Barcelona Inter gfxGoal AR

برشلونة وإنتر | فرط تدوير.. عدوى تصيب فليك وإنزاجي ومخاطرة غير محسوبة كادت توزع الهدايا للخصوم!

في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات، أقدم نادي برشلونة على إجراء عملية تدوير واسعة النطاق في تشكيلته الأساسية خلال مواجهته أمام ريال بلد الوليد، الفريق الذي يعاني دفاعياً بشدة هذا الموسم.

ورغم أن الهدف المعلن كان إراحة العناصر الأساسية قبل أسبوع حاسم يشهد إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ومباراة الكلاسيكو ضد الغريم التقليدي ريال مدريد، إلا أن هذه الاستراتيجية أتت بنتائج عكسية في الشوط الأول، حيث ظهر الفريق بصورة باهتة وعجز عن فرض إيقاعه أو تهديد مرمى الخصم بشكل فعلي، مما يطرح علامات استفهام حول مدى تقدير أهمية نقاط المباراة في سباق الليجا المحتدم.

قد تستغرب العنوان فالمباراة بين بلد الوليد وبرشلونة، لكن في الواقع هي بين برشلونة وإنتر الذي لعب في نفس الوقت على بعد حوالي ألف كيلو مترًا في الدوري الإيطالي، حيث يستعد الفريقان لمواجهة إياب نصف دوري أبطال أوروبا هذا الأسبوع.

  • Hansi Flick Barcelona 2025Getty

    تأثير التدوير المبالغ فيه على أداء الشوط الأول

    قرار المدير الفني لبرشلونة بالدفع بعدد كبير من اللاعبين البدلاء أو قليلي الخبرة في التشكيلة الأساسية أثر بشكل واضح ومباشر على أداء الفريق وانسجامه خلال الشوط الأول.

    فبوجود أسماء مثل أنسو فاتي العائد من غيابات طويلة، والشابين فيرمين لوبيز وهيكتور فورت، وربما إشراك كريستنسن أو باو فيكتور في أدوار غير معتادة أو دون الدعم الكافي من العناصر الأساسية المعتادة، بدا الفريق مفككاً وبطيئاً في بناء الهجمات، وفاقداً للحلول الإبداعية لاختراق دفاع منظم، حتى وإن كان هذا الدفاع هو الأضعف إحصائياً في الليجا.

    غياب الانسجام والتفاهم بين اللاعبين كان السمة الأبرز، ففي الوقت الذي يحتاج فيه لاعبون مثل فيرمين لوبيز أو هيكتور فورت لدعم من قادة خط الوسط والهجوم ذوي الخبرة، وجدوا أنفسهم مطالبين بحمل عبء المباراة.

    حتى وجود بيدري وحارس خبير مثل تير شتيجن لم يكن كافياً لبث الثقة في خطوط الفريق الأمامية التي عانت من غياب الفاعلية، بل ربما أضاف للأعباء بتحمله جزء من مسؤولية هدف بلد الوليد.

    كما أن إصابة لاعب مثل داني رودريجيز زادت من تعقيد الموقف حيث اضطر فليك إلى كسر عملية التدوير والدفع بلامين يامال.

    المفارقة الصارخة تمثلت في عجز برشلونة، بكل ما يملك من إمكانيات هجومية عن تسجيل هدف واحد طوال 45 دقيقة كاملة في شباك ريال بلد الوليد، الفريق الذي استقبلت شباكه 81 هدفاً هذا الموسم، وهو رقم يكشف حجم المعاناة الدفاعية للفريق الضيف.

    هذا العقم الهجومي في الشوط الأول كان النتيجة المباشرة لعملية التدوير المفرطة التي أفقدت الفريق هويته وشخصيته الهجومية المعتادة.

  • إعلان
  • تجاهل أهمية الليجا والكلاسيكو القادم

    قرار التدوير بهذا الحجم يعكس ربما استهانة غير مبررة بأهمية مباراة بلد الوليد في سياق الصراع على لقب الدوري الإسباني. فبرشلونة يخوض منافسة شرسة مع ريال مدريد، ومباراة الكلاسيكو القادمة في الأسبوع التالي تحمل أهمية قصوى قد تحسم اللقب بشكل كبير.

    أي تعثر بالتعادل أو الخسارة أمام بلد الوليد كان سيمثل هدية ثمينة لريال مدريد، وقد "يقلب" الطاولة تماماً في حال فوز الأخير بالكلاسيكو. المخاطرة بخسارة نقاط مضمونة نسبياً أمام فريق يعاني، من أجل إراحة لاعبين لمباراة قادمة، تبدو رهاناً غير محسوب العواقب، خاصة وأن مصير برشلونة في الليجا لا يزال بين يديه.

  • Real Valladolid CF v FC Barcelona - La Liga EA SportsGetty Images Sport

    مقارنة مع حالة إنتر ميلان

    في المقابل، وعلى الرغم من أن إنتر ميلان الإيطالي قام هو الآخر بعملية تدوير واسعة أمام فيرونا، إلا أن السياق كان مختلفاً تماماً.

    إنتر، الذي ينافس على لقب الدوري الإيطالي لكن مصيره لم يكن بيده كلياً ويحتاج لتعثر المنافسين، كان يهدف بشكل أساسي لتجهيز فريقه بأفضل صورة ممكنة لمباراته الهامة في دوري أبطال أوروبا على أرضه، فهي البطولة الوحيدة المتاحة له مصيره فيها بين يديه.

    نجح إنتر في تحقيق هدفه بإراحة لاعبيه الأساسيين بشكل شبه كامل دون أن يؤثر ذلك سلباً على خططه الأوروبية.

    أما برشلونة، فالتدوير المبالغ فيه لم يؤد فقط إلى أداء سيء في الشوط الأول، بل أجبر الجهاز الفني على التراجع عن خطته والدفع ببعض العناصر الأساسية في الشوط الثاني لإنقاذ الموقف ومحاولة خطف النقاط الثلاث، مما يعني أن هدف الإراحة الكاملة لم يتحقق بالشكل المطلوب رغم الفوز.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • FBL-EUR-C1-BENFICA-BARCELONAAFP

    لغز بيدري وكارلوس أوجوستو

    أشارت تقارير صحفية إلى أن فليك خطط لمنح كل من بيدري ودي يونج 45 دقيقة بالتبادل، لكن هنا يأتي اللغز، فبيدري كان يحق له الراحة، بالأخص مع وجود أسماء كبابلو توري يمكنهم الحصول على بعض الدقائق.

    طالما قرر فليك المخاطرة بذلك الشكل ربما كان عليه أن يكمل خطته بإراحة بيدري تمامًا، والدفع بتوري على أن يمنح دي يونج بعض الدقائق في الشوط الثاني، فالنجم الإسباني يستحق الراحة تمامًا بعد كل تلك المباريات المتتالية.

    بالمثل قرر إنزاجي أن يعطينا لغزًا لنفكر فيه، فقد اشرك قلب الدفاع كارلوس أوجوستو، بشكل أساسي وجعله يكمل الـ 90 دقيقة، مع أنه ينتظره مباراة شاقة للغاية في التغطية على جبهة لامين يامال.

  • رحمة القدر بالثنائي

    كان القدر رحيمًا للثنائي برشلونة وإنتر لكونهما يلعبان أمام فريقان أحدهما تأكد هبوطه والآخر يصارع على الهبوط بشكل كبير.

    أي سيناريو آخر، مثلًا لو كانت تلك هي مباراة الكلاسيكو لبرشلونة ومباراة لاتسيز لإنتر لكانت الحسابات قد اختلفت تمامًا وشاهدنا ثنائي الأبطال يخوضان معركة بدنية قاسية قبل أيام قليلة من مواجهة حاسمة في دوري الأبطال.

  • FBL-ESP-LIGA-VALLADOLID-BARCELONAAFP

    بيت القصيد

    كانت استراتيجية التدوير المكثف التي اتبعها برشلونة أمام ريال بلد الوليد بمثابة سيف ذي حدين. فبينما كان الهدف هو الحفاظ على لياقة اللاعبين الأساسيين لمباراة الإياب ضد إنتر كشفت عن ضعف في عمق التشكيلة وعدم جاهزية بعض البدلاء لحمل المسؤولية في مباراة رسمية بالدوري، حتى أمام أضعف الفرق دفاعياً.

    الشوط الأول الباهت والعقم الهجومي كانا جرس إنذار، والمخاطرة بنقاط الليجا في هذا المنعطف الحاسم قد تكون كلفتها باهظة، خاصة عندما فشلت الخطة في تحقيق الإراحة الكاملة المنشودة وأجبرت الفريق على استنزاف بعض طاقته في الشوط الثاني.

    في الوقت نفسه نجح إنتر بأقل مجهود أن يحقق فوزًا يعيده إلى حسابات الدوري الإيطالي حتى وإن كان مصيره ليس في يده، لكنه في الوقت نفسه استعد بشكل جيد لمواجهة برشلونة المنتظرة بالحد الأدنى من الخسائر البدنية.

0