هاري كين أمام دينامو زغرب .. سوبر هاتريك خادع من مخرج "فيلم الرعب" للخصم الكرواتي!

سيكون من الغريب أن نتغزل في كين ونمدحه لأنه سجل 4 أهداف في هذه المباراة للعديد من الأسباب، أهمها "انظر إلى الخصم والنتيجة وكيفية تسجيل السوبر هاتريك"!

كين سجل رباعية في الفوز الساحق لبايرن، بواقع 3 أهداف من ركلات جزاء وهدف أخر من متابعة سهلة أمام المرمى، وكل ذلك أمام الخصم المستسلم تمامًا لحقيقة أنه يواجه بايرن ميونخ.

ولكن بعيدًا عن كل ذلك، لا يمكننا تجاهل حقيقة القيمة الهائلة التي يمتلكها الإنجليزي، وكيف يمكنه تسجيل رباعية بأقل مجهود ممكن، خاصة وأنه لا يزال يلعب في دور المهاجم الذي يقوم بالنزول إلى عمق الملعب للاستلام وفتح المساحات للأجنحة.

ابتعاد كين نوعًا ما عن منطقة الجزاء لم يؤثر بأي شكل من الأشكال على غزارته التهديفية، لأنه أدى نفس الدور مع بايرن الموسم الماضي مع توماس توخيل وحصل على الحذاء الذهبي بعد تسجيله 36 هدفًا بقميص البافاري في بطولة الدوري الألماني.

وحتى في هذا الموسم، كين يعيش حالة ولا أفضل تحت قيادة كومباني، بتسجيله 4 أهداف في أول 3 انتصارات بالبوندسليجا، بالإضافة لرباعية اليوم وهدف آخر في كأس ألمانيا، ليصبح رصيده 9 أهداف في 5 مباريات فقط.

لقطة أخرى يجب الإشادة بها بالنسبة لكين بجانب تألقه خارج الصندوق وتسجيله هذا العدد الوافر من الأهداف، وتتمثل في قدرته على تسجيل 3 ركلات جزاء بهذا الإتقان في مباراة واحدة، ومخادعة إيفان نيفيستيتش حارس دينامو المسكين في كل محاولة.

ربما تسببت هذه المباراة في جعل كين بمثابة المرشح الأقوى للحصول على لقب هداف دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، لكنها منحته بعض الأرقام القياسية والإحصائيات المرعبة.

صاحب الـ31 سنة أصبح اللاعب الإنجليزي الأكثر تهديفًا في دوري أبطال أوروبا على مدار التاريخ، بعدما ارتفع رصيده من الأهداف إلى 33 هدفًا مقابل 30 للإنجليزي واين روني أسطورة مانشستر يونايتد، ومن خلفهما رحيم ستيرلينج 27 وبول سكولز 24 وفرانك لامبارد 23.

وبالنسبة لأرقامه مع بايرن على وجه التحديد منذ انتقاله للنادي البافاري في صيف عام 2023، سنجده سجل 53 هدفًا في 50 مباراة، ليكون أحد أهم وأفضل الصفقات في تاريخ النادي على الإطلاق.

البعض كان قلقًا من عدم عثور بايرن على خليفة لروبرت ليفاندوفسكي، ومع هذه المؤشرات التي يقدمها كين، يبدو أن الإنجليزي سيتخطى نظيره البولندي لو استمر على هذا المنوال، ولو تمكن من إعادة الفريق إلى منصات البطولات.

TOD

قيمة كين لا تقتصر على الأهداف فقط وقيادة خط الهجوم فقط، لأننا شاهدنا اليوم شخصيته القيادية وحرصه المستمر على توجيه زملائه، خاصة عندما أصبحت النتيجة 3/2، وهي المرحلة التي تصعبت فيها المباراة قبل أن يأتي طوفان الأهداف البافاري.

الغريب والمثير للتعاطف مع كين أن هذه الأرقام للاعب لم يحصل على بطولة في حياته، لأنه يستحق أكثر بكثير من هذا النحس الذي يلازمه على صعيد الأندية، وكذلك مع إنجلترا بخسارته في المباراة النهائية لآخر نسختين من اليورو.

في الحقيقة أنه مهما كان انتمائك وتشجيعك، سيكون عليك منح هاري كين حقه والاعتراف بموهبته، سواء بلغة الأرقام أو ما نراه على أرض الملعب، لذلك اليوم الذي سيصعد فيه إلى إحدى المنصات البطولات، سيكون يومًا خاصًا لأغلب عشاق اللعبة في العالم.

كين لعب اليوم بأقل مجهود، ولكنه يستحق بكل تأكيد الحصول على لقب رجل المباراة، لأنه كان مثل المايسترو لهذا الانتصار الكاسح.

مهاجم توتنهام السابق سدد 6 كرات على المرمى وكرتين خارجها، ولم يتمكن الدفاع من التصدي لأي كرة منه طوال أحداث المباراة، وقام بمراوغة واحدة وأهدر فرصة تهديفية واحدة كبيرة.

ولمس الإنجليزي الكرة 49 مرة، ووصلت دقة التمرير لديه إلى 86%، ولعب 4 كرات طويلة، وفاز بالتحام أرضي واحد من أصل التحامين، بالإضافة لالتحام آخر هوائي، ووقع في مصيدة التسلل مرة واحدة.

ومن الناحية الدفاعية لم يفعل كين أي شيء باستثناء استخلاص الكرة مرة واحدة فقط، ومن الواضح أنه لم يكن بأي حاجة إلى ذلك في هذه المباراة السهلة.