GOALلا تزال الانتقادات تلاحق جوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، بسبب سياسته في سوق الانتقالات والأزمات المالية التي يورط فيها النادي الكتالوني.
يأتي هذا في ظل مرحلة مزعجة وصعبة للنادي الذي يقدم مستويات ونتائج تفوق التوقعات، لكنه لا يزال يعاني من الكثير من المشاكل في تشكيلته والأماكن التي تحتاج إلى الدعم.
Gettyتعتبر صفقة داني أولمو الأخيرة مثالًا صارخًا على هذه السياسة، حيث كشفت صحيفة "موندو ديبورتيفو" عن معاناة اللاعب من مشاكل بدنية تمنع مشاركته في أكثر من ثلاث مباريات متتالية بشكل أساسي وهو ما يبدو وأنه سليم بلغة الأرقام منذ ظهور ذلك الخبر، فقد كان احتياطيًا ضد لاس بالماس قبل أن يخوض آخر ثلاث مباريات بشكل أساسي.
لكن يبدو أن المدرب هانز فليك قد وجد طريقة للتغلب على ذلك، فقد أراحه في آخر 20 دقيقة ضد بوروسيا دورتموند وريال مايوركا، كما أخرجه قبل نصف ساعة من النهاية في مواجهة ريال بيتيس.
أصبحت هذه الصفقة المكلفة، التي بلغت قيمتها 60 مليون يورو، أشبه بصفقة "التروماي" التي أبرمها إسماعيل ياسين في فيلمه الشهير، حيث يعاني اللاعب من إصابة عضلية تجعله غير قادر على تحمل ضغط اللعب المستمر.
يثير هذا الوضع تساؤلات حول جدوى هذه الصفقة ومدى قدرة اللاعب على تقديم الإضافة المرجوة للفريق، خاصة في ظل المبلغ الضخم الذي دفعه النادي لضمه.
يزيد من مشاكل صفقة أولمو إمكانية فقدانه بنهاية الشهر الجاري بعدما سجله النادي بدلًا من المصاب كريستنسن بشكل مؤقت.
Getty Imagesيبدو أن صفقة ضم فويتشيك شتشيسني إلى برشلونة قد جاءت بنتائج عكسية حتى الآن، حيث لم يشارك اللاعب البولندي ولو لدقيقة واحدة مع الفريق الأول، بينما أثقل كاهل النادي بفاتورة رواتبه.
في المقابل، يقدم إيناكي بينيا مستويات جيدة في حراسة المرمى، مما يجعله الأحق باللعب في مركز الحارس الأساسي لبرشلونة.
يصر هانز فليك على الاعتماد على بينيا في مباريات مهمة مثل مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد، مما أثار غضب الجماهير التي ترى أن شتشيسني هو الخيار الأفضل لهذه المباريات الحاسمة نظرًا لخبرته الكبيرة.
على الرغم من أن بينيا لم يكن الخيار الأول لأي مدرب سابق، إلا أن مستواه الحالي يشير إلى أنه قادر على تقديم الإضافة المطلوبة للفريق الأول.
AFPداني أولمو وفويتشيك شتشيسني ليسا الوحيدان في قائمة الصفقات التي ابتلى بها جوان لابورتا ناديه برشلونة وفاتورة رواتبه، فهناك المزيد.
شهدت فترة رئاسة جوان لابورتا الحالية في برشلونة بعض الصفقات التي يمكن اعتبارها غير ناجحة. فعلى سبيل المثال، لم يقدم كل من فيتور روكي وأوريول روميو المستويات المطلوبة، مما أدى إلى رحيلهما سريعًا عن الفريق على سبيل الإعارة.
وتعاقد النادي أيضًا مع إلكاي جوندوجان في صفقة انتقال مجانية من مانشستر سيتي، لكنه عاد إلى ناديه السابق مجانًا أيضًا بعد موسم واحد عقب أن أثار الكثير من المشاكل في غرف الملابس.
بالإضافة إلى ذلك، تم استعارة كل من جواو فيليكس وجواو كانسيلو دون ضمان القدرة على ضمهما بشكل نهائي، مما أدى إلى عودتهما إلى أتلتيكو مدريد ومانشستر سيتي على التوالي.
وشملت الصفقات الأخرى التي لم تحقق النجاح المطلوب فرانك كيسييه الذي بقي لموسم واحد فقط، وهيكتور بيليرين الذي رحل مقابل مليون يورو فقط إلى سبورتينغ لشبونة، وماركوس ألونسو الذي رحل بشكل مجاني.
كما يمكن إضافة كل من فيران توريس وإيمرسون رويال ويوسف ديمير وممفيس ديباي ولوك دي يونج وأداما تراوري إلى قائمة اللاعبين الذين لم يثبتوا جدارتهم في برشلونة تحت رئاسة لابورتا.
(C)Getty Imagesيأتي كل هذا في سياق أزمة مالية هي الأسوأ في تاريخ برشلونة والتي تسببت في فرض قيود صارمة على النادي في سوق الانتقالات.
وقد اضطر النادي لبيع عدد من لاعبيه الأساسيين لتوفير السيولة اللازمة لتلبية متطلبات اللعب المالي النظيف.
تؤكد هذه الصفقات على ضرورة إعادة النظر في سياسة لابورتا في سوق الانتقالات، والتركيز على التعاقدات المدروسة التي تلبي احتياجات الفريق وتتناسب مع قدراته المالية.
يجب على إدارة النادي أن تتعلم من أخطاء الماضي وتتجنب تكرارها، حفاظًا على مستقبل برشلونة ومكانته بين كبار الأندية الأوروبية.
