بايرن ميونخ يعاين الأضرار.. استبدال يوليان ناجلسمان بتوماس توخيل أسوأ قرار في تاريخ البافاري

قرار بايرن ميونخ بإقالة ناجلسمان جاء كصدمة كبيرة، ولم يكن هناك أحد يتوقع ذلك، بما في ذلك الرجل نفسه. كان الشاب البالغ من العمر 35 عامًا في عطلة تزلج، عندما أخبره وكيله بالخبر. فرد ناجلسمان قائلاً: "هل تمزح معي؟!"

كانت صدمة المدير مفهومة. ذهب بايرن ميونخ إلى فترة التوقف الدولية في مارس، عقب خسارة مخيبة بنتيجة 2-1 أمام باير ليفركوزن، مما سمح لدورتموند بالانفراد بصدارة جدول الدوري الألماني بفارق نقطة واحدة. قام صالح حميديتش بانتقاد اللاعبين علنًا للعب بـ "قليل جدًا من الحماس، والعزيمة، والقتال، والتأكيد"، لكن لم يكن هناك أي ميل لتغيير المدرب.

ولم يكن هذا هو الحال مع المباراة التاريخية المقبلة أمام مانشستر سيتي. كان هناك قلق على مستوى مجلس الإدارة، بسبب صعوبة ناجلسمان في تحفيز لاعبيه في المباريات المحلية، ولكن سجله في دوري أبطال أوروبا، الهدف الرئيسي لبايرن، كان خاليًا تمامًا من العيوب. فقد فاز البافاري بجميع مبارياته الثمانية في المراحل السابقة، متفوقًا على برشلونة، وإنتر، وباريس سان جيرمان، في طريقهم.

كما ذكر وكيل المدرب:" لقد راهنت بثروتي بعد تلك المباراة مع ليفركوزن بأنه لن يحدث شيئًا على الإطلاق. كنت أعتقد أنهم سينتظرون لقاء مانشستر سيتي."

بدلاً من ذلك، ألقى بايرن قنبلة على عالم كرة القدم في 23 مارس.

كانت الحجة أن ناجلسمان لم يستخلص الأقصى من التشكيلة الممتازة المتاحة لديه. قال الحارس السابق في بيان:" بعد كأس العالم، لعبنا بنجاح وجاذبية أقل وأقل. تقلبات الأداء القوية، أثارت شكوكنا حول أهدافنا في هذا الموسم وغيره".

كانت هناك شائعات تفيد بإن ناجلسمان فقد دعم العديد من اللاعبين المؤثرين، من بينهم مانويل نوير. ومع ذلك، اعتقد أسطورة بايرن لوثر ماتيوس أن هناك المزيد من الأمور المتداخلة، فلم تكن مجرد حالة كلاسيكية للسلطة التي تدفع المدرب خارج الباب، حيث أن ناجلسمان لم يفقد غرفة الملابس بالكامل.

قال بطل كأس العالم لموقع GOAL:" كنت أعتقد أن الخبر مزحة في البداية ولكنها لم تكن في 1 أبريل، إنه قرار النادي في النهاية. عادةً لا يكون اللاعبون جميعًا بجانب المدرب في غرفة الملابس، لكن الكثير كانوا سعداء معه، وتحدثوا بشكل إيجابي عنه عندما غادر، مثل جوريتسكا، وكيميش.

وأضاف:" حدث شيء لا نعرفه. كانت الجماهير سعيدة به أيضًا، لذلك لا نعرف ما حدث لجعل بايرن يتخذ هذا القرار. شخصيًا، لا أعرف ما هو".

مع ذلك، كما اعترف ماتيوس، بإن تواجد توخيل المتاح والاهتمام الواسع به لعب دورًا حاسمًا في تفكير النادي. كان المدرب السابق لدورتموند هدفًا لفترة طويلة، لكن التوقيت لم يكن مناسبًا في مارس أيضًا.

ولكن بسبب يأسهم للحصول على المدرب الذي طالما أرادوه، كان بايرن على استعداد للتخلص من مدرب، دفعوا مقابله 25 مليون يورو لانتزاعه من ريد بول لايبزيج في عام 2021. لماذا؟ لأن توخيل كان حرًا وكان يريده عددًا من الأندية الكبيرة، بما في ذلك باريس سان جيرمان، وريال مدريد، ويوفنتوس. كان توتنهام أيضًا يبحثون عن شخص للتولي المسؤولية بشكل دائم بعد أنطونيو كونتي، وما زالوا كذلك.

لذلك، "كان بايرن متوترًا" كما قاله ماتيوس، حيث أوضح:" كان توخيل حرًا، ولم يكن لدى بايرن ثقة بناجلسمان بنسبة 100%. لم يتمكنوا من إقالته إذا فاز بثلاثة ألقاب، لأنه لا يمكن شرح ذلك. لذا، قرروا تغييره الآن، بعد واحدة فقط".

إنها مغامرة ضخمة، ولكنها النوع من المخاطر المرتبطة بأيام فريق بطل الدوري (إف سي هوليوود)، أكثر من التجسيد الحالي لبايرن ميونخ، الذي يركز، على الأقل على السطح، على الحذر والحكمة. وحتى الآن، لم تكن النتيجة جيدة. التغيير في منتصف الموسم ليس مثاليًا. فشعر البافاري بأن عدم اتخاذ إجراءات، قد يؤدي إلى فقدانه لقب الدوري. ومع ذلك، لم يحسن التغيير أداء بايرن، بل على العكس، جعلهم أسوأ.

على الرغم من الخسارة 3-0 في ملعب الاتحاد في مباراته الرابعة كمدرب، أكد توخيل أنه أعجب كثيرًا بالأداء الذي قدمه لاعبوه، لمدة 70 دقيقة في مانشستر. فقال لأمازون برايم فيديو:" بالطبع، النتيجة مريرة بالنسبة لنا، ولكنني وقعت في حب فريقي قليلاً اليوم".

من الواضح أنه لم يعد شغوفًا بهذا القدر. الحب سرعان ما تحول إلى إحباط، كما أشار إليه توخيل بغضب واضح عندما كسر لوح نصفين، خلال حصة تدريبية في نهاية إبريل.

في تلك المرحلة، كان موسم بايرن ينهار. نجح توخيل في رفع معنويات الفريق بملعب أليانز أرينا، بتغلبه على فريقه السابق دورتموند واستعادة صدارة الجدول. ومع ذلك، لم يفز البافاري سوى بمباراة واحدة فقط من أصل ست في جميع المسابقات، التي أدت إلى خروجهم من دوري أبطال أوروبا، وكأس ألمانيا، والانزلاق إلى المركز الثاني في الدوري الألماني.

بالإضافة إلى إلقاء اللوم على الملعب، والحكم، في الخروج الأوروبي المثير للقلق لبايرن أمام مانشستر سيتي في ميونخ، شكك توخيل أيضًا في لياقة لاعبيه بعد هزيمة محبطة أمام ماينز.

فقال:" نحن مستنزفون. نبدو كفريق لعب بالفعل 80 مباراة في هذا الموسم. غير قادرين على لعب كرة قدم خالية من الأخطاء، لذا فإن المباريات والنقاط تنساب من بين أيدينا كالرمل".

يبدو أن وصول توخيل لم يفعل شيئًا لإعادة الفريق الحياة، الذي اتُهم بسببه ناجلسمان بالكسل بعد تلك الهزيمة المأساوية في ليفركوزن. إنهم يتلاشون بدلاً من أن يزدهروا تحت قيادة المدرب الجديد.

والتوتر المتزايد ليس مرتبطًا فقط بالتعب، بل هناك أسباب أخرى. ومن الواضح أن أبرز مثال على ذلك، كان الشجار بين ساديو ماني، وليروي ساني، بعد المباراة في ملعب الاتحاد، ولن تكون مفاجأة، رؤية السنغالي يرحل في نهاية موسمه الأول المخيب للآمال.

قال ديدي هامان، لاعب خط وسط بايرن السابق، لـGOAL:" كنت أعتقد أنه سيكون تعاقدًا رائعًا، لأن بايرن ميونيخ أنتج لاعبين عالميين في الماضي، ولكنهم لم يوقعوا حقًا مع لاعب واحد. الآن، فعلوا ذلك مع ماني، ولكنه ربما يكون واحدًا من أكبر الأخطاء في تاريخ بايرن".

ولكن السنغالي ليس الوحيد الغير راضٍ. لوكاس هيرنانديز يرغب في الرحيل، وتوماس مولر، أيضًا غير راضٍ عن قلة وقته في المباريات، ويوميًا يرتبط يوشوا كيميش بأندية مختلفة.

ويصر توخيل على أنه "يحب" جواو كانسيلو، الذي كان في الواقع أحد أفضل لاعبي بايرن في الأسابيع الأخيرة، ولكن مستقبل المدافع المعار لا يزال مجهولًا، بشكل رئيسي لأن النادي سيضطر لدفع 70 مليون يورو، لاستمرار إعارته من مانشستر سيتي بشكل دائم. وإذا كان بايرن سينفق بشكل كبير هذا الصيف، فمن المرجح أن يكون على مهاجم مركزي مثمر يفتقده الفريق، منذ رحيل روبرت ليفاندوفسكي إلى برشلونة العام الماضي.

ولكن هل تتوفر الأموال للتعاقد مع الهداف المفضل فيكتور أوسيمين، خاصةً أن نابولي سيطالب برسوم ضخمة للاعبهم البارز؟

وقال هامان: "إنهم بحاجة إلى مهاجم رقم 9، لكنهم لديهم مدربين يجب أن يدفعوا لهم في الوقت الحالي، إذا لم يحصل يوليان ناجلسمان على وظيفة أخرى، فسيتعين عليهم الدفع له. لذا لست متأكدًا من كمية الأموال المتاحة لديهم. يقولون إن أوسيمين مكلف جدًا، ولكنهم يتحدثون أيضًا عن راندال كولو مواني، وهو الخيار المنطقي ربما".

وأضاف:" كما تحتاج إلى مراقبة من يرحل. كونراد لا يمر سينضم مجانًا من لايبزيج. والجميع يريد عودة مانويل نوير في الصيف. ولكن عليك أيضًا أن ترى ما يحدث في خط الوسط، لأنه سبب رئيسي في تأخرهم هذا الموسم".

وأردف:" رايان غرافينبرش شارك بشكل ضئيل، ولا أعتقد أن كيميش يلعب كرقم 6، وجوريتسكا كان خيبة أمل كبيرة هذا الموسم، لقد تراجع بشكل كبير. لذا، ستكون صيفًا مثيرًا".

بالتأكيد، سيكون كذلك، وذلك في المقام الأول، لأنه لم يتضح حتى الآن من سيشرف على عملية التجديد الشاملة.

بالنظر إلى أن بايرن ميونخ خسر الآن المزيد من المباريات، تحت قيادة توخيل هذا الموسم مقارنة بناجلسمان، فإن موقف المدرب الجديد أصبح بالفعل موضوع تكهنات مستمرة في الصحافة، مما أثار غضب أوليفر خان، رئيس النادي.

فقال للصحفيين بعد كارثة ماينز:" توماس هو آخر شخص يجب علينا التحدث عنه الآن. إنه يبذل كل ما في وسعه لمساعدة اللاعبين على التقدم، هناك 11 لاعبًا على الملعب يجب أن يعملوا بجد لتحقيق أهداف هذا النادي، وما أظهره الفريق على الملعب ليس كافيًا.

وأضاف:" لعبنا شوطًا ثانيًا كارثيًا. أين الفريق الذي يرغب في أن يصبح بطلاً؟ سيكون من الصعب جدًا أن نصبح أبطالًا بهذا الأداء".

كما أردف:" وبايرن لن يفوز باللقب، إلا إذا فاز في كولن يوم السبت، وفشل دورتموند في الفوز على ماينز. من الواضح أن اللوم على هذا الفشل لن يكون على توخيل بشكل كامل على الأقل. لقد تلقى عرضًا كبيرًا وقبله بشكل متوقع".

حتى تغيير مفاجئ في اليوم الأخير قد لا يكون كافيًا لإنقاذ خان، الذي يمكن أن يحل محله أولي هونيس، أو حتى فيليب لام. لا يزال لديه عام واحد متبقٍ في عقده مع النادي، ولكن تقديره يتم تساؤله الآن بعد أن قام بمجهودات كبيرة، ومكلفة لتعيين ناجلسمان، ثم التخلي عنه في وقت غير مناسب.

الآن، حول النادي الكثير من الشكوك، بما في ذلك أكبر سؤال: هل أفسد بايرن موسمهم، في اللحظة التي قرروا فيها استبدال ناجلسمان بتوخيل قبل ثلاثة أشهر فقط من نهاية الموسم؟

ستتحدد الإجابة إلى حد كبير بناءً على أحداث يوم السبت، مهما كانت النتيجة.