Hansi Flick Lamine Yamal BarcelonaGetty/GOAL

حرب باردة بين برشلونة وإسبانيا.. النادي الكتالوني يتحرك لمنع استدعاء لامين يامال!

تشتعل أزمة حقيقية بين نادي برشلونة والاتحاد الإسباني لكرة القدم، بطلها هذه المرة ليس مجرد لاعب، بل هو الفتى الذهبي لامين يامال، الجوهرة التي يعتبرها الكثيرون مستقبل كرة القدم الإسبانية بأكملها.

فبعد عودته المذهلة والمؤثرة من الإصابة يوم الأحد، كشفت تقارير صحفية أن برشلونة قد بدأ بالفعل في تفعيل خطة محكمة لمنع المدرب لويس دي لا فوينتي من استدعاء يامال لقائمة المنتخب القادمة.

ويأتي هذا التحرك، الذي يرقى إلى مستوى إعلان حرب باردة، كإجراء وقائي لحماية اللاعب بعد أن تفاقمت إصابته الأخيرة بسبب ما وصفه مدرب برشلونة هانز فليك بالإهمال من جانب الجهاز الفني للمنتخب، في صراع يضع مستقبل أثمن موهبة في إسبانيا على المحك.

  • yamal(C)Getty Images

    عودة المنقذ.. 30 دقيقة أعادت الحياة لهجوم برشلونة

    لفهم سبب تمسك برشلونة الشديد بحماية يامال، ولماذا يعتبرونه أثمن من أن يتم المخاطرة به، لا نحتاج سوى مشاهدة ما فعله في نصف ساعة فقط ضد ريال سوسيداد. 

    نزل يامال إلى أرض الملعب في الدقيقة 58 والنتيجة تشير إلى التعادل 1-1، وهجوم برشلونة يبدو عاجزًا عن إيجاد الحلول.

    كان تأثيره فوريًا، وكأنه الصاعق الكهربائي الذي أيقظ الفريق، فبعد دقيقة واحدة فقط من دخوله، وفي أول لمساته تقريبًا، انطلق على الرواق الأيمن وأرسل عرضية متقنة ومقوسة على رأس روبرت ليفاندوفسكي الذي لم يجد صعوبة في تحويلها إلى الشباك، مسجلاً هدف الفوز الحاسم.

    لكن بصمته لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمر في إرهاب دفاعات سوسيداد، ففي الدقيقة 74، توغل بمهارة داخل المنطقة وسجل هدفًا رائعًا بنفسه، لكن فرحته لم تكتمل بعد أن ألغاه الحكم بداعي التسلل بفارق ضئيل، في لقطة أظهرت تعطشه الدائم للوصول إلى المرمى. 

    وقبل نهاية المباراة بدقائق، في الدقيقة 84، عاد ليصنع الفارق من جديد، حيث قدم تمريرة حريرية لليفاندوفسكي الذي انفرد وسدد الكرة بقوة لترتطم بالعارضة.

    خلال 30 دقيقة فقط، صنع يامال هدفًا، وسجل آخر تم إلغاؤه، وتسبب في كرة خطيرة ارتطمت بالعارضة، لقد أعاد الحياة لهجوم برشلونة وأثبت أنه اللاعب الأكثر تأثيرًا في الفريق، وهو ما يجعل النادي يقاتل الآن بشراسة للحفاظ على سلامته.

  • إعلان
  • خطة الحماية تبدأ.. خوفًا من تكرار مأساة بيدري

    وفقًا لتقرير من صحيفة "آرا" الكتالونية، فإن برشلونة لا يرغب في ترك الأمور للصدفة هذه المرة، النادي وضع خطة متخصصة ودقيقة للاعبه الشاب تهدف إلى الجمع بين المنافسة والعمل العلاجي لمنع عودة مشاكل العانة وتفاقمها.

    ما يخشاه برشلونة هو تكرار مأساة بيدري، النجم الشاب الآخر الذي تعرض لإرهاق بدني هائل في موسم واحد لعب فيه أكثر من 70 مباراة مع النادي والمنتخب، مما أدخله في دوامة من الإصابات العضلية المتكررة التي أثرت على مسيرته.

    لهذا السبب، يرى النادي أن فترة التوقف الدولي القادمة هي الفرصة المثالية ليحصل يامال على الراحة والعلاج اللازمين للتخلص من الإصابة بشكل نهائي، بدلاً من السفر وخوض مباريات تنافسية. 

    ويقال إن برشلونة قد فعّل بالفعل خطة لمنع استدعاء يامال، عبر التواصل المباشر مع الاتحاد الإسباني وتقديم تقارير طبية مفصلة تشرح وضع اللاعب الدقيق.

  • Hansi Flick Barcelona 2025Getty Images

    غضب فليك.. جذور الأزمة مع المنتخب الإسباني

    تعود جذور هذه الأزمة إلى فترة التوقف الدولي الأخيرة في وقت سابق من هذا الشهر، فبعد أن انضم يامال لمعسكر المنتخب وهو يعاني من آلام طفيفة، كشف هانز فليك بغضب شديد أن الجهاز الفني لإسبانيا لم يعتنِ باللاعب

     وقال فليك في تصريحات نارية: "لقد ذهب مع المنتخب الوطني وهو يتألم ولم يتدرب، أعطوه مسكنات ليلعب، لقد كانت لديهم أفضلية بثلاثة أهداف على الأقل في كل مباراة، ورغم ذلك لعب 73 و79 دقيقة، هذا ليس اعتناءً باللاعب، أنا حزين جدًا لهذا الأمر".

    هذه التجربة المريرة هي التي دفعت برشلونة لاتخاذ موقف حازم هذه المرة، حيث يرفضون المخاطرة بأثمن أصولهم مرة أخرى في ظل جدول مباريات قاري ومحلي لا يرحم.

  • بيت القصيد

    في النهاية، المعركة الدائرة حول لامين يامال تتجاوز كونها مجرد خلاف بين نادٍ واتحاد كرة قدم، إنها تمثل صراعًا أوسع حول مستقبل كرة القدم نفسها، في ظل روزنامة مباريات دولية ومحلية مزدحمة بشكل غير منطقي تضع أجساد اللاعبين، خاصة الشباب منهم، تحت ضغط هائل.

     برشلونة، الذي يدفع راتب اللاعب ويستثمر في مستقبله، يرى أن من حقه حماية أصوله، والمنتخب الإسباني، من جهته، يريد الاعتماد على أفضل لاعبيه لتحقيق أهدافه.

    وبين هذا وذاك، يقف لامين يامال، الموهبة الاستثنائية التي قد تحترق بسرعة إذا لم يتم التعامل معها بحكمة. 

    القرار الذي سيتخذه لويس دي لا فوينتي يوم الجمعة لن يحدد فقط مستقبل العلاقة بين برشلونة والمنتخب، بل قد يرسم ملامح النهج الذي يجب اتباعه للحفاظ على الجيل القادم من أساطير كرة القدم.