أوسيمين الحل .. النسور ومعادلة الإطاحة بالأفيال في نهائي إفريقيا!

لم يكن متوقع أن يصل المنتخب النيجيري لنهائي بطولة كأس الأمم الإفريقية، فقبل ثلاثة أشهر فقط افتتح فريق بيسيرو، مشواره في تصفيات كأس العالم 2026 بتعادلين مخيبين للآمال بنتيجة 1-1 أمام منتخبي ليسوتو وزيمبابوي.

وتسببت هذه النتائج في زيادة الضغط على مدرب بورتو وسبورتنج لشبونة السابق بيسيرو، الذي كان يقترب من الإقالة، وتعرض المدرب البرتغالي لانتقادات عنيفة ومستمرة بسبب الأداء البطيء للمنتخب النيجيري واختياراته وكان اتحاد الكرة يكافح لمنحه راتبه البالغ 70 ألف دولار شهريًا.

ودافع حارس مرمى نيجيريا السابق بيتر روفاي، عن بيسيرو، بعد التعادل مع زيمبابوي، وقال "لبي بي سي سبورت": "يمكنهم أن يفاجئونا فكرة القدم رياضة مجنونة، وأعتقد أنه لا يزال بإمكانهم تغيير الأمور وإسعاد النيجيريين".

وخسر منتخب نيجيريا 2-0 أمام غينيا في المباراة الودية الوحيدة قبل انطلاق كأس الأمم الإفريقية 2023، لكن بيسيرو لم يكن قلقًا على الفريق، وقال للصحفيين: "أنا أؤمن باللاعبين وكل فريق لديه جودة في مراكز معينة ومهمتي هي إيجاد التوازن".

سقط منتخب نيجيريا في فخ التعادل بنتيجة 1-1 ضد غينيا الاستوائية في المباراة الافتتاحية لدور المجموعات بكأس الأمم الإفريقية، وكان المنتخب النيجيري متأخرًا في نتيجة المباراة منذ الدقيقة 36 من الشوط الأول لكن أوسيمين، سجل هدف التعادل مباشرًة في بداية الشوط الثاني.

ولم تعبر النتيجة عن مستوى منتخب نيجيريا الذي سيطر على المباراة وسدد 19 كرة سبع منها على المرمى، وفاز النسور في مباراتهم الثانية على أصحاب الأرض منتخب كوت ديفوار بنتيجة 1-0 وغينيا بيساو بنفس النتيجة، ليحجزوا مكانهم في دور الـ16.

وعانى فريق نيجيريا، هجوميًا وقال المدرب البرتغالي: "نعلم مسؤوليتنا، ويجب أن نظهر ذلك في الملعب بأداء أفضل"، ونجح بيسيرو، في تحفيز لاعبيه وحققوا فوزًا غاليًا على الكاميرون بنتيجة 2-0 في دور الـ16، بفضل نجم الفريق لوكمان وتألقوا دفاعيًا أيضًا.

وتألق لوكمان، مجددًا في مباراة ربع النهائي ضد أنجولا، وسجل هدف الفوز في الدقيقة 41، وتأهل المنتخب النيجيري لنصف النهائي لمواجهة جنوب أفريقيا ونجحوا في الانتصار عليهم والوصول لنهائي إفريقيا 2023.

وفقًا للإحصائيات قد يعتقد البعض أن أوسيمين، يقدم بطولة سيئة حتى الآن فقد شارك نجم نابولي في أربع مباريات ولم يسجل أي أهداف، لكن ضغطه المستمر هو الذي قاد نيجيريا إلى نهائي البطولة.

ويلعب أوسيمين، لصالح فريقه وقال بيسيرو، عن مساهمة اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً بعد الفوز على الكاميرون: "لم يسجل، لكنه قدم مباراة رائعة وليس من السهل إيقافه واسأل مدافعي الخصم عن مدى معاناتهم لا يمكن لأحد أن يفوز بمباراة بمفرده، ويجب على الجميع أن يلعبوا، وهو مثال جيد".

ويبدأ دفاع نيجيريا بأوسيمين، وساعدت جودته في تفوق الفريق ويعتبر نجم نابولى أكثر من مجرد هداف فهو مهاجم متكامل، وليس من المفاجئ أن يكون أوسيمين، على رادار عمالقة الدوري الإنجليزي مثل مانشستر يونايتد وآرسنال وتشيلسي، لأن أسلوبه يتناسب مع كرة القدم الإنجليزية وربما لم يصل إلى أعلى مستوياته في كأس الأمم الإفريقية حتى الآن، ولكن هذا لا يقلل من إمكانياته.

قبل حوالي أربع سنوات، كان لوكمان، المولود في واندسوورث يلعب مع منتخب إنجلترا تحت 19 عامًا و 21 عامًا، وكان الجمهور في جميع أنحاء أوروبا يهتمون به وبعروضه الرائعة مع فريق لايبزيج.

ولكن تراجع أدائه وعاد إلى الدوري الإنجليزي على سبيل الإعارة لفريق فولهام، وكان يكافح من أجل تقديم مستوى ثابت في بطولة أكثر تنافسية، وواجه لوكمان، نفس المشكلة خلال فترته المؤقتة الأخرى في ليستر سيتي، وتلاشت أحلامه في استدعاء منتخب إنجلترا الأول له، وحصل على طلب لتمثيل المنتخب النيجيري في فبراير 2022، وبعد ستة أشهر انتقل بشكل دائم إلى فريق أتالانتا في الدوري الإيطالي، وتمكن من استعادة تألقه.

وأصبح لوكمان، من أفضل الأجنحة في كرة القدم الإيطالية خلال الموسمين الماضيين، حيث سجل 29 هدفًا في 49 مباراة، وقد استمر على ذلك المستوى خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية.

وقال لوكمان، بعد مباراة أنجولا: "أشعر بالضغط عند ارتداء هذا القميص ولكن أنا فخور بذلك وبتحمل هذه المسؤولية".

وقد يكون أوسيمين، هو تعويذة نيجيريا، لكن لوكمان، هو اليد اليمنى له وإذا تمكن من الاستمرار على ذلك المستوى فهناك فرصة كبيرة لعودة الأندية الإنجليزية الكبرى إلى الاهتمام به مجددًا.

كانت إحدى أكبر مشاكل نيجيريا في السنوات الأخيرة هي محاولة التعاقد مع حراس مرمى من خارج الدوريات المحلية في إفريقيا، وأثار قرار بيسيرو، وثقته في الحارس ستانلى نوابالي، الذي يلعب حاليًا لفريق تشيبا يونايتد الجنوب إفريقي جدلًا كبيرًا وقلق بين الجماهير.

وتم التركيز مع اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا في البداية باعتباره نقطة الضعف لنيجيريا في كأس الأمم الإفريقية، لكنه أسكت كل المشككين وتألق وقدم مستويات رائعة وبعد الفوز في دور الثمانية على أنجولا، أصبح نوابالي، أول حارس مرمى لفريق محلى يخرج أربع مرات بشباك نظيفة في بطولة كبرى منذ عام 1990.

وقال نوابالي، الشهر الماضي: "أنا معجب فقط بمانويل نوير، لقد كان قدوة لي وأحب الطريقة التي يلعب بها، وثقته وقيادته إنه الشخص الوحيد الذي أتطلع للوصول إليه".

ساعد نوابالي، دفاع نيجيريا على التألق بقيادة باوك ويليام وتروست إيكونج، اللاعب البالغ من العمر 30 عامًا وقال إيكونج، بعد مباراة الدور ربع النهائي: "أنا أؤمن بعقلية هذا الفريق، والروح القتالية، وهذا هو الشيء الذي سيجعلنا أبطالًا وثقتنا تتزايد مباراة بعد مباراة".

وأضاف سيمى أجايي لاعب خط وسط وست بروميتش، الذي لعب مع آرسنال لبعض الوقت: "أعتقد أن جمال هذا الفريق هو أننا نمتلك الكثير من الأسلحة ولا يمكنك التركيز على لاعب واحد لأن لدينا الكثير من النجوم القادرة على خلق الفرص وتسجيل الأهداف، لقد جئنا إلى هنا للفوز".

إن مشوار منتخب نيجيريا حتى الآن في البطولة الإفريقية مثالى في ظل غياب العديد من نجومه عنه، وكان هناك ضجة كبيرة قبل البطولة بسبب فيتور بونيفاس، نجم فريق باير ليفركوزن.

وسجل اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا 16 هدفًا وصنع ثمانية في 23 مباراة مع ليفركوزن في النصف الأول من الموسم، لكن تم استبعاده من البطولة بعد تعرضه لإصابة خطيرة في معسكر منتخب نيجيريا.

كما تعرض لاعب خط وسط ليستر سيتي ويلفريد نديدي، لإصابة قوية وتم ضم الحسن يوسف لاعب رويال أنتويرب كبديلًا له، وخسر المنتخب النيجيري أيضًا مهاجم ليفربول السابق تايو أوونيي، بعد أن اضطر إلى الخضوع لعملية جراحية بسبب مشكلة في الفخذ في نوفمبر وكان اللاعب متألقًا في بداية الموسم بالدوري الإنجليزي مع فريق نوتنجهام فورست وسجل خمسة أهداف في 12 مباراة.

ومن المقرر أن يعودوا النجوم الثلاثة عندما يستأنف منتخب نيجيريا مشواره في تصفيات كأس العالم 2026 ويتمتع بيسيرو بثروات هجومية، ولا يوجد فريق إفريقي آخر يمكنه مجاراة النسور من حيث القوة والعمق في الوقت الحالي.

والفوز باللقب الرابع لكأس الأمم الإفريقية سيكون بمثابة تأكيد لعودة نيجيريا إلى القمة، وسيمنحهم الثقة اللازم للتأهل إلى كأس العالم 2026.