"إذلال على طريقة الهلال" .. عندما لا يرحم التاريخ ميلان في ليلة تتويج إنتر باللقب

قبل الديربي الأخير الذي خاضه كمدير فني لنادي ميلان، استسلم ستيفانو بيولي الذي سيرحل بنهاية الموسم الحالي، لـ"قوة" إنتر وأحقيته في التتويج بلقب الدوري الإيطالي في 2023-2024.

بيولي قال في المؤتمر الصحفي قبل ديربي الغضب: "إنتر يستحق اللقب، بما قدّمه في الموسم الحالي؛ لكن.. سأعمل كل ما في وسعي، من أجل أن لا يتوج أمامنا".

لم يكن بيولي على قدر هذه التصريحات؛ حيث فشل في التعامل تكتيكيًا مع خطة الإنتر، في أغلب دقائق المباراة، كما ترك مساحات أمام مهاجمي ولاعبي خط وسط المنافس، مع عدم التضييق عليهم عند التسديد.

ولولا مواصلة مارتينيز، مستواه السيئ مؤخرًا مع النيراتزوري؛ لكانت النتيجة من الممكن أن تكون أكبر من ذلك، حيث أضاع المهاجم الأرجنتيني فرصة غريبة في الشوط الأول؛ عندما سدد الكرة خارج الـ3 خشبات - كما لو كان مدافعًا -، وذلك وهو وجهًا لوجه أمام حارس ميلان، وبدون أي مضايقة دفاعية.

وعندما فكر بيولي، في المغامرة هجوميًا، خلال الدقائق الأخيرة، مع تعديل طريقة اللعب، نجح ميلان في تسجيل هدف تقليص الفارق؛ ما يجعلنا نتساءل: "لماذا لم يفعل ذلك منذ البداية؟!".

بالفوز في ديربي الإثنين؛ يكون إنتر قد حقق سلسلة انتصارات متتالية على ميلان، وصلت إلى 6 مباريات، في كافة المسابقات.

هذه السلسلة التاريخية للإنتر، بدأت في شهر يناير من عام 2023؛ بالفوز (3-0) على ميلان، في نهائي كأس السوبر الإيطالي.

حتى أنه في الدور الأول من مسابقة الدوري الإيطالي 2023-2024، حقق الإنتر فوزًا كبيرًا على ميلان، وبخمسة أهداف مقابل واحد.

وتشبه هذه السلسة؛ ما فعله عملاق الرياض الهلال، في كلاسيكو المملكة الكبير، أمام الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد.

الهلال حقق 6 انتصارات متتالية على الاتحاد في مختلف المسابقات، ولكن جميعها كانت في الموسم الرياضي الحالي 2023-2024؛ من بينها التتويج أمامه بكأس السوبر السعودي.

"19 مقابل 19".. هكذا دخل إنتر وميلان، النسخة الحالية من بطولة الدوري الإيطالي "السيريا أ"؛ وهما متعادلان في عدد الألقاب.

وبتتويجه بلقب النسخة الحالية رسميًا؛ يكون الإنتر قد كسر "التعادل" مع ميلان، في عدد التتويجات بلقب الدوري، ولكن هذه المرة جاءت في مباراة الديربي؛ وذلك في إنجاز تاريخي فريد من نوعه.

ولا يزال إنتر بعيدًا بـ16 لقبًا، عن العملاق يوفنتوس، صاحب الرقم القياسي في عدد التتويجات بمسابقة الدوري الإيطالي "36 مرة".

وبصفة عامة.. تحوّلت السيطرة على لقب الدوري، من مدينة تورينو - حيث يوفنتوس - إلى ميلانو؛ حيث توّج إنتر "مرتين" وميلان "مرة"، في آخر 4 سنوات.

في الميركاتو الصيفي الماضي، تم عرض المهاجم الفرنسي ماركوس تورام، على عددٍ من الأندية الأوروبية؛ وعلى رأسها برشلونة الإسباني.

لكن.. انتهى المطاف بتورام؛ وهو مرتديًا قميص إنتر الإيطالي، قادمًا إليه في صفقة انتقال حر من بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني؛ حيث لم يكن الكثيرون يتوقعون تألقه في الملاعب الإيطالية.

وعلى الرغم من هذه التوقعات؛ إلا أن المهاجم الفرنسي البالغ من العمر 26 سنة، قدّم أداءً جيدًا للغاية وكان عنصرًا مؤثرًا في العديد من المباريات؛ على الرغم من تذبذب مستواه مؤخرًا، بالمقارنة مع البدايات.

هذا التذبذب لا يعني شيء لجماهير الإنتر، التي تدين لماركوس تورام، بالفضل الأكبر في الفوز على ميلان، والتتويج بلقب الدوري أمامه.

تورام سجل هدف الانتصار على ميلان في ديربي الغضب، من تسديدة صاروخية من خارج منطقة الـ18؛ قبل أن يقوم بخلع قميصه بعد إطلاق صافرة النهاية، ووضعه على "راية الركنية" التي تحمل شعار المنافس؛ ليعلن عن نفسه بأهدافه الحاسمة وتصرفاته التي تثير عاطفة المشجعين، كـ"معشوق جديد" لجماهير الإنتر.

كتب سيميوني إنزاجي، المدير الفني لنادي إنتر، تاريخًا شخصيًا؛ بعد التتويج بلقب الدوري، في الموسم الرياضي الحالي 2023-2024.

ويُعد هذا اللقب؛ هو الشخصي الأول في تاريخ إنزاجي التدريبي، ببطولة الدوري الإيطالي "السيريا أ"؛ بعد حصوله على جميع الألقاب المحلية الأخرى.

وتوّج المدير الفني الشاب البالغ من العمر 48 سنة، بلقب كأس إيطاليا "3 مرات"، بالإضافة إلى "5 تتويجات" بالسوبر المحلي، مع ناديي إنتر ولاتسيو.

كما كان سيميوني إنزاجي، قريبًا من الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا؛ عندما قاد إنتر إلى النهائي، في نسخة العام الماضي، قبل الخسارة بهدف مقابل لا شيء، أمام العملاق الإنجليزي مانشستر سيتي.