بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان | لا "ريمونتادا" من أجلكم واحزم حقائبك يا كيليان مبابي

ربما يكره باريس سان جيرمان ثلاثة أيام أكثر من غيرها، وهي السادس والثامن والتاسع من مارس، والتي شهدت وداع الفريق لثلاث نسخ من دوري أبطال أوروبا، أمام مانشستر يونايتد وبرشلونة وريال مدريد على الترتيب.

عام 2019 شهد خروج باريس سان جيرمان من دور الستة عشر أمام مانشستر يونايتد، رغم فوزه ذهابًا على ملعب "أولد ترافورد" بثنائية نظيفة، لكنه خسر العودة على "حديقة الأمراء" بنتيجة 3-1، ليودع البطولة بفضل قاعدة الهدف خارج الأرض.

وأمام برشلونة، لا يمكن أن تنسى جماهير النادي الكتالوني الفوز التاريخي بنتيجة 6-1 في إياب دوري أبطال أوروبا لموسم 2016-17، والذي صعد بالفريق الكتالوني إلى ربع النهائي رغم الخسارة ذهابًا برباعية نظيفة.

أما في موسم 2021-22، فقد ودع باريس سان جيرمان دور الستة عشر في التاسع من مارس أمام ريال مدريد، بالخسارة بنتيجة 3-1 في مباراة الإياب، رغم التقدم في نتيجة مواجهتي الذهاب والإياب بهدفين دون رد حتى منتصف الشوط الثاني من مباراة العودة التي أقيمت على "سانتياجو برنابيو" لكن ثلاثية كريم بنزيما حسمت تأهل النادي الملكي.

وداع باريس سان جيرمان لمنافسات دوري أبطال أوروبا مبكرًا ليس أمرًا جديدًا، وفي الواقع فالمرة الوحيدة التي وصل فيها النادي الفرنسي إلى النهائي كانت في نسخة استثنائية في موسم 2019-20، عندما أقيمت الأدوار الإقصائية بداية من ربع النهائي بنظام مباراة واحدة بسبب جائحة فيروس كورونا.

باريس سان جيرمان كان يطمح لتحقيق نسخته الخاصة من "الريمونتادا" على حساب باريس سان جيرمان، لكن فريق العاصمة الفرنسية ظهر مفككًا تمامًا ودون المستوى بشكل واضح في المباراة.

باريس سان جيرمان تأثر بشكل واضح بسوء مستوى ليونيل ميسي وكيليان مبابي في المباراة، حيث لم يتمكن الثنائي من خلق أي نوع من الخطورة على مرمى يان سومر حارس الفريق البافاري.

الفريق الباريسي لم يتمكن من العودة أمام فارق هدف واحد فقط، حيث ظهر النادي البافاري أكثر تنظيمًا وثقة في قدراته من باريس سان جيرمان.

الاعتماد المبالغ فيه على قدرات ميسي ومبابي متوقع، لكنه ليس منطقيًا، لأن الأندية الأخرى تتوقعه بالطبع، وتعد عدتها لإيقاف الثنائي، وهو ما نجح فيه خط وسط ودفاع بايرن ميونخ، الذي حيد خطورة مبابي وميسي بشكل واضح.

هدف بايرن ميونخ الأول الذي سجله الكاميروني إريك ماكسيم شوبو موتينج يظهر بشكل واضح الفارق في التعامل مع الضغط العكسي بين النادي البافاري وباريس سان جيرمان.

النادي الفرنسي حصل على فرصة مثالية لتسجيل هدف التقدم في أواخر الشوط الأول بفضل ضغط عكسي مثالي وخطف الكرة من الدفاع، لكن تسديدة فيتينيا وجدت ماتايس دي ليخت مدافع بايرن ميونخ الذي انشقت عنه الأرض ليبعد الكرة من على خط المرمى.

صحيح أن أي لاعب كان ليسدد الكرة مباشرة على المرمى لو كان في مكان البرتغالي، لكن تصرفه لم يكن مثاليًا، لوجود مبابي في موقف أفضل منه للتسجيل، كما أن تسديدته خرجت ضعيفة بعض الشيء.

وفي المقابل، فإن توماس مولر تمهل تمامًا وأخذ كامل وقته قبل أن يمرر الكرة إلى الكاميروني الخالي تمامًا من الرقابة، ليضع الكرة بتسديدة واحدة في مرمى جيانلويجي دوناروما.

تبخر حلم تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا من جديد قد يجعل كيليان مبابي يعيد التفكير في قراره بالاستمرار مع باريس سان جيرمان بعد نهاية عقده في صيف 2024.

مبابي يحتاج إلى فريق يساعده على الفوز بلقب دوري الأبطال، وهو أحد الألقاب الكبيرة التي تنقص خزائنه الشخصية.

صحيح أن العديد من أساطير كرة القدم لم يحققوا لقب دوري الأبطال، لكن مسيرتهم مع الأندية كانت مثيرة للغاية، وحققوا إنجازات أخرى على مستويات متعددة، وهو ما لن يكون متاحًا بالاستمرار في باريس سان جيرمان.

مبابي يحتاج إلى خطوة أكبر، ربما لا تكون بالانتقال إلى ريال مدريد الإسباني، لكن الخطوة أصبحت واجبة الآن أكثر من أي وقتٍ مضى.