GFX Marc Andre ter Stegen HIC 2:1Getty Images / GOAL

أسوأ من 10 فيجو و20 نيمار.. تير شتيجن خنجر مسموم في ظهر برشلونة لأكثر من 10 سنوات!

في تاريخ الغضب الكتالوني، يحتل لويس فيجو ونيمار جونيور مكانة خاصة، الأول خان الشعار برحيله المباشر إلى الغريم الأزلي، والثاني لاحق بريق المال والمجد الشخصي، وكلاهما ترك جرحًا غائرًا في كبرياء برشلونة.

لكن هناك أضرارًا لا تأتي من طعنة واحدة مدوية، بل من تآكل بطيء ومستمر من الداخل، من خنجر مسموم يُترك في الظهر لسنوات.

هذا هو الدور الذي يمكن القول إن مارك أندريه تير شتيجن أتقنه ببراعة، ليصبح تأثيره التراكمي على النادي، من وجهة نظر الكثيرين، ضررًا هيكليًا أعمق وأكثر تعقيدًا، وهذا الكلام يأتيكم من أحد مشجعي برشلونة الذين أخلصوا طيلة عقدين من الزمان وتابعوا النادي شرقًا وغربًا، وشعر بوخز ذلك الخنجر في ظهره طيلة عقد كامل!

  • FBL-CONFED-CUP-MATCH16-CHI-GERAFP

    "الأنا" أولًا.. صراع السلطة المبكر

    منذ أيامه الأولى في 2014، رسم تير شتيجن مساره كلاعب يضع "الأنا" فوق كل اعتبار.

    لم يرضَ بدور الحارس الثاني خلف كلاوديو برافو الأكثر خبرة آنذاك، وبدلاً من المنافسة الشريفة، أدار معركة إعلامية ونفسية انتهت بوضعه النادي أمام خيار واضح: "إما أنا أو هو".

    أجبر إدارة لويس إنريكي على التخلي عن الحارس التشيلي بطل الكوبا أميركا، ليؤسس سابقة خطيرة: رغبات تير شتيجن هي أوامر، حتى لو كان الثمن هو استقرار الفريق.

  • إعلان
  • Marc Andre ter Stegen Lionel Messi Barcelona 2015Getty Images

    عقبة مالية وشبح ميسي

    هذه الأنانية تبلورت في علاقته المتوترة مع أسطورة النادي ليونيل ميسي، فالتقارير عن شجارهما الحاد في التدريبات لم تكن مجرد إشاعات عابرة، بل كشفت عن صدع في غرفة الملابس.

    الأهم من ذلك، تجلى تأثيره المالي المدمر، ففي ذروة الأزمة الاقتصادية للنادي، وبينما كانت الإدارة تقاتل لتخفيض فاتورة الأجور لتسجيل ميسي، وقف تير شتيجن كعقبة كبرى.

    راتبه الضخم والمؤجل أصبح عبئًا خانقًا على ميزانية النادي، وتصلبه في المفاوضات ساهم بشكل مباشر في تعقيد أي محاولة لتدعيم الفريق، وعلى رأسها تسجيل ميسي الذي كان يتطلب مرونة مالية من الجميع، لقد كان، بقراراته المالية، أحد المسامير في نعش حلم بقاء ليو.

  • Marc-Andre ter StegenGetty Images

    من جدار برلين إلى نقطة ضعف

    فنيًا، تحول الحارس الذي كان يُعرف بلعبه الممتاز بالقدمين إلى مصدر خطر دائم، فميزته الفريدة أصبحت لعنته. تمريراته المحفوفة بالمخاطر في مناطق حساسة كلفت الفريق أهدافًا لا حصر لها، وورطت المدافعين في مواقف مستحيلة.

    لم يعد حارسًا موثوقًا، بل أصبح لاعبًا يمكن استدراجه لارتكاب الأخطاء، أما على خط المرمى، فذاكرة الجماهير مثقلة بلحظات انهياره.

    هدف ديفوك أوريجي في أنفيلد 2019، حيث كان شارد الذهن تمامًا، هو الرمز الأبدي لسقوطه، والأهداف الساذجة من تسديدات بعيدة، وتراجعه في مواجهات الرجل لرجل، كلها مشاهد متكررة تؤكد أنه لم يعد ذلك الجدار المنيع، بل مجرد حارس متوسط في أيامه السيئة، وهي كثيرة.

  • GFX Marc-Andre ter Stegen Hansi FlickGetty/GOAL

    التمرد الأخير.. تحدي سلطة فليك والنادي

    الفصل الأخير من تمرده يتكشف الآن بشكل فج تحت قيادة هانز فليك، فبعد عودته من الإصابة، وفي وقت كان فيه الحارس فويتشيك شتشيسني يقدم أداءً مستقرًا، لم يتردد في ممارسة ضغط علني عبر الإعلام لاستعادة مكانه في وقت حساس للغاية من الموسم، مُصدرًا التوتر للفريق ومدربه الجديد.

    ثم جاءت ذروة استهتاره حين رفض، كقائد للفريق، إلقاء كلمة للجماهير خلال احتفالات نهاية الموسم، في لقطة كشفت عن حجم انفصاله عن النادي وقيمه.

    الطامة الكبرى كانت قراره المنفرد بإعلان خضوعه لجراحة وتحديد موعد عودته بشكل وصفته الصحافة في كتالونيا بغير الواقعي، دون أي تنسيق مع فليك أو الإدارة الرياضية، في تحدٍ صريح لسلطة النادي ورسالة واضحة مفادها: "أنا أقرر، وليس برشلونة"، ليضرب خطط برشلونة في تسجيل بديله جوان جارسيا، حيث كان النادي يسعى لاستغلال طول فترة غيابه التي قد تقدر بأربعة أشهر أو أكثر لتفعيل قانون يسمح لهم بتسجيل لاعب آخر بقيمة 80% من راتبه، لكن شتيجن أعلن أنه سيغيب لثلاثة أشهر فقط.

  • ter Stegen FlickImago Images

    بيت القصيد

    في الختام، بينما رحل فيجو ونيمار وكانت خيانتهما حادة ومؤلمة كالبتر، لكنها واضحة ومحددة، فإن تير شتيجن بقي لسنوات، ينخر في هيكل النادي المالي، ويزرع التوتر في غرفة الملابس، ويخذل الفريق في اللحظات الحاسمة، ويتحدى سلطة الإدارة علنًا.

    إنه الضرر البطيء والمستمر الذي كلف برشلونة أكثر بكثير من مجرد أموال أو صفقة انتقال، لقد كلفه جزءًا من روحه واستقراره.