. هذا هو السبب، وهي أيضًا أغنية جميلة حقًا".

كان هالاند متألقًا في أول ظهور له في منافسات أوروبا، حيث سجل أربعة أهداف في خمس مباريات، ضمن تصفيات الدوري الأوروبي مع فريق مولده النرويجي، الذي كان ناديه الثاني.

انتقاله التالي إلى سالزبورج، منحه الفرصة للعب في البطولة التي يعشقها. وكانت بدايته مثالية، حيث سجل في الدقيقة الثانية فقط، من مباراته الأولى في دوري أبطال أوروبا ضد جينك، وقبل نهاية الشوط الأول أحرز هاتريك، في فوز ساحق بنتيجة 6-2.

أما المباراة الثانية له في البطولة، فكانت رحلة الأحلام إلى أنفيلد، ونجح في التسجيل أيضًا، عندما قام فريقه بالعودة المذهلة من تأخر 3-0 لتعادل النتيجة، قبل أن يسجل محمد صلاح هدفًا قاتلاً في اللحظات الأخيرة، ليحسم الفوز لصالح ليفربول بنتيجة 4-3.

واستمر هالاند في التسجيل في المباراتين التاليتين، بدوري أبطال أوروبا، سواء في الذهاب، أو الإياب أمام نابولي، وسجل أيضًا هدفًا في مباراة ضد جينك. المباراة الوحيدة التي لم يسجل بها خلال دور المجموعات، كانت على أرضه ضد ليفربول، حيث خسر فريقه بنتيجة 2-0 وخرج من البطولة.

تجاوز هالاند فعليًا سالزبورج، واستفاد بوروسيا دورتموند من الفرصة، وتعاقد معه في يناير 2020، متفوقًا على مانشستر يونايتد للحصول على خدماته. أول مباراة له مع الفريق الألماني، بدوري أبطال أوروبا كانت ضد باريس سان جيرمان، ولم يخيب ظن المشجعين، حيث سجل هدفين، واحتفل احتفالًا مميزًا.

هذا الاحتفال بدا أنه أغضب نيمار، وكيليان مبابي، وقام لاعبو باريس سان جيرمان بتقليده، عندما فازوا 2-0 في مباراة الإياب، التي أقيمت في ملعب خالي من الجماهير، بسبب جائحة كورونا.

واصل هالاند التألق، حيث سجل ستة أهداف، الموسم التالي، في أربع مباريات بمرحلة المجموعات، لدورتموند قبل أن يعاني من إصابة عضلية. ثم استعاد التفوق في دور الـ16، وعوض في الوقت الضائع بتسجيل هدفين، في كل مباراة ضد إشبيلية. حتى في الملاعب الخالية من الجماهير بسبب جائحة كوفيد-19، كان هالاند يلفت الانتباه.

وفي قرعة ربع النهائي، واجه بوروسيا دورتموند، مانشستر سيتي، وسجل هالاند هدفًا في ملعب الاتحاد. لكنه لم يتمكن من منع خسارة فريقه في المباراتين، أمام كتيبة جوارديولا.

في الموسم الماضي، تعرض هالاند للإصابة، ولم يتمكن سوى من خوض ثلاث مباريات، في دوري أبطال أوروبا. وعلى الرغم من ذلك، استطاع أن يسجل هدفًا في كل مباراة، حيث سجل خارج الأرض أمام بشكتاش، وهدفين في فوز ساحق بنتيجة 5-0، على الفريق التركي في ألمانيا.

وفي تلك الفترة، خرج دورتموند، من دور المجموعات بالفعل، وغياب هالاند عن نصف مبارياتهم بأوروبا، ليس مجرد صدفة.

واصل هالاند قصة حبه مع دوري أبطال أوروبا، في أول مشاركة أوروبية له مع مانشستر سيتي، حيث سجل هدفين لتحقيق الفوز، بنتيجة 4-0 على إشبيلية. وكانت المباراة الأوروبية الأولى له في ملعبه، ضد فريقه السابق.

حيث سجل هدفًا مميزًا، ضد بوروسيا دورتموند، بتسديدة رائعة، ليفوز بها فريقه 2-1.

كما أحرز هالاند هدفين آخرين، ضد كوبنهاجن قبل أن يتعرض للإصابة، وأنهى مرحلة المجموعات بخمسة أهداف، رغم خوضه 250 دقيقة فقط، متوسطًا هدفًا كل 50 دقيقة.

وفي مرحلة الأدوار الإقصائية، حقق هالاند إنجازًا تاريخيًا في دوري أبطال أوروبا، ضد ريد بول لايبزيج، حيث أصبح أول لاعب يسجل خمسة أهداف في مباراة إقصائية، منذ ليونيل ميسي لبرشلونة ضد باير ليفركوزن في عام 2012. ربما كان هالاند قد حطم الرقم القياسي، لو لم يتم استبداله في الدقيقة 63.

سجل النرويجي في ربع النهائي أمام بايرن ميونخ، ولكنه أيضًا أضاع ركلة جزاء في مباراة الذهاب. الشيء الوحيد المخيب للآمال في موسمه مع مانشستر سيتي، هو أنه لم يتمكن من التسجيل في مباراتي ريال مدريد.

وصل مانشستر سيتي، إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2021 بدون هالاند، إلا أن النرويجي كان بالتأكيد الحل الأخير، للفريق ليجعله أكثر قوة. في الواقع، عندما واجه مانشستر سيتي تشيلسي في نهائي عام 2021 في بورتو، خرجوا للمباراة بدون مهاجم، حيث جلس سيرخيو أجويرو، وجابرييل جيسوس على مقاعد البدلاء حتى الدقائق الأخيرة من المباراة.

وبينما يستعد سيتي لمواجهة إنتر، سيكون هالاند هو سلاحهم الرئيسي. ولم يكن جوارديولا حتى مستعدًا للتعامل مع سؤال، حول صعوبة مهاجمه في تسجيل الأهداف في آخر مباريات الموسم.

فقال جوارديولا:" لست هنا لمناقشة معدل تسجيل هالاند للأهداف. إذا كانت لديك شكوك حول ذلك، فأنت شخص وحيد. أنا ليس لدي شكوك، غدًا سيكون جاهزًا لمساعدتنا في الفوز بدوري أبطال أوروبا".

وهذا الحديث تأكيد من المدرب، على الدور الحاسم الذي يلعبه هالاند في سعي فريقه للفوز بالبطولة الوحيدة التي يفتقدها.

لم يتجنب هالاند ذكر هذه الحقيقة، وتحدث عنها مرة أخرى، قبل المباراة النهائية خلال حديثه مع الصحفيين.

قال: "لنأخذ مثالًا من الدوري الإنجليزي الممتاز، لقد فازوا به مرتين متتاليتين قبل قدومي إلى هنا. إذًا فهم يعرفون كيفية الفوز بالدوري الإنجليزي. المفقود الآن هو دوري أبطال أوروبا، يمكنك التفكير، أنا هنا لسبب معين".

بالنسبة لبعض اللاعبين، فإن المسؤولية الواقعة على عاتقهم لمحاولة تحقيق بطولة دوري الأبطال، ستكون عبئًا كبيرًا. واعترف هالاند بأنه يشعر بالمسؤولية، ولكنه يتعامل معها بثقة.

حيث قال: "بالطبع أشعر بالضغط. سأكذب إذا قلت لا. أنت تقولها بنفسك وهي حقيقة، لقد فازوا بالدوري الإنجليزي بدوني، فازوا بكل البطولات بدوني. لذا أنا هنا لأحاول فعل شيء لم يحققه النادي من قبل، وسأبذل قصارى جهدي".

وقال:" بالطبع فقد فكرت في رفع الكأس على رأسي".

وعندما سئل عما يعنيه ذلك، أضاف:" سيعني كل شيء، بالطبع".