حضور سعودي وغياب الأبطال واختيارات صعبة .. تشكيل أمم إفريقيا 2023 المثالي

الاختيار كان صعباً بين حارس ماميلودي صان داونز المخضرم ونظيره في نيجيريا ستانلي نوابالي الذي ينشط أيضاً في جنوب إفريقيا مع تشيبا يونايتد.

ولكن الحارس الجنوب إفريقي يستحق الأفضلية عطفاً على الإنجاز الهائل الذي حققه في ربع النهائي ضد الرأس الأخضر بتصديه لأربع ركلات ترجيحية في سابقة تاريخية، وحفاظه على نظافة شباكه في خمس مباريات بمشوار "الأولاد" نحو نصف النهائي.

تألق منتخب الكونغو الديمقراطية ككل، وظهر نجومه الألمع في حالة مميزة في الكوت ديفوار 2024، وموسواكو كان أحد هؤلاء.

ظهير بشكتاش كان دائم المساهمة الهجومية كما اعتاد عليه جمهور البريميرليج من فترته المميزة مع وست هام، وهدفه ضد غينيا من الكرة الثابتة يعد من روائع البطولة.

ظهور آخر لمحاربي الكونغو في الخط الخلفي للتشكيل المثالي عبر نجم مارسيليا الذي أثار الجدل باشتباكه مع مدرب المغرب وليد الركراكي، ولكن قائد "الفهود" كان على مستوى الحدث، ولم يتألق فقط دفاعياً وعلى مستوى القيادة بشخصيته نافذة الحضور، ولكن بالتسجيل أيضاً كما فعل ضد غينيا.

قائد آخر يحضر في تشيكلنا وهو مدافع النسور النيجيرية ويليام تروس إيكونج الذي شكك البعض في اختياره في ظل تراجع مسيرته واتجاهه نحو اليونان مؤخراً، ولكن تتويجه بجائزة أفضل لاعب في البطولة هو أفضل رد.

أثبت إيكونج أنه قائد حقيقي لتشكيل من النجوم بحاجة لعقل راجح في أرضية الميدان، وكون ثنائية دفاعية مميزة مع كالفين باسي، والهدوء الذي تمتع به في تنفيذ ركلات الجزاء برر اختياره من جوزيه بيسيرو، وليس فيكتور أوسيمين، لتنفيذها.

قدمت مالي بطولة مميزة ببلوغ ربع النهائي والخروج بهدف في الدقيقة 121 ضد أصحاب الأرض، وأحد أبرز لاعبيها كان لاعب ريال سوسييداد والقائد تراوري رغم طرده في نفس اللقاء، ولكن كان رقماً صعباً دفاعياً للخصوم، وقدم الإضافة هجومياً بعرضياته وانطلاقاته.

خارج الملعب وداخله شغل الإيفواري الأذهان، صفقة رحيله عن النصر باتجاه الاتفاق حيرت الكثيرون في ظل تألقه الكبير في موطنه مع منتخب بلاده، حتى عندما كان يعاني في دور المجموعات وعلى وشك الخروج، كان فوفانا النقطة المضيئة بانطلاقاته الهجومية وتسديداته الصاروخية، أبرزها تلك التي عنونت افتتاح مشوار البطولة في اللقاء الأول.

ممثل آخر للأولاد وصن داونز هو متوسط الميدان "الهادئ" في تشكيل ستيف بروس، والذي يلعب دور منفذ أفكاره في أرضية الميدان، ورمانة الميزان التي تؤمن الحماية الدفاعية لأحد أفضل الفرق من حيث عدم استقبال الأهداف في البطولة، ومحطة للانطلاق لهجمات الفريق.

"أوكوشا الصغير" يمتلك بالفعل زخم كبير بفضل مشواره الاحترافي المميز في إنجلترا، ولكن كان دائماً محط الانتقاد لعدم تقديمه عروضاً مشابهة مع بلاده.

نجح إيوبي في أن يكون العقل المدبر والممول لخط الهجوم النيجيري الناري الذي ربما لم يسجل كثيراً، ولكن بفضل تمريرات وكرات إيوبي الذكبية عرف كيف يصل في الوقت المناسب للمرمى، ويتحكم بإيقاع المباريات، وتراجع مستواه وخضوعه للرقابة اللصيقة في النهائي كلف بلاده غالياً.

أحد المفاجآت السارة لأمم إفريقيا هو هدافها الغيني الإستوائي الذي بعمر 34 عاماً وهو يلعب في الدرجة الثالثة الإسبانية صنع الحدث.

قدمت غينيا الإستوائية كرة قدم ممتعة وحققت الإنجاز بتصدر مجموعة تضم طرفي النهائي، وسحقت الكوت ديفوار برباعية، وأهداف نسوي الخمسة كانت عاملاً مهماً في تحقيق هذا المشوار الخيالي للبلد الصغير كروياً.

كان الاختيار صعباً بين الثنائي الأنجولي جيلسون دالا ومابولولو، ولكن هداف الدوري المصري والاتحاد رغم أنه سجل ثلاثة مقابل أربعة لدالا، ولكن أهدافه كانت أكثر حسماً، وأهما ضد الجزائر وبوركينا فاسو الذان أمنا التأهل للدور المقبل، وبالطبع، رائعته ضد ناميبيا.

كما هو الحال بين مابولولو ودالا، كان كذلك بين أوسيمين ومواطنه أديمولا لوكمان صاحب الأهداف الثلاثة، ولكن تأثير الأفضل في إفريقيا على نسور نيجيريا والبطولة ككل كان أكبر.

قبل النهائي، سجل نجم نابولي هدفاً وحيداً، ولكن ساهم في صناعة ثلاثة واحتساب ركلتي جزاء لفريقه، ورغم معاناته من المرضي قبل النصف النهائي، تعافى سريعاً وتحامل على نفسه ليشارك ويقود بلاده للمباراة الختامية. لاعب البطولة بلا شك، وإن كان الفارق طفيف مع فوفانا.

كما ذكرنا، نوابيلي ولوكمان من نيجيريا كانا يستحقان التشكيل الأساسي لولا أحقية ويليامز وأوسيمين، ونفس الوضع مع دالا من أنجولا.

ورغم وداع مصر المبكر ولكن مصطفى محمد كان أحد هدافي البطولة بأربعة أهداف وأفضل لاعبي الفراعنة، كذلك مهاجم الكونغو ويسا ظهر بمستويات كبيرة، ومتوسط ميدان غينيا الإستوائية جوزيه ماتشين كان من المفاجآت السارة بمهاراته وتمريراته، وكذلك الهداف المالي لاسين سينايوكو صاحب الثلاثة أهداف، ومدافع جنوب إفريقيا الصلب موتوبي مفالا يستحق الذكر، وكذلك أولي آينا من نيجيريا، وسيمون أدينجرا الذي بظهوره مع أصحاب الأرض تغيرت حظوظ كوت ديفوار.