GOAL ONLY BARCELONAGoal AR

جرس إنذار في برشلونة: فليك الطبيب يرفع الراية البيضاء.. حين يغيب المدرب يحضر القادة!

لهذا السبب برشلونة فريق لا يمكن أبداً شطبه من الحسابات، فلأكثر من 90 دقيقة، كانت كل كلمة كُتبت هنا عن فقدان الروح ورعب الإصابات وتبديلات الخوف صحيحة 100%، قبل أن نضطر أن نغيرها.

شاهدنا فريقاً يستحوذ ويهدد المرمى ولكن لا يسجل، ومدرباً يسحب أهم أوراقه بيدري ويامال في الدقيقة 64 ويرفع راية الاستسلام البيضاء خوفاً من الإصابات وكأنه يدير اللقاء بعقلية الطبيب لا المدرب.

لكن كرة القدم لا تعترف بالمنطق، وهذا الفريق أثبت أن روحه القتالية لم تمت، بل كانت فقط في غيبوبة مؤقتة.

الشرارة التي أيقظت الوحش لم تكن الطرد، بل كانت قبله بلحظات، جاء طرد هانز فليك لاعتراضه على الوقت بدل الضائع، ربما لأنه شعر أن خطته الأخيرة تحتاج للمزيد من الوقت.
في هذه اللحظة، ورغم أن برشلونة بدا وحيداً بلا قائد فني على الخط، إلا أن التعليمات الأخيرة كانت قد صدرت بالفعل، لم يكن خروج المدرب تحريراً للاعبين، بل كان تأكيداً على أن الفريق دخل مرحلة "كل شيء أو لا شيء" بأوامر مدربه، وقرر القادة الحقيقيون داخل الملعب أن يأخذوا زمام المبادرة لتنفيذها.

  • AraujoGetty Images

    تمريرة قائد إلى قائد.. كبرياء اللحظة الأخيرة

    لم يعد الأمر يتعلق بالتكتيك الحذر، بل بخطة الطوارئ التي أقرها فليك نفسه قبل طرده، ففي الدقائق الأخيرة، تحولت المباراة إلى معركة كبرياء، وفي اللحظة التي احتاجها فيها برشلونة، ظهر القائدان، فرينكي دي يونج، الذي كان يدير وسط الملعب، ورونالد أراوخو، قلب الأسد الذي صعد ليلعب دور المهاجم الوهمي في الدقائق الأخيرة بعد نزوله بديلاً لكاسادو، وقررا أن يكتبا النهاية بنفسيهما.

    جاءت اللقطة الحاسمة كتجسيد مثالي للروح، تمريرة من قائد دي يونج إلى قائد آخر أراوخو الذي انطلق كقاطرة بشرية، لم تكن مجرد تمريرة عادية، بل كانت تمريرة كبرياء من الهولندي إلى الأوروجوياني، الذي أرسل بدوره تسديدة متقنة حولت الفوضى إلى هدف قاتل. 

    هذا الهدف لم يأتِ من خطة عادية لفليك، بل جاء من خطة المخاطرة التي فرضها المدرب في النهاية، ومن إصرار رجل قرر أن يلعب بقلبين: قلب مدافع وقلب مهاجم.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-GIRONAAFP

    عودة الروح التي كذّبت رعب الإصابات

    هذا الانتصار المسروق في اللحظات الأخيرة هو أكثر من مجرد ثلاث نقاط، إنه إعلان صريح بأن شخصية البطل التي ظننا أنها فُقدت أمام إشبيلية، ما زالت موجودة.

    نعم، لا يزال الفريق يعاني من مستشفى الإصابات، ولا تزال دكة البدلاء مدرسة أكثر منها مخزن أسلحة بكل هؤلاء الشباب معدومي الخبرات، ولا يزال أداء بالدي مقلقاً وفشل في تقديم أي إضافة حقيقية قبل استبداله، كما كان سيئًا دفاعيًا ويتحمل جزء كبير من هدف جيرونا.

    لكن كل هذه السلبيات تتلاشى أمام مشهد واحد: إصرار اللاعبين على القتال حتى الثانية الأخيرة بعد طرد مدربهم.

    لقد أثبت برشلونة أنه حتى عندما تجبره الظروف على اللعب بحذر، فإن قرار مدربه الجريء في النهاية قادر على قلب الطاولة.

    طرد فليك لم يكن هو المحرر لأداء برشلونة، بل كان قراره بإلغاء الحذر هو من حرر روح الفريق التي كانت مكبوتة، هذا الفوز هو انتصار للشخصية على الظروف، ولروح القادة على رعب الإصابات.

  • FC Barcelona v Girona FC - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    من الحذر إلى الفوضى الخلاقة: كيف تحرر برشلونة تكتيكياً بعد الطرد؟

    يجب أن نتوقف لتحليل ما حدث تكتيكياً على أرض الملعب في اللحظة التي غادر فيها فليك خط التماس، حيث كان الفريق يلعب بفرامل اليد، ملتزماً بخطته الأصلية قلقًا من المرتدات، وهو ما نجح فيه جيرونا بامتياز وكاد يسجل منه أكثر من مرة، لكن في اللحظات الأخيرة، ومع طرد المدرب الذي كان غاضباً، تحطمت قيود الحذر.
    لم تكن خطة اللاعبين، بل كانت خطة فليك الأخيرة أو الفوضى الخلاق" التي أمر بها هو، هذه الفوضى المنظمة هي ما كان يحتاجه برشلونة. شاهدنا رونالد أراوخو يتحول من قلب دفاع إلى مهاجم صريح بأوامر مباشرة من المدرب، ليلعب دور رأس الحربة داخل منطقة الجزاء.
    شاهدنا فرينكي دي يونج يتخلى عن مركزه ويصبح صانع ألعاب حر يرسل الكرات من أي مكان، حتى أندرياس كريستنسن، الذي نزل بديلاً لبيدري في تبديل دفاعي غريب، وجد نفسه يغطي مساحات هائلة في الخلف ليسمح لأراوخو بالتقدم.

    ما حدث هو تحول من التكتيك المنظم الذي هدده جيرونا، إلى اللعب المباشر القائم على الروح والاندفاع، وهو الأسلوب الوحيد الذي نجح في كسر جدار جيرونا الصلب.

  • FC Barcelona v Girona FC - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد.. معضلة فليك: هل كان الخوف ضرورياً؟

    هذا الفوز البطولي لا يجب أن ينسينا السؤال الأهم: هل كان هانز فليك على صواب في حذره الشديد وتبديل اللاعبين مبكرًا؟ الإجابة معقدة. 

    فليك ينظر إلى الصورة الكبيرة، فهو لديه مستشفى من اللاعبين ليفاندوفسكي، رافينيا، تير شتيجن، جوان جارسيا، فيران توريس، وغيرهم، وموسم طويل، وكان قراره بسحب بيدري ويامال مبكراً منطقياً من وجهة نظر إدارة الأحمال لحمايتهم، هو لا يريد خسارة لاعبين جُدد.

    لكن ما حدث يطرح معضلة حقيقية للمدرب الألماني، هذا الفوز أثبت أن روح برشلونة وشخصيته لا تظهر إلا تحت الضغط الأقصى.
    واليوم، المدرب الألماني نفسه، رغم حذره المبرر في بعض الأوقات، هو من ضغط على "الزر الأحمر" في النهاية وقرر المخاطرة بكل شيء.