بسبب راتبه وأزمة النادي المالية.. عودة ليونيل ميسي إلى برشلونة تبدو مستحيلة

في الوقت الحالي، لا يبدو الأمر مبشرًا بالنسبة لبرشلونة.

ففي الصيف الماضي، فعل برشلونة كل ما يمكن لإضافة عدد من الأسماء الكبيرة، وهم مجموعة من اللاعبين الجدد، الذين ساعدوا البلوجرانا في تحقيق لقب الدوري الإسباني لأول مرة منذ ثلاث سنوات.

لكن رافعات لابورتا الشهيرة كانت حلولًا قصيرة المدى، وعلى الرغم من أن برشلونة ليس في خطر كبير، إلا أن حلوله المالية محدودة أكثر من أي وقت مضى، ولن يتنازل رئيس رابطة الدوري الإسباني، خافيير تيباس، عن مطلبه البالغ 200 مليون يورو.

وسبب هذا الرقم الكبير، هو تضخم رواتب ونفقات التحويل هذا العام لبرشلونة، حيث تحدد الرابطة المبلغ الذي يمكن للنادي إنفاقه كل موسم، وهو رقم مقارب لمجموع الرواتب، بالنسبة للمبلغ الذي يحققه النادي نفسه.

للتوضيح أكثر، إذا حقق برشلونة المزيد من الأموال من خلال النجاح الرياضي بطرقه المختلفة، فيمكنهم إنفاق المزيد، ولكن إذا كان الرقمان بعيدين عن بعضهما البعض، فيمكن للدوري أن يحدد نشاطه المالي.

لكن في الوقت الحالي نسبة لتلك اللوائح، لا يوجد مجال للرفاهية، فرابطة الدوري الإسباني، أقرت مرارًا وتكرارًا، على أنه لن تقدم أي استثناءات لميسي.

وبرشلونة يجب أن يلعب وفقًا للقواعد.

في العام الحالي، ينفق برشلونة ما يقارب 650 مليون يورو على التحويلات والأجور بالنادي. ووفقًا لصحيفة ذا أثليتيك، تنص قواعد رابطة الدوري الإسباني على أن البلوجرانا سيحتاج إلى خفض هذا الرقم إلى حوالي 450 مليون يورو من أجل قضاء هذا الصيف طبقًا للقوانين.

من منظور كرة القدم، لن يكون الأمر صعبًا، فربما يتمكن لبرشلونة أن جني بعض الأموال من مبيعات اللاعبين، وإزالة بعض الرواتب الكبيرة من سجلات النادي، فلن يكون من المستحيل الوصول إلى تلك الميزانية.

ومع ذلك ، قبل أن يتمكنوا من حصد المال فعليهم الإنفاق أيضًا، كما لم يسجل البلوجرانا العقود الجديدة التي اتفقوا عليها مع جافي، ورونالد أراوخو وسيرجي روبرتو. بجانب اتفاقهم بالفعل على صفقة للتعاقد مع قلب دفاع أتلتيك بلباو إنيجو مارتينيز، الذي سيحتاج أيضًا إلى التسجيل، فكم ستكلف هذه التحركات؟ لم يتضح الأمر بعد.

وهناك المزيد من التعقيدات، فمع توقع الخسائر في مستقبل النادي، وخضوع كامب نو لعملية تجديد ضخمة الموسم المقبل، وسيتعين على النادي اللعب في الملعب الأولمبي.

فمساحة الأولمبي أصغر بكثير من كامب نو، فلا يتسع سوى 55 ألف متفرج، مما يقلل من الحضور الجماهيري، الذي كان سيعود بإضافة مالية في ظل الأزمة الحالية.

ميسي، والفوائد المالية الهائلة التي ستأتي من وصوله المحتمل، هي بالتأكيد حل لبعض المشاكل، لكن سيكون لدى برشلونة مشكلات أخرى، يجب إصلاحها قبل أن يتمكن من اللجوء إلى الأرجنتيني.

في الصيف الماضي، كانت روافع لابورتا ناجحة جدًا، حيث سمحت للنادي بجمع 738 مليون يورو، في أسابيع قليلة.

ولكن اتضح أن، جمع الأموال من خلال تلك الرافعات من الصيف الماضي، بجانب حقوق البث التلفزيوني، والرعاية، لم يعد يؤثر بشكل كبير على الأموال التي يمكن للنادي إنفاقها من أجل رواتب اللاعبين، لذا سيتعين على برشلونة جمع المليارات، من أجل إضافة اسم كبير في السوق الحالي.

لكن قد وجدوا بعض الطرق لخفض التكاليف، فعلى سبيل المثال، استفادوا من التقاعد المفاجئ لجيرارد بيكيه، بعد بضعة أشهر من إبلاغ تشافي لأسطورة برشلونة أنه لن يكون لاعبًا أساسيًا في الفريق الأول.

فخفض قلب الدفاع جزءًا كبيرًا براتبه، لكن بعد اعتزاله ب 18 شهرًا قبل انتهاء عقده، تخلى عن المزيد، كما ساعد البيع الدائم لأنطوان جريزمان إلى أتلتيكو مدريد في موازنة الأمر.

حيث صرح المدير المالي للبلوجرانا، ماتيو اليماني، أن تلك العمليتين، بجانب بيع المهاجم ممفيس ديباي، أنقذوا البلوجرانا بحوالي 90 مليون يورو.

كما خفض النادي التكاليف في أماكن أخرى، ففي الأسبوع الماضي، أعلن النادي إغلاق القناة الخاصة به، مما أدى إلى خفض الميزانية بمقدار 8 ملايين يورو، لكن البلوجرانا، جعل 150 موظفًا عاطلًا، وأزال منصة كانت تحظى بملايين المتابعين.

بدون الرافعات الشهيرة المتاحة، فإن خيارات برشلونة محدودة.

لذا، في كل الأحوال، يعود ذلك إلى تخفيضات رواتب اللاعبين والمبيعات، ولدى البلوجرانا بالفعل بعض المرشحين المحتملين لذلك، فقد أمضى كلًا من كليمنت لينجليت، وسيرجيو ديست، وصامويل أومتيتي الموسم على سبيل الإعارة، وجميعهم معروضون للبيع هذا الصيف.

وهناك أيضًا بعض الخيارات عندما يتعلق الأمر بتجديد العقود، حيث تنتهي صفقة سيرجيو بوسكيتس هذا الصيف، الذي صرح من قبل بأنه سيكون منفتحًا لقبول شروط جديدة من راتبه السنوي، كما عبر الظهير الأيسر، جوردي ألبا، عن استعداده لتعديل راتبه من أجل تسهيل الرفاهية المالية للنادي.

وبحسب ما ورد، فإن النادي ناقش أيضًا خصومات الرواتب مع مارك أندريه تير شتيجن، وفرينكي دي يونج، لكن وفقًا ل"موندو ديبورتيفو"، لم يعلن أي منهما عن الموافقة.

بيع اللاعبون في تلك الظروف، حل صعب، فبرشلونة ليس لديه العديد من اللاعبين الكبار بالفريق، ليتخلى عن أحدهم.

فظهرت بعد التقارير عن انتقال رافينيا، رغم ظهوره الأول المميز بالموسم، فقد سجل 13 هدفًا في الدوري الإسباني، لكن لا يبدو أن النادي سيستفاد كثيرًا، عند بيع اللاعب الذي كلفه 59 مليون يورو، فيدين النادي 80٪ من ثمن البرازيلي للنادي الإنجليزي ليدز يونايتد، لذا فعرض واحد ضخم سيكون كافيًا.

فربما يكون أنسو فاتي هو اللاعب الأكثر احتمالية للبيع، بعدما كان أحد أكثر الأجنحة المتألقة بالعالم، لكنه شهد سلسلة من إصابات الركبة، التي عطلت مسيرته، ورغم مقارنته بميسي، لكنه يحتاج بعض الدقائق مع برشلونة أولًا.

يريد برشلونة عودة جيدة للاعب البالغ 20 عامًا، لكن المشترين المحتملين قد يكونون حذرين، من التحرك نحو لاعب معرض للإصابة.

وأيضًا دي يونج الذي حاول الفريق الكتالوني، بيعه لمانشستر يونايتد الصيف الماضي، لكن باءت المحاولات بالفشل.

الحقيقة الأكبر، أن أي مشتري سيفكر كثيرًا قبل التحرك نحو أحد لاعبي برشلونة، بسبب جوان لابورتا المعروف بقلة حيله للتفاوض.

سؤال رائع، لكن من الصعب الإجابة عليه.

منذ عامين، عندما غادر ميسي برشلونة، كان هناك اعتقاد خاطئ بأن اللاعب يمكنه ببساطة البقاء في كامب نو واللعب مجانًا، وهي فكرة روج لها لابورتا حينها، لكن قواعد الدوري الإسباني تسمح فقط بخفض الرواتب بنسبة تصل إلى 50٪ من قيمتها السابقة.

والتزم لابورتا بهذه القواعد حتى اللحظات الأخيرة، فالصفقة التي قيل إن ميسي وافق عليها قبل مغادرته إلى باريس سان جيرمان، هي حصوله على أجر صافٍ قدره 10 ملايين يورو، وهو أقل عرض قد يقدم إلى ميسي في ذلك الوقت.

لكن هذا لم يكن كافيًا بالنسبة إلى الدوري الإسباني، الذي رفض انتهاك قواعده، ومنع برشلونة من عقد صفقة جديدة مع الأرجنتيني.

فبعد عامين من ذلك، ميسي غير ملزم بالتفاوض، فلا يوجد أي ضمان بأنه سيكون على استعداد لقبول خصم كبير، من راتبه الحالي البالغ 35 مليون يورو، فحتى لو أراد العودة إلى ناديه السابق، فيظل يتوقع راتبًا جيدًا.

كما أن برشلونة لا يخطط لمطالبته باللعب دون مقابل، فذكرت صحيفة سبورت أن البلوجرانا يأمل في عرض ميسي 13 مليون يورو، ما يقارب عقد ليفاندوفيسكي.

ويحاول النادي إعادة استثمار الأموال من الرعاية الجديدة لتكملة هذا الراتب المنخفض نسبيًا، لكن تظل قوانين الرابطة التي تحد من استثمار أموال الرعاة في رواتب اللاعبين، عائق للبلوجرانا، لكنه يأمل في الوصول لحل يجعل النجم الأرجنتيني متواجدًا مجددًا بكامب نو.

بغض النظر عن حسن نوايا الطرفين، لكن ميسي لن يأتي برشلونة بثمن غير مناسب له.

الأمل في وصول ميسي سيكون بمثابة فائدة مالية ضخمة لبطل الدوري الأسباني، الذي لا يختلف كثيرًا عن وصول كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد، منذ عامين.

وبالتأكيد الانتقال سيؤدي إلى زيادة مبيعات القمصان بالنادي، والتذاكر الموسمية، وتكون فرص جني الأموال أكثر، فستكون العودة وسيلة تعافي برشلونة من الأزمة المالية، لكن في الوقت الحالي غير قادرين على دفع راتبه بجانب اللاعبين الآخرين.

كما تم رفض القطاع من الرابطة، فمن الواضح أن شعاع الضوء الوحيد لحل الأزمة، لن يضيء.

لم تكشف رابطة الدوري الإسباني، سبب رفضهم لخطة برشلونة، لذا على النادي الكتالوني، ابتكار واحدة أخرى أكثر إقناعًا.