cm grafica flick garcia cubarsi barcellona 2025 26 16.9Getty Images

غاب قلب الأسد: نجم النصر جزء من مشكلة برشلونة.. وفليك عاجز في مستشفى كتالونيا!

لم تكن الخسارة أمام إشبيلية مجرد ثلاث نقاط ضائعة، بل كانت جرس إنذار يصم الآذان في أروقة برشلونة.

فبعد السقوط الأوروبي المؤلم على أرضه أمام باريس سان جيرمان، جاء السقوط المحلي الأول هذا الموسم ليؤكد أن ما يحدث ليس صدفة، بل هي أزمة حقيقية وعميقة تضرب حصن الفريق الذي كان من المفترض أن يكون منيعًا. 

استقبال الفريق لستة أهداف في مباراتين متتاليتين، وفقدانه للصدارة، كشف عن كارثة دفاعية لها أسباب متشابكة، بين فلسفة مدرب محفوفة بالمخاطر، وخطيئة ارتكبت في سوق الانتقالات، ولعنة إصابات لا ترحم.

  • FBL-ESP-LIGA-SEVILLA-BARCELONAAFP

    لعبة الكراسي الموسيقية.. مقامرة فليك التي أحرقت الدفاع

    السبب الأول والأكثر وضوحًا لهذه الأزمة هو لعبة الكراسي الموسيقية التي يطبقها المدرب هانز فليك في خط الدفاع. 

    فمنذ بداية الموسم وفي 10 مباريات، أشرك المدرب الألماني 9 تشكيلات دفاعية مختلفة، في ظاهرة غريبة لا يمكن أن تبني فريقًا بطلًا.

    هذه السياسة، التي قد يراها فليك مرونة تكتيكية، تحمل في طياتها أربعة مخاطر قاتلة دمرت استقرار الفريق:

    • فقدان الانسجام: لقد قتلت هذه التغييرات المستمرة التفاهم الأعمى بين المدافعين، أصبح كل لاعب غريبًا عمن بجواره، مما أدى إلى أخطاء فادحة في التغطية وتطبيق مصيدة التسلل، وهو ما استغله إشبيلية وباريس سان جيرمان ببراعة.
    • انهيار بناء اللعب: فلسفة برشلونة تعتمد على الخروج السلس بالكرة من الخلف، مع تغيير قلبي الدفاع كل مباراة والأطراف، يفقد لاعبو الوسط قدرتهم على التنبؤ بحركة وتمريرات زملائهم، مما يعطل بناء اللعب ويجبر الفريق على كرات طويلة عشوائية تفقد الفريق هويته.
    • زيادة الأخطاء الفردية: اللاعب الذي لا يضمن مكانه يلعب تحت ضغط نفسي هائل، خوفًا من الخطأ الذي سيعيده للدكة، هذا الخوف يؤدي حتمًا إلى ارتكاب أخطاء فردية ساذجة، وهو ما رأيناه بوضوح في ستة أهداف استقبلهم الفريق في أقل من أسبوع ضد إشبيلية وباريس سان جيرمان.
    • غياب القائد: الدفاع القوي يحتاج لقائد ثابت، سياسة فليك تمنع ظهور هذا القائد، فلا أراوخو ولا كوندي ولا أي لاعب آخر يشعر بأنه القائد الفعلي للخط الخلفي، مما يجعل الدفاع هشًا وبلا شخصية في أوقات الضغط.
  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-SEVILLA-BARCELONAAFP

    خطيئة الصيف.. هل يدفع برشلونة ثمن رحيل إينيغو مارتينيز؟

    قد يجد هانزي فليك بعض العذر في فقر خياراته الدفاعية، وهذا يقودنا إلى الخطيئة التي ارتكبتها الإدارة في الصيف: السماح برحيل المدافع المخضرم إينيغو مارتينيز إلى النصر السعودي.

    في موسم كان من الواضح أنه سيكون طويلًا ومرهقًا، كان التفريط في لاعب بخبرة وشخصية مارتينيز قرارًا كارثيًا.

    لقد كان مارتينيز هو رمانة الميزان في دفاع برشلونة الموسم الماضي، اللاعب القادر على تنظيم الخط الخلفي بصبره وخبرته وشخصيته القيادية الكبيرة، وهو ما يفتقده الفريق بشدة الآن.

    في الوقت الذي يلجأ فيه فليك للشباب أو للاعبين في غير مراكزهم، كان وجود مارتينيز سيمنحه صمام أمان وخيارًا موثوقًا به في مثل هذه الأوقات الصعبة، ورحيله لم يكن مجرد خسارة لاعب، بل كان خسارة لعقل مدبر في الخط الخلفي.

  • FBL-ESP-LIGA-SEVILLA-BARCELONAAFP

    مستشفى برشلونة.. عندما ينهار الجسد بالكامل

    لا يمكن إغفال السبب الأكبر والأكثر تأثيرًا: لعنة الإصابات التي حولت برشلونة إلى مستشفى، غياب أعمدة خط الوسط (جافي، فيرمين لوبيز) بالإضافة إلى لامين يامال ورافينيا، كل هذا لم يؤثر فقط على الجانب الهجومي، بل دمر المنظومة الدفاعية للفريق بأكملها.

    فلسفة فليك، مثل أي مدرب حديث، تعتمد على أن الدفاع يبدأ من الهجوم، والضغط العالي الذي كان يطبقه الفريق في بداية الموسم اختفى تمامًا بغياب هؤلاء اللاعبين، مما جعل خط الوسط سهل الاختراق، ووضع المدافعين في مواجهات مباشرة وصعبة مع مهاجمي الخصم طوال الوقت.

    دفاع برشلونة لا يعاني فقط من أخطاء فردية، بل يعاني من غياب خط الدفاع الأول في وسط الملعب الذي كان يحميه.

    تخيل أن ينظر فليك إلى مقاعد البدلاء في آخر ربع ساعة فلا يجد بديل لفرينكي دي يونج سوى أندرياس كريستنسن وبضع الشباب والحارس الأمريكي دييجو كوشن.

    تخيل أن التبديل التنشيطي لهجوم برشلونة كان بإدخال الصفقة التي لم تثبت نفسها بعد ولم تقدم أي أوراق اعتماد، روني بردغجي.

  • Sevilla FC v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد

    في النهاية، الأزمة الدفاعية لبرشلونة هي نتاج عاصفة مثالية من الأخطاء: مقامرة تكتيكية من المدرب لم تؤتِ ثمارها، وخطيئة إدارية في سوق الانتقالات، وسوء حظ كارثي في الإصابات. الهزيمتان المتتاليتان ليستا نهاية العالم، لكنهما جرس إنذار شديد اللهجة بأن الحصن الكتالوني يعاني من شروخ عميقة، وإذا لم يجد هانز فليك الأسمنت المناسب سريعًا لسد هذه الثغرات، فإن حلم المنافسة على كل الجبهات قد ينهار قبل أن يبدأ حقًا.

    لحسن حظ الفريق الفترة القادمة هناك توقف دولي، وإمكانية لالتقاط بعض الأنفاس وربما ترتيب الأوراق قبل العودة لسباق الدوري والأبطال من جديد.