أهدأ فترة انتقالات في التاريخ!.. لماذا ترفض الأندية الإنفاق بشهر يناير؟

إن إنفاق الأندية الأوروبية في هذا الشهر جاء كنتيجة مباشرة لهيمنة الدوري الإنجليزي على البث والإيرادات التجارية.

وخلال انتقالات الصيف السابقتيين، تم كسر الرقم القياسي للإنفاق الصيفي في الدوري الإنجليزي مرتين وفي عام 2022، تم توزيع ما يقرب من 2 مليار جنيه إسترليني للأندية العشرين، وفي هذا الصيف تم تجاوز هذا الرقم القياسي مرة أخرى، حيث وصل الإنفاق إلى مبلغ 2.4 مليار جنيه استرليني.

وحتى مع ارتفاع الإيرادات بشكل كبير مما يعوض ما حدث بعد الوباء، فإن أندية الدوري الإنجليزي ترفض السقوط، وبقية فرق أوروبا تحلم بتحمل الأموال ورسوم الانتقالات المطلوبة في إنجلترا وتناضل من أجل ذلك لتحقيق أهدافها.

ربما كانت أندية الدوري الإنجليزي في الماضي تخاطر بالإنفاق بما يتجاوز إمكاناتها في السعي لتحقيق تعزيزات اقتصادية في المستقبل، مثل المشاركة في دوري أبطال أوروبا أو تجنب الهبوط، ولكن مع تهديدات حكومة المملكة المتحدة وجلب هيئة تنظيمية مستقلة لكرة القدم، بدأ الدوري الإنجليزي أخيرًا في تطبيق قواعد اللعب المالى النظيف.

وتعرض إيفرتون في شهر نوفمبر الماضي لعقوبة بخصم 10 نقاط من رصيده لخرقهم قواعد اللعب المالى النظيف، وهو ليس النادي الوحيد فينتظر نادى نوتنجهام فورست أيضًا العقوبة بسبب انتهاكه اللوائح، في حين أنه يوجد 115 تهمة معلقة حاليًا ضد مانشستر سيتي.

هذه الأحداث جعلت بقية فرق الدوري الإنجليزي قلقة من الإنفاق وقال الرئيس التنفيذي لنادى نيوكاسل دارين إيلز، عندما سجل النادي خسارة سنوية تقدر بنحو 73.4 مليون جنيه إسترليني في وقت سابق من هذا الشهر: "الحقيقة أن عقوبة إيفرتون أظهرت قوة النظام الجديد في الدوري وأعتقد أن هذا هو الشيء الذي ربما ركز الكثير عليه".

وتنص قواعد اللعب المالي النظيف على أنه لا يمكن لأى نادً تكبد خسائر تزيد عن 105 ملايين جنيه إسترليني على مدى ثلاث سنوات، وفي جميع أنحاء أوروبا هناك عدد كبير من الأندية تعاني من مشاكل مالية مثل برشلونة وإنتر الذي لديه ديون تبلغ حوالي 700 مليون جنيه إسترليني.

بسبب الجمود الاقتصادي في أوروبا تأمل بعض الأندية أن تتمكن السعودية من مساعدتهم كما فعلت في الصيف من خلال صفقات انتقالات غيرت الكثير.

وقال ستيفن جيرارد، مدرب فريق الاتفاق بعد تراجع نتائج فريقه: " نحن بحاجة إلى أن نظهر في هذه النافذة، وكذلك في الفترة الصيفية، أننا نريد أن نكون قادرين على المنافسة في الدوري وليس ما نحن فيه الآن، ونأمل أن نتمكن من إجراء تغييرات كبيرة على الفريق وأن نرى في نهاية شهر يناير فريقًا مختلفًا وأقوى وأكثر تنافسية".

ورغم رحيل جوردان هندرسون، هذا الشهر كان الاتفاق هادئًا بشكل غريب في سوق الانتقالات، وهو ما يعكس اتجاه الدوري السعودي حاليًا حيث يُسمح لأندية الدوري السعودي حاليًا بثمانية لاعبين أجانب فقط بعد الانتقالات الصيفية، واضطر الهلال إلى إلغاء تسجيل نيمار المصاب للتعاقد مع رينان لودي من مارسيليا.

وتستعد فرق الدوري السعودي لصيف كبير آخر، خاصة أن نجوم الدوري الإنجليزي كاسيميرو ومحمد صلاح مستعدين للرحيل.

ولكن رحيل هندرسون، والتقارير المنتشرة عن غضب لاعبين آخرين مثل إيمريك لابورت وكريم بنزيما، يهدد بفشل المشروع السعودي.

واكتفت الأندية السعودية بالصفقات المحلية فيما بينها، حيث نجح الاتحاد في ضم فواز الصقور لاعب نادي الشباب، وضم الاتفاق 3 لاعبين من النصر وهم الإيفواري سيكو فوفانا بالإضافة إلى الثنائي المحلي عبد الله مادو وخالد الغنام.

ويبقى نادي الهلال هو الفريق الوحيد الذي أتم صفقة أجنبية بين أندية صندوق الاستثمارات العامة، بعدما ضم الظهير الأيسر البرازيلي رينان لودي لاعب مارسيليا الفرنسي.

وأتم نادي النصر صفقة آسيوية من أجل الاستفادة منها في بطولة دوري أبطال آسيا، بالتعاقد مع الظهير الأيسر الأسترالي عزيز بيهيتش.

يمكن تفسير هدوء الانتقالات الشتوية الجارية إلى عوامل أخرى غير الأموال مثل عدم توفر لاعبين مناسبين واقتناع بعض الفرق بلاعبيها مثل ميكيل أرتيتا، الذي يرفض ضم مهاجمين رغم معاناته.

ويتصدر إيفان توني، قائمة المطلوبين هذا الشتاء لكن سعره الضخم المقدر بنحو 100 مليون جنيه إسترليني مثل فيكتور أوسيمين، الذي يتجاوز شرطه الجزائي 100 مليون جنيه إسترليني، يجعل ضمهم مستحيلًا.

وفي إسبانيا، يريد برشلونة ضم لاعب خط وسط ولكن قدرتهم الشرائية الحالية تجعل التعاقد مع لاعب مميز أمرًا شبه مستحيل، ويكافح باريس سان جيرمان، أيضًا من أجل ضم ظهير أيسر مناسب لتغطية نونو مينديز.

وحتى فرق قاع الدوري الإنجليزي، التى تحاول التعاقد مع بعض الصفقات للهروب من الهبوط هادئة هذا الشتاء بشكل غريب.

وضم شيفيلد يونايتد بن بريريتون دياز، فقط على سبيل الإعارة من فياريال، لأن الاستثمار الكبير قد يعرض النادي لمخاطر مالية غير ضرورية ويختار لوتون وبيرنلي أيضًا الحكمة الاقتصادية.

وكان فريق لوتون في الموسم الماضي متقدمًا جدًا وتعاقد مع المدرب روب إدواردز، مثل فريق بيرنلي حيث أثبت فينسنت كومباني، نفسه كمدرب بارع الموسم الماضي وهذا لا يعني أن هذه الأندية لا تحاول أن تنافس فلا يزال بإمكان الثلاثة النجاة من الهبوط، وإذا فعلوا ذلك فسوف يجنون فوائد عدم الشراء في شهر يناير.

تقترب عقود بعض النجوم من النهاية في الصيف القادم وعلى رأس القائمة كيليان مبابي، الذي بعد سنوات كثيرة من التكهنات والغموض يبدو أخيرًا أنه سيرحل عن باريس سان جيرمان في نهاية الموسم.

وسيحظى نجم فرنسا بشهر يناير هادئ من أجل أن يكون في أفضل مكان بالصيف القادم، وهناك أيضًا مجموعة كبيرة من أفضل المواهب تقترب عقودهم من النهاية في الصيف ويلعب معظمهم مع بايرن ميونخ، الأمر الذي يثير إحباط هاري كين، حيث أصبح مستقبل ليروي ساني وجوشوا كيميتش وألفونسو ديفيس وتوماس مولر غامضًا.

ونفس الأمر ينطبق على نجم ليفربول محمد صلاح، ولاعب السيتي كيفين دي بروينه ونجم يوفنتوس فيديريكو كييزا، وكذلك سون هيونج مين.

لذلك تفكر الأندية في سبب انتفاقهم للوقت والمال هذا الشتاء، رغم أنهم يمكنهم الانتظار حتى تنتهى عقود أفضل اللاعبين بالصيف القادم ويكون التفاوض أسهل.

كل ما سبق لا يعني أن فترة الانتقالات لشهر يناير ستكون مضمونة، ولا يزال هناك يومين لبعض الصفقات التى قد تجذب الاهتمام.

ويشعر كريستال بالاس بالقلق بسبب مستواه السيئ مؤخرًا وقد يتعاقد مع إيدي نكيتيا، مما يمنح آرسنال الأموال اللازمة لملاحقة مهاجم، وتعد عودة جادون سانشو، إلى بوروسيا دورتموند أمرًا جيدًا كما هو الحال مع احتمال انتقال كالفن فيليبس، إلى وست هام، وقد ينتقل بجيو رينا، إلى الدوري الإنجليزي لفريق نوتنجهام فورست.