ليفربول ضحية "النظام" ونهائي ميونخ يُنادي برشلونة .. قرعة "انتقامية" في دور الـ16 من دوري الأبطال

ليفربول كان الفريق الأفضل على الإطلاق في مرحلة الدوري، حيث فاز في 7 مباريات وخسر مرة واحدة ولم يتعادل وحصد 21 نقطة.

في نظام المجموعات المُتبع سابقًا، كان على الأرجح سيلعب ليفربول أمام خصم من أصحاب المركز الثاني باعتباره متصدرًا لمجموعته بهذه النتائج.

ولكن على النقيض تمامًا، حصل الريدز على أسوأ قرعة ممكنة، بالوقوع أمام باريس سان جيرمان الذي يعيش طفرة مميزة مع المدرب الإسباني لويس إنريكي على كل المستويات بعد البداية الصعبة للموسم.

فريق المدرب آرني سلوت كان "الأفضل في أوروبا" بمرحلة الدوري، وحظوظه أقوى من باريس "على الورق" بسبب الحالة التي يمر بها الفريق مؤخرًا، ولكن الضغوط الواقعة عليه من المنافسة على الدوري الإنجليزي حاليًا قد تطيح بأحلامه الأوروبية.

أسوأ ما في الموضوع أن هناك بعض الفرق وصلت من خلال الملحق مثل دورتموند وكلوب بروج حظها كان أفضل من ليفربول، بينما تساوى الريدز مع ريال مدريد الصاعد بالملحق أيضًا، لأن الميرينجي أمامه مواجهة شرسة أمام جاره اللدود أتلتيكو مدريد.

ورغم الظلم الذي تعرض له ليفربول، إلا أن التاريخ يأتي بإشارة مطمئنة، لأن باريس خسر آخر 3 مواجهات "من مباراتين" في دوري الأبطال أمام فرق من الدوري الإنجليزي.

وسقط باريس أمام مانشستر سيتي بربع نهائي 2016، ومانشستر يونايتد في دور الـ16 لنسخة 2021، ثم مانشستر سيتي مرة أخرى في نصف نهائي 2021.

مباريات دور الـ16 من دوري الأبطال سيكون بها العديد من المواجهات ذات الطابع الانتقامي، ولعل أبرزها ديربي مدريد بين ريال وأتلتيكو.

الأمر يتخطى الخصومة الكروية هذا الموسم بين العملاقين الإسبانيين، بل يمتد إلى الخلاف الدائر حاليًا حول الجدل التحكيمي واتهامات ريال لجنة الحكام بمجاملة أتلتيكو وبرشلونة على حسابه.

الديربي سيكون فرصة للرد على كل شيء، مواجهة خالصة بعيدًا عن الحكام الإسبان، لمعرفة من الطرف الأفضل هذا الموسم دون الحاجة إلى أعذار، ولو تفوق ريال سيثبت للجميع أنه الأفضل في المدينة دون نقاش، وأنه حسم الجدل عندما حصل على فرصة مُحايدة.

مواجهة كلاسيكية ألمانية أخرى سنشاهدها بين باير ليفركوزن وبايرن ميونخ، في اختبار جديد للمدرب فينسنت كومباني أمام تشابي ألونسو، وسيكون على البلجيكي إثبات نفسه هو الآخر بعد الأداء المتواضع له على مستوى مرحلة الدوري أو الملحق.

واستمرارًا للانتقام، سيمتلك أستون فيلا فرصة للثأر من هزيمته أمام كلوب بروج في الجولة الرابعة من المرحلة الأولى، والمهمة قد لا تكون صعبة على فريق المدرب أوناي إيمري المعروف بخبرته الأوروبية.

إنتر أيضًا ستكون أمامه فرصة للانتقام من آخر هزيمة له أمام فرق هولندية في دوري الأبطال، حيث تفادى الخسارة في آخر 11 مباراة على التوالي "فاز 7 مرات وتعادل 4"، وكانت الهزيمة الأخيرة له أمام فينورد في أبريل 2002 بنصف نهائي كأس أوروبا.

وأخيرًا لدينا مواجهة بنفيكا وبرشلونة التي تكررت كثيرًا في الفترة الأخيرة، وسيكون للفريق البرتغالي فرصة للثأر من الهزيمة الدراماتيكية أمام نظيره الكتالوني في مرحلة الدوري.

يبدو أن كل الأمور تسير لصالح برشلونة هذا الموسم، نحو إنجاز تاريخي للمدرب الألماني هانز فليك مع العملاق الكتالوني.

الفريق يعيش حالة جيدة على مستوى الدوري الإسباني واستعاد الصدارة من جديد، وطريقه من دور الـ16 إلى المراحل المتقدمة لدوري الأبطال، يمنحه الكثير من الأمل للعودة إلى منصات التتويج الأوروبية من جديد.

برشلونة سيلعب أمام بنفيكا وهي مباراة في المتناول بشكل كبير، ولو عبر من هذا اللقاء سيلعب أمام المنتصر من بوروسيا دورتموند وليل في دور الثمانية، مما يعني أن طريقه أصبح مُمهدًا إلى نصف النهائي.

وحتى في قبل النهائي، سيلعب برشلونة مع أي من بايرن ميونخ "الذي سحقه هذا الموسم" أو ليفركوزن أو فينورد أو إنتر، ويعتبر الأخير فقط هو الذي يمكنه إيقاف الفريق الكتالوني في الوقت الحالي.

على الجانب الخر سنجد ريال مدريد وطريقه الذي يبدو أصعب بكثير من برشلونة، لأنه لو عبر من أتلتيكو سيلعب أمام خصم صعب لا يمكن الاستهانة به وهو آرسنال.

ربما لا يمر المدفعجية بأفضل فتراتهم على مستوى النتائج والأداء في الدوري الإنجليزي، لكن الفريق يمتلك الأسلحة الكافية لإزعاج الميرينجي، خاصة وأنه سيستعيد الثنائي بوكايو ساكا وجابرييل مارتينيلي عند الوصول إلى نصف النهائي.

ولو عبر ريال مدريد كل من أتلتيكو وآرسنال، قد يجد نفسه أمام أي من ليفربول أو باريس سان جيرمان، باعتبارهما الطرفان الأقرب للفوز في الجانب الآخر مقارنة بأستون فيلا وكلوب بروج.

مواجهة ليفربول ستكون فرصة للريدز للانتقام من خسارة مباراتين نهائيتين أمام الميرينجي في الفترة الأخيرة بدوري الأبطال، الأولى كانت في 2018 بنتيجة 3/1، والثانية بنسخة 2022 وخسرها الريدز بهدف نظيف.

وأما لو كان باريس سان جيرمان هو الطرف العابر إلى نصف النهائي، سيكون الاختبار صعبًا على كيليان مبابي نجم ريال، والذي لم يرحل من الباب الكبير للعملاق الفرنسي بعد نهاية عقده الصيف الماضي.

الاستقبال الذي قد يحظى به مبابي في ملعب حديقة الأمراء لن يسره وقد يؤثر عليه، كما أنه لا يريد أن يطيح بفريقه السابق في أول موسم له مع ناديه الجديد حتى لا تتفاقم العداوة، ولكن لو حدثت هذه المواجهة ربما تكون المباراة الأشرس في هذه النسخة من دوري الأبطال على الإطلاق.