برشلونة ضد بوروسيا دورتموند | تحالف فليك وليفاندوفسكي يدمر الألمان بدون رحمة .. وعرش كريستيانو رونالدو اقترب يا رافينيا!

تحول برشلونة تحت قيادة هانسي فليك، إلى وحش مرعب لكل خصومه على المستوى المحلي والقاري، ففي آخر 23 مباراة للفريق، لم يتذوق البارسا طعم الخسارة أبدًا، إذ فاز في 19 مباراة وتعادل 4 مرات فقط.

ولم يرحم برشلونة كبرياء منافسه الذي تلقى أكبر خسارة في تاريخه بدوري أبطال أوروبا (0-4)، والتي تناوب على تسجيلها، كل من روبرت ليفاندوفسكي "هدفين"، رافينيا، ولامين يامال في الدقائق (25، 48، 66، و77).

وهذه ليست الهزيمة الأولى لدورتموند على يد برشلونة هذا الموسم، حيث سبق وتغلب البارسا على أسود الفيستيفاليا في عقر داره بمرحلة الدوري (3-2)، وهو ناقوس إنذار للفريق بأن فليك لن يرحمهم حتى في الإياب وسيسعى للفوز الثالث تواليًا، حتى مع اطمئنانه لنتيجة الذهاب.

وأثبت فليك في مباراة اليوم أيضًا، أنه لا يعمل أي حساب لأبناء جلدته إذا كان الأمر يتعلق بالمنافسة، حيث فاز في نفس الموسم على بايرن ميونخ (4-1)، ليكرس عقدة للألمان في النسخة الحالية بـ3 انتصارات جميعها جاءت بنتائج ثقيلة.

تألق المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي في مباراة اليوم وقدم واحدة من أفضل مبارياته منذ انضمامه إلى برشلونة، ليستحق عن جدارة واستحقاق جائزة رجل المباراة.

وسجل ليفاندوفسكي هدفين الليلة، ليرفع رصيده هذا الموسم إلى 40 هدفًا في 45 مباراة ويلاحق زميله رافينيا على صدارة قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا، حيث سجل البولندي 11 هدفًا ويتخلف بفارق هدف وحيد عن البرازيلي.

لكن الرقم اللافت اليوم في سجل ليفاندوفسكي، هو أنه رفع سجل أهدافه في بيته القديم (بوروسيا دورتموند) إلى 29 هدفًا سجلها خلال 28 مباراة لعبها بقمصان بايرن ميونخ وبرشلونة، ليرد الجميل إلى فريقه السابق بمنتهى القسوة.

أظهر الهدف الأول الذي سجله برشلونة عبر رافينيا، مدى نهم الجناح البرازيلي وقتاله على زيارة شباك جميع المنافسين هذا الموسم، حيث رفع رصيده إلى 12 هدفًا في 11 مباراة بدوري أبطال أوروبا لهذا الموسم.

ووفقًا لشبكة "أوبتا" للإحصائيات، فإن رافينيا عادل رقم الأسطورة ليونيل ميسي كأكثر لاعب في تاريخ برشلونة تسجيلًا للمساهمات التهديفية في نسخة واحدة من البطولة، بواقع 19 مساهمة تهديفية في موسم 2011-2012.

والأهم من ذلك، أن رافينيا يثبت أقدامه بقوة على درجات الصعود إلى مسرح "الكرة الذهبية"، حيث أبعد القدر عنه منافسًا قويًا بحجم النجم المصري محمد صلاح، بوداع ليفربول لدوري الأبطال، وكذلك الأمر مع ثنائي ريال مدريد كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، الذي بات على شفا وداع البطولة أيضًا.

اقترب رافينيا من كسر الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في نسخة واحدة من دوري أبطال أوروبا والذي يمتلكه البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الإسباني السابق ولاعب النصر السعودي الحالي.

وسجل رونالدو 17 هدفاً في نسخة 2013-2014 من دوري أبطال أوروبا، وفي ظل ما يقدمه رافينيا من أداء استثنائي في النسخة الحالية، فإن البرازيلي قادر على معادلة هذا الرقم خصوصًا أن هناك إمكانية للعب 4 مباريات أخرى في البطولة.

كانت الليلة مثالية لجميع لاعبي برشلونة، بدءًا من الحارس المتألق فويتشيك شتشيسنى، الذي حافظ على نظافة شباكه للمرة الـ11 هذا الموسم من أصل 21 مباراة، لم يتذوق خلالها البارسا طعم الخسارة طالما كان البولندي حاميًا لعرينه.

وقدم ثنائي الدفاع باو كوبارسي وإينيجو مارتينيز أيضًا مباراة مثالية، حيث لم يصل لاعبو دورتموند إلى مرحلة تشكيل خطورة على برشلونة سوى في حالة واحدة، ونجحا خلالها بالتعاون مع الظهيرين في إسقاط المنافس بفخ التسلل.

ولا يمكن أن نغفل في مباراة اليوم، الأداء المثالي الذي قدمه الهولندي فرينكي دي يونج، حيث يواصل الرد على كل المشككين في قدراته، حيث قدم 68 تمريرة ناجحة من أصل 70 وكسب 5 صراعات بدنية من 6، واستعاد الكرة 6 مرات.

على المستوى الجماعي، وصل برشلونة إلى نسبة مثالية من الأهداف المتوقعة في المباراة (3.71)، وتجسد ذلك من خلال رقم آخر وهو تهديد مرمى الضيوف بـ18 تسديدة منها 10 تسديدات داخل إطار المرمى، وهو معدل ضخم أمام منافس بحجم بوروسيا دورتموند.

وعلى مستوى التمريرات، يكفي أن نذكر أن برشلونة قدم 481 تمريرة صحيحة مقابل 288 تمريرة لأسود الفيستيفاليا (الضعف تقريبًا)، مع 18 حالة افتكاك للكرة ناجحة للبلوجرانا، وهو ما يبرز نجاعة الفريق الهجومية ومدى شراسته.