برشلونة وريال بيتيس | نقطة واحدة لا تكفي.. فليك يرفض هدية ريال مدريد!

منذ انتهاء فترة التوقف الدولي ولعب برشلونة عدد مذهل من المباريات لم يقم أي فريق آخر في العالم بخوضه، وهو أربع مباريات في ظرف أقل من عشر أيام.

البداية كانت ضد أوساسونا في الخميس الـ 27 من مارس وخسر برشلونة في تلك المباراة رافينيا وأراوخو حيث كانا قد لعبا لتوهما في التصفيات الخاصة بكأس العالم في قارة أخرى. ثم لعب النادي الكتالوني مواجهة صعبة ضد جيرونا يوم الأحد 30 مارس وعاد ليواجه الخصم العنيد أتلتيكو مدريد الأربعاء 2 مارس، وبعد أقل من ثلاثة أيام لعب الفريق لقاء بيتيس.

الأصعب من هذا الجدول العنيف أنه يستمر لعدة مباريات لقاءات قادمة، فبرشلونة سيلعب ضد بوروسيا دورتموند يوم الأربعاء، ثم سيواجه ليجانيس خارج أرضه يوم السبت الذي يليه، ثم يلعب من جديد ضد دورتموند الثلاثاء ويواجه سيلتا فيجو يوم السبت، يلعب ضد مايوركا يوم 22 أبريل، وقبل نهاية الشهر سيلعب نهائي كأس الملك ضد ريال مدريد.

الإجمالي هو عشر مباريات في 30 يومًا، وهو رقم صعب للغاية حتى على المستوى التنافسي الكبير الذي يلعب فيه برشلونة، وواهم من يظن أنه هناك فريق سيلعب هذا القدر من المواجهات في شهر واحد في نهاية الموسم دون أن يخسر بعضها ويتعادل في البعض الآخر.

قد يبدو للبعض أن هانز فليك قد بالغ بعض الشيء فيما يتعلق بعملية التدوير، فالرجل أبقى على لاعبه رافينيا بديلًا في تلك المباراة، وهو لم يلعب سوى لقاء واحد منذ العودة من فترة التوقف الدولي.

فليك يفكر في الأساس في مواجهة دوري أبطال أوروبا ضد بوروسيا دورتموند حيث يصعُب التعويض، عكس الدوري الذي لا يزال به ثماني لقاءات بعد مباراة الليلة.

أيضًا كان لتعثر ريال مدريد أثر كبير في قرار فليك، الذي علم أن خسارة النقاط في مواجهة بيتيس لن تكون نهاية العالم، بعد أن خسر ريال مدريد على ملعبه أمام فالنسيا.

يبدو أن فيران توريس ورغم تألقه في الأسابيع الماضية لا يعرف كيف يلعب المباريات بشكل أساسي، فالرجل وجد نفسه في ورطة عندما لعب أمام ريال بيتيس أساسيًا.

فيران أهدر فرصة هدف محقق في وقت كان برشلونة في حاجة ماسة للتسجيل، ولم يشكل خطورة كبيرة حتى جاء موعد خروجه من أرض الملعب في بداية الشوط الثاني.

في مثل تلك الحالات ربما يكون من الأفضل أن يتم الحفاظ على فيران توريس من غضب الجماهير، والاحتفاظ به كورقة رابحة على مقاعد البدلاء بما إنه يتألق كلما حل بديلًا.

شهدت المواجهة الكثير من اللقطات المخيبة للامين يامال الذي يبدو وأنه بدأ يسير في درب لا يعرف أين نهايته، فقد سيطرت الأنانية والقرارات الغير سليمة على رأسه ضد بيتيس.

كان على فليك أن يجعل لامين ضمن أول التبديلات التي قام بها، ربما كان سيفعل ذلك لو لديه بديل مناسب على مقاعد البدلاء للنجم الإسباني الشاب.

لا يحق للامين أن يغضب عندما يبدله فليك في ظل تقديم مثل تلك المستويات وتأخير التمريرات لزملائه وهم في مواقف أفضل، والتمرير بشكل غير سليم والاحتفاظ بالكرات بشكل مبالغ فيه.

ختامًا، يمكن القول إن برشلونة يواجه تحديًا كبيرًا في ظل هذا الجدول المزدحم الذي يختبر قدرة الفريق البدنية والفنية على حد سواء.

وبينما قد تبدو بعض قرارات المدرب فليك مثيرة للجدل، إلا أنها تأتي في سياق محاولة إدارة هذا الضغط الهائل والحفاظ على اللاعبين في أفضل حالاتهم قدر الإمكان، خاصة مع دخول المراحل الحاسمة من الموسم.

يبقى على اللاعبين، وخاصة الشباب مثل لامين يامال، استيعاب الدروس والعمل على تطوير أدائهم تحت هذه الظروف الصعبة، بينما يحتاج لاعب مثل فيران توريس إلى إيجاد الطريقة المثلى للمساهمة بفعالية عند الاعتماد عليه كأساسي.

في النهاية، سيتضح في الأسابيع القادمة ما إذا كان برشلونة قادرًا على تجاوز هذه الفترة الصعبة بنجاح وتحقيق أهدافه في مختلف البطولات.