ورغم أن موجة الانتقادات الأولى انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن المشهد هذه المرة خرج من الإطار الافتراضي إلى الشوارع، حيث اختارت بعض الجماهير استهداف الرموز الكروية الوطنية، في خطوة تحمل دلالة رمزية قوية: توجيه رسالة للاتحاد مفادها أن الثقة في المنظومة الرياضية باتت مهزوزة.
واعتبر متابعون أن استهداف جداريات تتعلق بلحظات تاريخية للكرة الأرجنتينية يُعد تطورًا خطيرًا في أساليب الاحتجاج، خصوصًا وأن تلك الجداريات تُعامل عادة كرموز مقدّسة لدى الجماهير، وليست مجرد رسومات على الجدران.
وبينما يشتعل الجدل في الضاحية الغربية لبوينس آيرس، تستمر منافسات "الريدوكيدو" المؤدية إلى بطاقة الصعود الثانية إلى دوري الدرجة الأولى. وسيخوض ديبورتيفو مادرين، المستفيد الأكبر من أزمة مورون، نهائي المسابقة أمام إستوديانتس دي ريو كوارتو، حيث تُقام مباراة الذهاب يوم السبت 22 نوفمبر في ريو كوارتو عند الساعة 21:15 بالتوقيت المحلي.
ورغم أن التركيز الرياضي الآن منصب على النهائي، فإن تداعيات أحداث مورون لا تزال تلقي بظلالها على النقاش العام في الوسط الرياضي، وسط مطالبات بفتح تحقيق رسمي في ملابسات المباراة والتحكيم، إلى جانب دعوات لتهدئة الجماهير وإعادة الأمور إلى نصابها.
يعكس هذا التصعيد حالة من الغليان العاطفي داخل كرة القدم الأرجنتينية، حيث لا تزال الجماهير تنظر إلى اللعبة باعتبارها جزءًا من الهوية الوطنية، وتتعامل مع أي شبهة ظلم أو خطأ تحكيمي باعتباره قضية تتجاوز حدود المنافسة الرياضية.
ومع أن الاتحاد الأرجنتيني لم يصدر تعليقًا رسميًا حتى الآن، فإن مراقبين يرون أن تصاعد الغضب إلى درجة تخريب جداريات مونديالية قد يدفع الاتحاد إلى التحرك، سواء بإجراءات تهدئة أو بفتح تحقيق موسّع حول الأحداث التي أشعلت الأزمة.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الأرجنتينيون ما ستؤول إليه هذه القضية، يبقى المشهد العام دليلاً جديدًا على أن كرة القدم في البلاد ليست مجرد رياضة، بل قوة اجتماعية وسياسية قادرة على خلق حالة غضب جماعي تمتد من المدرجات إلى الشوارع، ومن مواقع التواصل إلى جدران المدينة.