كم شخص من مشجعي الدوريين الإنجليزي أو الإسباني "الأشهر والأكثر لمعانًا في العالم" أو أي شخص لا يتابع الكرة الإيطالية بانتظام يعرف من هو دافيد فراتيسي؟ بطل الليلة الذي سجل الرابع لإنتر وقاد فريقه لهذه الريمونتادا الأسطورية؟
دعنا من فراتيسي، فرانشيسكو أتشيربي صاحب الهدف الثالث القاتل الذي أعاد الحياة لإنتر وجماهيره، والذي يبلغ من العمر 37 سنة، هل هناك أحد مشجعي ريال مدريد أو برشلونة أو ليفربول أو أي فريق آخر يتمناه بفريقه؟ البعض يعتقد أنه اعتزل من الأساس بعدما أصابه مرض السرطان مرتين!
الإجابة بالطبع لا، لا أحد سيحلم بضمه لفريقه هو وبعض الأسماء الأخرى من إنتر، وهذا يمنحنا فكرة عن حجم الإنجاز الذي قام به سيموني إنزاجي أمام برشلونة، بمجموعة ربما يجهلها العديد من مشجعي كبار أوروبا، ولكنها تقدم مستويات تجعل الفريق الإيطالي يستحق الفوز بدوري الأبطال وبكل جدارة، إلى جانب عناصر لامعة مثل نيكو باريلا ولاوتارو وباستوني.
الأسماء ليست كل شيء في كرة القدم، فراتيسي وأتشيربي، فعلا ما عجز عنه روبرت ليفاندوفسكي في الشوط الثاني الإضافي، حيث أهدر الأخير كرة رأسية والمرمى خاليًا من حارسه يان سومير.
لامين يامال نجم الشباك الأشهر في العالم على مدار هذا الأسبوع، والذي يبدو أنه سيعاني قليلًا بسبب حبه لخطف الأنظار داخل وخارج الملعب، اختفى تمامًا، وظهر بدلًا منه بعض الجنود المجهولين، أقل شهرة منه، ولكنهم ليسوا أقل منه في الإصرار والقتال وبذل كل نقطة عرق لإرضاء الجماهير.
تشكيل إنتر ليس أفضل من مانشستر سيتي وريال مدريد وبايرن ميونخ وحتى أتلتيكو مدريد، ولكنه كمجموعة يمكنه التفوق عليهم جميعًا، وحتى على برشلونة الفريق الذي ظن الكثيرون أنه لا يُقهر.
البعض تهكم على إنتر بسبب نشر الحسابات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي لصورة أفعى على ملعبه في محاولة لإرهاب خصمه الكتالوني، أين هم الآن؟ الأفاعي لم تمزح، ولدغت برشلونة بفضل أبطاله!
الأفضلية لم تكن لرافينيا ويامال وبيدري وليفاندوفسكي وكوبارسي، بل للمتألق يان سومير وفراتيسي وماركوس تورام ودومفريس وغيرهم، في ليلة أكدت لنا أن كرة القدم ليس لها كتالوج ولا تعترف بما يتوقعه الجميع على الورق، بل بما يحدث على أرض الملعب فقط.