باريس سان جيرمان على طريق الثلاثية، هنا خليفة مبابي.. والكرة الذهبية ليست حكرًا على ديمبيلي

يشهد الموسم الجاري عدة بشائر فيما يتعلق بإمكانية تحقيق باريس سان جيرمان للثلاثية في الأيام القادمة، لكنها غير مرتبطة بالنادي العاصمي بشكل خاص.

البشرى الأولى فتخص فوز النادي الأهلي السعودي بلقب دوري أبطال آسيا لأول مرة في تاريخه ولحسن حظه جاء هذا في نسخة النخبة الأولى أيضًا.

هناك بشرى ثانية في فوز كريستال بالاس بكأس الاتحاد الإنجليزي، وهناك أيضًا هاري كين في الدوري الألماني وتوتنهام في الدوري الأوروبي، الأمثلة عديدة ولا يسع المجال لذكرها كلها لكن هل يصبح باريس سان جيرمان أحد هؤلاء الذين يحققوا أي شيء لأول مرة في تاريخيه؟ مع قرب استحقاق نهائي دوري أبطال أوروبا ضد إنتر الإيطالي الذي يجد نفسه مهددًا بموسم صفري رغم أنه كان ينافس على كل شيء قبل أسابيع قليلة.

قد يتغنى البعض بعثمان ديمبيلي أو برادلي باركولا أو أشرف حكيمي وقبل كل هؤلاء لويس إنريكي المدير الفني للنادي العاصمي لكن غالبًا ما يتم نسيان النجم الشاب ديزيري دوي.

صاحب الـ 19 عامًا لا يقل موهبة ولا إبهارًا عن العديد من الأسماء التي تلعب في مستويات احترافية منذ سنوات وقد أثبت ذلك مرارًا وتكرارًا في مباراة ريمس في نهائي الكأس وعلى مدار الموسم بشكل عام.

دوي كان صاحب القرارات الأهم في تلك المباراة، صانعًا الهدف الأول والثاني في أقل من ثلاث دقائق بتمريرتين مميزتين للغاية لبرادلي باركولا.

سيكون لدوي دورًا كبيرًا في نهائي الأبطال بكل تأكيد، ولو حدث وفاز النادي العاصمي باللقب، سيكون لازمًا على الجميع وضع اسم دوي ضمن هؤلاء المرشحين للكرة الذهبية.

أن يتم تقديمك كبديل مبابي في تشكيلة باريس سان جيرمان فهذا حمل يكاد يضاهي في حمله الضغط الذي يجده لامين يامال في المقارنات مع ميسي في برشلونة.

لكن يبدو أن باركولا لا يأبه كثيرًا بالضبط كيامال، ويستمر في تقديم أفضل مستويات بعيدًا عن ضجيج الإعلام وتلك المقارنات التي لا تأتي إلا بالمزيد من المشاكل.

في مواجهة الليلة كانت قرارات باركولات على نفس القدر من الأهمية لتلك التي اتخذها دوي، فتحركه الرائع في الهدف الأول بين مدافعين مما سمح له بالانفراد، وانتظاره حتى يأخذ حارس الخصم خطوة نحو الزاوية اليسرى له وتسديده في الزاوية اليمنى ومنحه لفريقه التقدم بتلك الطريقة لم يكن الأمر الرائع الوحيد الذي قام به.

لاحقًا في الهدف الثاني تحرك باركولا بشكل أكثر من ممتاز ليتلقى هدية كان يعلم جيدًا أن دوي سيمنحها له بمجرد أن رأى زميله يركض في اتجاه منطقة الجزاء، وليختم الشوط الأول بتميز قدم هو الآخر هدية لأشرف حكيمي في كرة الهدف الثالث بتمريرة سحرية وضعت المغربي أمام المرمى.

صحيح أن باريس فاز بنتيجة مريحة إلا أن عثمان ديمبيلي غاب عن المساهمة الفعالة في أهم أهداف المباراة ولم يكن له بصمة حقيقية في تحقيق هذا اللقب.

صحيح أنه كان اللاعب الأهم في الأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم وضد جميع الخصوم وفي مباريات الذهاب والعودة، لكن هذا لا يعني بشكل تلقائي أنه سيحصد الكرة الذهبية فالخصوم كُثر ومنهم من هم من تشكيلة باريس نفسه.

لن نذهب بعيدًا فهناك برادلي باركولا وديزيري دوي ومباراة الليلة خير دليل على أنهما يستحقان المزيد من الإشادة والحصول على الفضل فيما يحاول النادي العاصمي الوصول له.

في الختام، يتضح أن طموح باريس سان جيرمان نحو الثلاثية لا يقتصر على مجرد حصد الألقاب، بل يمتد ليشمل صناعة جيل جديد من النجوم قادر على حمل الراية.

إن تألق لاعبين واعدين بحجم ديزيري دوي وبرادلي باركولا، إلى جانب الجهود الجماعية للفريق، يقدم دليلاً ساطعًا على أن النادي العاصمي يبني للمستقبل بقدر ما يسعى لمجد الحاضر.

ومع اقتراب ساعة الحسم في نهائي دوري الأبطال، يبقى الباب مفتوحًا على مصراعيه ليس فقط أمام تحقيق إنجاز تاريخي، بل أيضًا أمام إعادة تعريف قائمة المرشحين للجوائز الفردية الكبرى، لتشمل أولئك الذين برهنوا على أحقيتهم في الظهور تحت الأضواء، مؤكدين أن الكرة الذهبية وغيرها من التكريمات ليست حكرًا على اسم واحد، مهما بلغت نجوميته.