إسبانيا ضد إنجلترا | الماتادور بطل أوروبا .. ثأر من ساوثجيت والكأس لن تعود للديار يا هاري كين!

وشهد الشوط الأول تحفظًا من قِبل المنتخبين، واعتمد لاعبو إنجلترا على الطريقة الإيطالية، في التماسك الدفاعي والتركيز على منح هجمات الظهيرين لامين يامال ونيكو ويليامز (الذي قدم أفضل أداء في الشوط)، ومن ثمّ شن الهجمات المرتدة، معتمدًا على نقطة ضعف الإسبان في صنع الهجمات من مناطق الأظهرة.

ويمكن تلخيص الشوط الأول، في تسديدة واحدة على المرمى، صنعها فيل فودين في الدقيقة 45+1، أثناء الانفراد في الزاوية اليسرى، داخل منطقة الـ6 ياردة، ليسدد كرة نجح الحارس الإسباني أوناي سيمون في الإمساك بها دون عناء.

وبلغة الأرقام، سدد منتخب إسبانيا 5 كرات، وإنجلترا 3 تسديدات، فيما وجه كلا المنتخبين تسديدة واحدة على المرمى، فيما تفوق الماتادور في الاستحواذ بنسبة 69%، مقابل 31% للأسود الثلاثة.

وتوج نيكو ويليامز، نجم أتلتيك بيلباو، أداءه المتميز خلال الشوط الأول، بعد لحظات من انطلاق الشوط الثاني، وتحديدًا في الدقيقة 47، بعدما قدم لامين يامال تمريرة سحرية إلى ويليامز الذي لم يتردد في استغلال وضعه المنفرد، ليسدد كرة أرضية شقت طريقها نحو الزاوية اليمنى من الشباك.

ووقع ويليامز على الهدف الإسباني الثامن في نهائيات كأس أمم أوروبا، بعد ثنائية بيريدا ومارسيلينو في شباك الاتحاد السوفيتي بنسخة 1964، وفيرناندو توريس أمام ألمانيا في نسخة 2008، ورباعية دافيد سيلفا وخوردي ألبا وتوريس وخوان ماتا في مرمى إيطاليا في نسخة 2012.

وبهدفه الذهبي في المرمى الإنجليزي في الدقيقة 86، تمكن أويارزابال من التوقيع على الهدف التاسع للماتادور في تاريخ نهائيات لا روخا في البطولة الأوروبية.

ظاهرة اعتدنا عليها مع كتيبة المنتخب الإنجليزي في بطولة يورو 2024، لا جديد، أن تكون متأخرًا بهدف، فتعود في اللقاء، بعد إنقاذ بيلينجهام وهدف كين القاتل في سلوفاكيا في دور الـ16، وإبداع ساكا الذي أجبر سويسرا على اللجوء لركلات الترجيح في ربع النهائي، وجزائية كين تتعادل أمام هولندا، ثم تسديدة قاتلة من واتكينز في الدقيقة 90+2، لتقود الأسود الثلاثة إلى النهائي.

وفي النهائي، وبينما كانت كتيبة المدير الفني جاريث ساوثجيت، متأخرة بهدف، لم يحتج البديل بالمر، الذي شارك في الدقيقة 70، بدلًا من ماينو، سوى لثلاث دقائق، ليستغل تمريرة بيلينجهام، ويسدد كرة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، لتسكن الزاوية اليسرى من شباك الحارس سيمون.

ولكن الذي اختلف اليوم، أن عودة إنجلترا لم تسعفها لتحقيق الفوز هذه المباراة، بعدما وقع أويارزابال على هدف الانتصار الإسباني.

وشهد نهائي اليورو، ظاهرة غريبة، من قِبل كلا المدربين دي لا فوينتي وساوثجيت، خلال الشوط الثاني، حيث قرر كل مدرب إخراج قائد منتخب بلاده للتبديل.

وفي الدقيقة 61، نزع قائد إنجلترا، هاري كين، شارته، ليمنحها إلى ديكلان رايس، أثناء تبديله، ليشارك واتكينز بديلًا له، فيما قرر مدرب إسبانيا، دي لا فوينتي، تكرار الأمر في الدقيقة 68، ليمنح ألفارو موراتا شارة القيادة إلى كارباخال، بعد دخول أويارزابال بديلًا.

ونجح المنتخب الإسباني في الثأر من هزيمة سابقة أمام جاريث ساوثجيت، اللاعب وليس المدرب، في مباراة تعود إلى نسخة يورو 1996، وتحديدًا في الدور ربع النهائي، حيث كان ساوثجيت يلعب في مركز قلب الدفاع الأساسي للأسود الثلاثة، في مباراة انتهت بفوز إنجلترا بركلات الترجيح.

وألحقت إسبانيا، الخسارة الأولى لإنجلترا، على الملعب الأولمبي في برلين، بعد 6 مباريات لم يذق فيها الإنجليز طعم الخسارة على مدار تاريخه.

وقدم منتخب إسبانيا، جيلًا ذهبيًا جديدًا، يضم مجموعة من اللاعبين الشباب، مثل نيكو ويليامز (22 عامًا) ولامين يامال (17 عامًا)، تمكنوا من قيادة (لا روخا) للتتويج باللقب في أولى مشاركة في مسيرتهم.

وبقدوم الصغار، يرحل الكبار، فيقرر المخضرم خيسوس نافاس اعتزاله الدولي، بعد مسيرة 15 عامًا مع منتخب إسبانيا، ليرحل متوجًا بلقبه الأوروبي الثاني بعد يورو 2012، وقبلها كأس العالم 2010.

ويواصل الأمير هاري كين، قائد منتخب إنجلترا وهدافه التاريخي، مسيرته دون ألقاب، بعدما قاد بلاده لخسارة اليورو للمرة الثانية على التوالي.

وبعدما كانت الجماهير الإنجليزية تردد "الكأس تعود للديار"، رفض هاري كين تحقيق أمنيتهم، مواصلًا مسيرته الخالية من الألقاب الجماعية على مستوى الأندية أو المنتخب.