Argentina v Venezuela - FIFA World Cup 2026 QualifierGetty Images Sport

أين ذهبت حمّى المونديال؟ تخريب جداريات ليونيل ميسي وكأس العالم في الأرجنتين مرة أخرى!

استيقظت مناطق واسعة من الضاحية الغربية للعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، على مشهد صادم أثار جدلًا واسعًا في الشارع الرياضي الأرجنتيني، بعدما تعرضت مجموعة من الجداريات المونديالية المخلدة لتتويج منتخب "التانجو" بكأس العالم 2022 لعمليات تخريب متعمدة، حملت رسائل غاضبة ومباشرة ضد رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، كلاوديو "شيكي" تابيا، ومسؤولين آخرين داخل المنظومة الكروية.

وتزامنت هذه الرسائل مع حالة الاحتقان التي أعقبت خروج فريق ديبورتيفو مورون من مرحلة "الريدوكيدو" المؤهّلة للصعود إلى دوري الدرجة الأولى، إثر خسارته المثيرة للجدل أمام ديبورتيفو مادرين، في سلسلة شهدت أحداثًا تحكيمية مشتعلة، وقرارات أثارت غضب جماهير النادي التي اعتبرت أن فريقها تعرض لظلم واضح.

  • استهداف أيقونات التتويج المونديالي

    وبحسب ما نقلته وكالة Noticias Argentinas، فإن أعمال التخريب طالت جداريات شهيرة تُعد جزءًا من الإرث العاطفي للأرجنتينيين بعد التتويج التاريخي في مونديال قطر 2022، من بينها لوحات ضخمة تُجسّد لحظة رفع ليونيل ميسي لكأس العالم، وأخرى للحارس إيميليانو "ديبو" مارتينيز خلال الاحتفالات التي أعقبت اللقب.

    هذه الجداريات كانت على مدار عامين كاملين رمزًا للفخر الوطني، ومزارًا لمشجعي المنتخب في مختلف أنحاء البلاد، لكن غضب جماهير مورون حوّلها هذه المرة إلى مساحة للاحتجاج وتوجيه الاتهامات.

  • إعلان
  • رسائل تخريبية تحمل اتهامات مباشرة

    الجدران في أكثر من موقع داخل الضاحية الغربية لبوينس آيرس امتلأت بعبارات غاضبة، من بينها:

    "مافيا شيكي"

    "توفيجينو.. عصابة"

    "مورون بلد لا ينسى"

    "أغلى كأس عالم في التاريخ"

    "فاسد"

    وجاءت هذه العبارات كرد فعل على الأحداث التي رافقت مباراة الإياب أمام ديبورتيفو مادرين، والتي اتّسمت بتوتر شديد داخل وخارج الملعب، وشهدت طردًا مثيرًا للشك، إضافة إلى احتجاجات قوية من لاعبي مورون على أداء طاقم التحكيم، ثم تطور الموقف إلى اشتباكات عنيفة عقب صافرة النهاية.

  • أحداث متوترة

    وكانت الشرارة التي فجرت الغضب قد اندلعت مباشرة بعد صافرة نهاية المباراة، حين أكّد لاعبو مورون وأفراد الجهاز الفني أنهم تعرضوا لاعتداءات جسدية من لاعبي الفريق المنافس، إضافة إلى صدامات مع قوات الشرطة داخل الملعب، وهو ما اعتبرته جماهير النادي امتدادًا لسلسلة مظالم تحكيمية بدأت منذ لقاء الذهاب.

    ورغم أن إدارة مورون دعت قبل المباراة إلى "القيام بمراجعة ذاتية" وتقليل الحديث عن التحكيم، فإن الجماهير لم تستطع تجاوز ما حدث داخل الملعب، لتتحول حالة الاحتقان إلى موجة غضب جماعي تُرجمت على شكل رسائل حادة استهدفت الاتحاد الأرجنتيني ورئيسه.

  • الغضب.. من المنصات الرقمية إلى الشارع

    ورغم أن موجة الانتقادات الأولى انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن المشهد هذه المرة خرج من الإطار الافتراضي إلى الشوارع، حيث اختارت بعض الجماهير استهداف الرموز الكروية الوطنية، في خطوة تحمل دلالة رمزية قوية: توجيه رسالة للاتحاد مفادها أن الثقة في المنظومة الرياضية باتت مهزوزة.

    واعتبر متابعون أن استهداف جداريات تتعلق بلحظات تاريخية للكرة الأرجنتينية يُعد تطورًا خطيرًا في أساليب الاحتجاج، خصوصًا وأن تلك الجداريات تُعامل عادة كرموز مقدّسة لدى الجماهير، وليست مجرد رسومات على الجدران.

    وبينما يشتعل الجدل في الضاحية الغربية لبوينس آيرس، تستمر منافسات "الريدوكيدو" المؤدية إلى بطاقة الصعود الثانية إلى دوري الدرجة الأولى. وسيخوض ديبورتيفو مادرين، المستفيد الأكبر من أزمة مورون، نهائي المسابقة أمام إستوديانتس دي ريو كوارتو، حيث تُقام مباراة الذهاب يوم السبت 22 نوفمبر في ريو كوارتو عند الساعة 21:15 بالتوقيت المحلي.

    ورغم أن التركيز الرياضي الآن منصب على النهائي، فإن تداعيات أحداث مورون لا تزال تلقي بظلالها على النقاش العام في الوسط الرياضي، وسط مطالبات بفتح تحقيق رسمي في ملابسات المباراة والتحكيم، إلى جانب دعوات لتهدئة الجماهير وإعادة الأمور إلى نصابها.

    يعكس هذا التصعيد حالة من الغليان العاطفي داخل كرة القدم الأرجنتينية، حيث لا تزال الجماهير تنظر إلى اللعبة باعتبارها جزءًا من الهوية الوطنية، وتتعامل مع أي شبهة ظلم أو خطأ تحكيمي باعتباره قضية تتجاوز حدود المنافسة الرياضية.

    ومع أن الاتحاد الأرجنتيني لم يصدر تعليقًا رسميًا حتى الآن، فإن مراقبين يرون أن تصاعد الغضب إلى درجة تخريب جداريات مونديالية قد يدفع الاتحاد إلى التحرك، سواء بإجراءات تهدئة أو بفتح تحقيق موسّع حول الأحداث التي أشعلت الأزمة.

    وفي الوقت الذي ينتظر فيه الأرجنتينيون ما ستؤول إليه هذه القضية، يبقى المشهد العام دليلاً جديدًا على أن كرة القدم في البلاد ليست مجرد رياضة، بل قوة اجتماعية وسياسية قادرة على خلق حالة غضب جماعي تمتد من المدرجات إلى الشوارع، ومن مواقع التواصل إلى جدران المدينة.