Barcelona HIC 2-1GOAL

أتلتيكو مدريد وبرشلونة | فليك يعيد تعريف الجنون رغم مصائب نجوم الفريق الكتالوني!

في ليلة كروية لا تُنسى على أرضية ملعب متروبوليتانو، خطف برشلونة فوزًا ثمينًا ومثيرًا من أنياب مضيفه أتلتيكو مدريد بأربعة أهداف لهدفين في قمة مباريات الدوري الإسباني.

لم يكن هذا الانتصار مجرد ثلاث نقاط تضاف إلى رصيد الفريق الكتالوني، بل كان بمثابة إعلان قوي عن طموحاته في المنافسة على اللقب، حيث قفز بالبلوجرانا إلى صدارة جدول الترتيب.

المباراة بدت في طريقها نحو فوز سهل لأصحاب الأرض بعد أن تقدموا بهدفين نظيفين، مما أثار قلق جماهير برشلونة وتساؤلات حول قدرة الفريق على العودة في ظل قوة وصلابة دفاعات الأتلتي.

إلا أن كتيبة المدرب هانز فليك أبت أن تستسلم، وقدمت في الربع ساعة الأخير من اللقاء ملحمة كروية حقيقية تمكنت خلالها من قلب الطاولة وتسجيل أربعة أهداف متتالية، محولة الخسارة إلى فوز دراماتيكي.

هذا الانتصار المذهل لم يعزز فقط حظوظ برشلونة في التتويج باللقب، بل أكد أيضًا على الروح القتالية العالية التي يتمتع بها الفريق وقدرته على تجاوز أصعب الظروف، وكسر شوكة أتلتيكو مدريد أخيرًا بعد مباراتين خسر فيهم وتعادل برشلونة على أرضه.

كيف قلب برشلونة تأخره لفوز؟ وما السبب في هذا التأخر بهذا الشكل من الأساس؟ هذا ما نستعرضه فيما يلي:

  • FBL-ESP-LIGA-ATLETICO MADRID-BARCELONAAFP

    لامين أحبط جماهير برشلونة

    كان الشوط الأول من المباراة بالنسبة للامين يامال بمثابة خيبة أمل واضحة لجماهير فريقه، فبالرغم من الآمال المعلقة عليه كموهبة صاعدة قادرة على صناعة الفارق، ظهر اللاعب الشاب بعيدًا كل البعد عن مستواه المعهود.

    تجلى ذلك بشكل خاص في فقدانه المتكرر للكرة في مناطق حساسة من الملعب، حيث ارتكب هذا الخطأ تسع مرات كاملة خلال الخمس والأربعين دقيقة الأولى فقط، مما أتاح لأتلتيكو مدريد استعادة الاستحواذ وشن هجمات مرتدة خطيرة.

    ولكن اللحظة الأكثر إثارة للقلق كانت إضاعته لفرصة هدف محقق في الدقيقة الخامسة من عمر اللقاء، كانت الكرة قد وصلت إليه في وضعية مثالية أمام المرمى، وبدا أن التسجيل أمرًا حتميًا، إلا أنه بطريقة ما فشل في إيداع الكرة في الشباك.

    هذه الفرصة تحديدًا كانت تحمل أهمية مضاعفة، فليس فقط لأنها كانت ستمنح فريقه تقدمًا مبكرًا قد يربك حسابات المنافس، بل أيضًا لأنها كانت ستعزز ثقة اللاعب الشاب بنفسه وتمنحه دفعة معنوية لمواصلة اللعب بثقة أكبر بالأخص بعدما غاب عن التسجيل في الليجا منذ أكتوبر الماضي.

    إن إضاعة مثل هذه الفرصة السهلة في بداية المباراة كان له تأثير سلبي واضح على أدائه وعلى معنويات الفريق بشكل عام، مما جعل الشوط الأول تجربة مريرة للامين يامال وجماهير فريقه، زادت مرارتها بفرصة ليفاندوفسكي في نهاية الشوط التي ارتدت بهدف سيميوني.

    لم يختلف الأمر كثيرًا لمجرد تسجيل يامال لهدف التقدم الذي كان فيه الكثير من التوفيق، فالنجم الإسباني سدد وغيرت الكرة اتجاهها وساعده مدافع أتلتيكو على التسجيل.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-ATLETICO MADRID-BARCELONAAFP

    تحية مستحقة لأتلتيكو مدريد

    في المقابل، يجب توجيه تحية مستحقة لفريق أتلتيكو مدريد على الروح القتالية العالية والأداء البدني القوي الذي أظهروه في هذه المباراة.

    فبعد أيام قليلة فقط من الإقصاء الأوروبي المؤلم أمام الغريم التقليدي ريال مدريد في مباراة ماراثونية امتدت للأشواط الإضافية وركلات الترجيح، أظهر الفريق المدريدي صلابة ذهنية وبدنية رائعة تدعو للإعجاب، فقط حتى تسجيلهم للهدف الثاني.

    لقد نجحوا ببراعة في تسيير مجريات اللقاء بالشكل الذي أرادوه تمامًا، حيث التزموا بتكتيك دفاعي محكم ومنظم للغاية خلال أول ربع ساعة من المباراة، مانعين لاعبي برشلونة من اختراق دفاعاتهم المتكتلة والوصول إلى مناطق خطرة.

    وبعد امتصاصهم لضغط البداية، بدأوا في شن هجمات مرتدة سريعة ومدروسة، مستغلين بشكل مثالي فقدان نجوم برشلونة للكرات في مناطق خطيرة من الملعب.

    كان واضحًا أن الفريق المدريدي قد وضع خطة لعب محكمة تعتمد على الانضباط التكتيكي والجهد البدني الكبير، وقد نجحوا في تنفيذها بامتياز إلى ما قبل النهاية بربع ساعة، مما يؤكد على العمل التكتيكي المميز الذي قام به الجهاز الفني لأتلتيكو مدريد بقيادة المدرب القدير دييجو سيميوني.

    إن قدرتهم على التعافي ذهنيًا وبدنيًا بعد خيبة الأمل الأوروبية وتقديم هذا الأداء القوي أمام فريق بحجم برشلونة لهو دليل على قوة شخصية هذا الفريق وعزيمته الكبيرة.

    ربما خانتهم القوة الذهنية في آخر ربع ساعة بشعورهم أن برشلونة ليس في يومه وأن التقدم بهدفين نظيفين كافٍ لحصد الثلاث نقاط، لكن كان للنادي الكتالوني رأيًا آخر.

  • Lewandowski Mbappe splitGetty

    ليفاندوفسكي متأثر بضغط مبابي

    لم يقتصر الأداء الباهت في الشوط الأول من جانب برشلونة على لامين يامال وحده، بل امتد ليشمل أسماء أخرى كان يُنتظر منها الكثير.

    فالثلاثي روبرت ليفاندوفسكي وبيدري، بالإضافة إلى داني أولمو فقدوا الكثير من الكرات بشكل غريب وغير معهود منهم.

    كانت هناك حالة من التراخي وعدم التركيز واضحة على أدائهم، مما سهل مهمة لاعبي أتلتيكو مدريد في استعادة الكرة وشن الهجمات.

    الأمر لم يتوقف عند فقدان الكرات، بل وصل إلى إهدار فرص تهديفية محققة، ففي الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، أتيحت فرصة ذهبية لروبرت ليفاندوفسكي للتقدم إلا أنه أهدرها بغرابة شديدة.

    ويا لسوء الطالع، تحولت هذه الفرصة المهدرة هجمة منظمة من جانب أتلتيكو مدريد أسفرت عن هدف عزز تقدمهم، ليُضاف هذا المشهد إلى سلسلة المستويات الغريبة التي يقدمها المهاجم البولندي في الفترة الأخيرة.

    يبدو أن الضغط يزداد على ليفاندوفسكي، خاصة مع تألق كيليان مبابي وملاحقته الحثيثة له في صدارة ترتيب هدافي الليجا، وهو ما قد يكون له تأثير سلبي على تركيزه وثقته أمام المرمى.

    استطاع ليفاندوفسكي مصالحة جماهير برشلونة بهدف رائع بعد هدف أتلتيكو مدريد الثاني بشكل مباشر حافظ على حظوظ برشلونة في المباراة، لكن هذا لا ينفي أنه هو ويامال من وضعا برشلونة في هذا المأزق منذ البداية.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Atletico de Madrid v FC Barcelona - La Liga EA SportsGetty Images Sport

    لماذا لا يلعب فيران توريس أساسيًا؟!

    قد تتفهم جماهير برشلونة خيارات هانز فليك في عدم الاعتماد على باو فيكتور في التشكيلة الأساسية ربما لأنهم لم يروا منه ما يسمح لهم بالضغط على المدرب الألماني للدفع به، لكن هناك لاعب آخر يقدم كل شيء عندما يلعب.

    فعلى النقيض من الأداء المتذبذب لبعض زملائه، قدم فيران توريس أداءً استثنائيًا في نفس اللقاء، وكان نجمًا بلا منازع في الخط الأمامي لبرشلونة.

    ورغم دخوله كبديل، إلا أنه لم يحتج سوى حوالي عشر دقائق ليثبت قيمته، حيث تمكن من تسجيل هدفين حاسمين، كانا بمثابة الرصاصتين الثانية والرابعة في شباك أتلتيكو مدريد، ليساهم بشكل كبير في قتل المباراة تمامًا في عقر دار الأتلتي.

    لم تقتصر مساهمته على الأهداف فقط، بل كان تحركاته الذكية وروحه القتالية مصدر إزعاج دائم لدفاعات أصحاب الأرض.

    وهنا يطرح السؤال نفسه بقوة: لماذا لا يحظى فيران توريس بثقة المدرب كلاعب أساسي في ظل المستويات المحبطة التي يقدمها روبرت ليفاندوفسكي في الآونة الأخيرة؟

    هذا التساؤل يتردد في أذهان الكثيرين، ويبدو أنه يراود اللاعب الإسباني نفسه، حيث صرح قبل أيام في تصريحات صحفية معبرًا عن ثقته بنفسه وقدرته على قيادة هجوم برشلونة قائلًا: "أرى في نفسي المهاجم الأساسي لبرشلونة، لما لا؟" وهو ما يعكس رغبة جامحة لدى اللاعب في الحصول على فرصته كاملة لإثبات جدارته.

  • FBL-ESP-LIGA-ATLETICO MADRID-BARCELONAAFP

    جنون فليك

    لا يمكن إغفال الدور المحوري الذي لعبه المدرب هانز فليك في قلب الطاولة على أتلتيكو مدريد، فقد أظهر المدرب الألماني جرأة تكتيكية واضحة بمخاطرته واللعب بأربعة لاعبين في الخط الأمامي في وقت من الأوقات بعد نزول فيران توريس، مما أظهر رغبة الفريق الهجومية وعدم الاستسلام.

    وعلى الرغم من أن التبديلات التي أجراها بإشراك كوندي وجيرارد مارتين كانت تنشيطية في وقت هام من اللقاء وساهمت في ضخ دماء جديدة في صفوف الفريق، إلا أنها لم تكن السر الحقيقي وراء هذا التحول الدراماتيكي.

    السر يكمن بوضوح فيما غرسه فليك في نفوس اللاعبين من روح قتالية وقلب وعزيمة، وهو ما أحدث تحولًا كبيرًا في شخصية الفريق.

    ففي السنوات الأخيرة، عُرف عن برشلونة ضعف شخصيته في المباريات الصعبة خارج ملعبه، وأي فريق آخر، وبالأخص برشلونة بتلك الصورة الذهنية، لو كان متأخرًا بهدفين أمام أتلتيكو مدريد في عقر داره قبل نهاية المباراة بربع ساعة، لكان من الطبيعي أن ينهار تمامًا وربما يعجز عن تمرير الكرة بشكل سليم.

    لكن العقلية الجديدة التي غرسها فليك في الفريق هي ما تستحق الإشادة والتقدير الأكبر، فهي التي صنعت الفارق في هذه المواجهة الصعبة.

  • Robert Lewandowski Barcelona 2025AFP

    بيت القصيد

    ختامًا، يمكن القول بأن برشلونة نجح في تحقيق فوز ثمين على أتلتيكو مدريد بنتيجة 4-2، وهو انتصار يمنح الفريق دفعة معنوية هامة في مشواره ويتركه على صدارة ترتيب الدوري الإسباني في التوقف الدولي.

    ومع ذلك، لا يمكن إغفال حقيقة أن هذا الفوز جاء مصحوبًا بعيوب أداء واضحة على المستوى الفردي لعدد من النجوم، وهو ما يستدعي وقفة وتقييمًا من الجهاز الفني لتصحيح الأخطاء والارتقاء بمستوى اللاعبين في المباريات القادمة.

    فرغم النقاط الثلاث، إلا أن الأداء المتذبذب لبعض الركائز الأساسية يثير بعض المخاوف بشأن قدرة الفريق على الحفاظ على هذا المستوى في مواجهات أكثر صعوبة.

0