Declan Rice Arsenal 2:1 HICGetty/GOAL

آرسنال وريال مدريد .. الساحر الإفريقي خُطف في لندن وروح بيكهام تُسقط "الثلاثي المرح" بملعب الإمارات

بعد سوق انتقالات كئيب في يناير الماضي، أراد عشاق آرسنال أن تكون قرعة دور الـ١٦ من دوري أبطال أوروبا رفيقة بهم قليلًا، لأن الفريق لا يوجد به مهاجم وساكا كان مصابًا وهناك شكوك حول جاهزيته ولقب الدوري ذهب في مهب الريح.

جميعهم انتظروا طريق برشلونة بين ليل وبنفيكا وبوروسيا دورتموند أو أي سيناريو مماثل، ليأتي لهم آيندهوفن ثم أتلتيكو أو ريال مدريد في ربع النهائي، وهنا شعروا بالصدمة وأدركوا أن فرصهم في الذهاب بعيدًا بالبطولة أصبحت مستحيلة، إلا أحدهم، قال، لا، احضروا لنا ريال مدريد، ليس غرورًا زائفًا، ولكن لأن كرة القدم وُجدت من أجل هذه اللحظات، ليأتي الموعد على ملعب الإمارات في ٨ أبريل ٢٠٢٥، ولقطات ٢٠٠٦ تلوح في الأفق، عندما سجل تييري هنري أحد أهم أهدافه الأيقونية على ملعب سانتياجو برنابيو وعبر بفريقه إلى دور الثمانية.

"البعبع" كان بالمرصاد، ريال مدريد، متخصص دوري الأبطال الذي لا يعرف المنطق في هذه البطولة، سيهزمك في كل حالاتك أو حالاته، لو بذلت ٢٠٠% ستسقط أمامه بصدفة أو مهارة استثنائية لأحد نجومه مهما كانت المؤشرات والظروف.

لو كنت متابعًا لآرسنال مع ميكيل أرتيتا ستعرف جيدًا أن الفريق دائما ما ينهار عندما يرتفع سقف التوقعات ويصبح مطالبًا بتحقيق شيئا ما، والعكس تمامًا عندما لا تكون هناك أي توقعات ويدخل موقعة ما وهو ليس ما لديه ما يخسره، وهنا ظهر الأمل!

صدق أو لا تصدق، الملحمة انتهت بفوز آرسنال بثلاثية نظيفة، ولو لم يخرج بوكايو ساكا مصابًا هو وديكلان رايس لازداد الفارق واتسع، ولكن ميكيل أرتيتا ورفاقه اكتفوا بثنائية رايس وهدف ميكيل ميرينو، ولكل حادث حديث في مباراة الإياب..

  • Arsenal FC v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2024/25 Quarter Final First LegGetty Images Sport

    دعونا نطفىء هذه الشعلة

    مباراة الليلة كانت مواجهة الشيء وعكسه، فريق قوي هجوميًا وضعيف دفاعيًا، الحظ دائما ما يقف بجانبه حتى ولو لم يقدم المطلوب ومدربه صاحب خبرة واسعة وتاريخ كبير من البطولات والتجارب.

    وفريق آخر مدربه قليل الخبرة لا يمتلك تجربة إلا آرسنال ولم يحقق أي بطولة كبرى، دفاعه قوي للغاية وهجومه ضعيف وتلازمه حالة من النحس، وأحيانًا يخسر وهو في أفضل حالاته .

    وهنا كنا بحاجة إلى ابتكار والابتعاد عن الطرق التقليدية، لذلك حاول ميكيل أرتيتا فهم خصمه جيدًا بغض النظر عن هذه الهالة أو الشعلة التي تضيء من حوله في دوري الأبطال.

    أصوات الأغلبية طالبت أرتيتا بالدفاع لأنه لا يمتلك مهاجمًا صريحًا "ميكيل ميرينو ليس التهديد الحقيقي حتى ولو سجل اليوم"، ومحاولة خنق ريال مدريد وتحجيم وقته الهجومية الخارقة.

    ولكن ما حدث الليلة جعلنا نتخيل أرتيتا في منزله ليلة المباراة وهو يقول لنفسه "مهلًا، لماذا الجبن واللجوء إلى الحل الآمن؟ الذي لا يعتبر آمنًا على كل حال، أتلتيك بيلباو وفالنسيا وريال بيتيس وليل فعلوها هذا الموسم، هل نحن أقل منهم؟".

    تفوق ريال في دوري الأبطال ليس له تفسير منطقي، مهما خسر أو انخفض مستواه، عندما تظهر أضواء الأبطال تجد هناك شعلة من الحماس والتركيز والمهارات الفنية كلها في مزيج واحد للفتك بالخصم، وكل ما احتاجه أرتيتا اليوم هو إطفاء هذه الشعلة!

  • إعلان
  • Arsenal FC v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2024/25 Quarter Final First LegGetty Images Sport

    الكرة تكافىء الشجعان

    في الوقت الذي اعتقد فيه البعض أن آرسنال سيدافع ويلعب بـ"واقعية" كما يسميها البعض، كانت المفاجأة بأن أرتيتا قرر الضغط ومحاولة استغلال الضعف الدفاعي لكتيبة المدرب كارلو أنشيلوتي الذي لعب بالرباعي دافيد ألابا وفيديريكو فالفيردي وراؤول أسينسيو وأنطونيو روديجر.

    المدرب الإسباني الذي فقد عنصره الدفاعي الأهم هذا الموسم "جابرييل"، اعتمد على جاكوب كيفيور وويليام ساليبا ويوريين تيمبر، مع تواجد لويس سكيلي أمامهم كلاعب حر مع توماس بارتي وديكلان رايس ومارتين أوديجارد.

    الشوط الأول انتهى بالتعادل السلبي 0/0، ولولا تألق تيبو كورتوا وراؤول أسينسيو وعدم وجود لاعب مهاجم مع بوكايو ساكا وجابرييل مارتينيلي، لكان الشوط انتهى بثنائية نظيفة، ولكن لا بأس، المكافأة جاءت في النصف الثاني من المباراة.

    أداء آرسنال المفاجىء جعلنا نعتقد أنها مجرد خدعة من أرتيتا لمحاولة الخروج بأقل خسائر، لأنه يعرف إمكانيات فريقه جيدة، ولكنه يدرك أيضًا أن سقف المجموعة الحالية للمدفعجية يمكنه فعل المعجزات.

    الشجاعة قهرت كل شيء .. شخصية البطل والساحر الإفريقي وكيليان مبابي وفينيسيوس جونيور ورودريجو وجود بيلينجهام لنرى ثلاثية تاريخية في ليلة غير مسبوقة.

  • FBL-ENG-C1-ARSENAL-REAL MADRIDAFP

    روح بيكهام والصفقة الحلال

    لو كنت من المشجعين القدامى لكرة القدم، ستعرف جيدًا مدى هيبة المشهد عندما ترى ديفيد بيكهام وجونينيو وهما يسددان ركلات حرة في دوري أبطال أوروبا.

    اليوم فعلها ديكلان رايس بأفضل شكل ممكن، وليس مرة واحدة بل مرتين، وكل ركلة أروع من الأخرى وكأننا نشاهد بيكهام يظهر من جديد ولكن في ملعب الإمارات.

    الطريف أن رايس من أكثر اللاعبين تعرضًا للتشكيك هذا الموسم، أحاديث عن أنه لن يستحق المبلغ الضخم الذي دفعه فيه آرسنال والذي تخطى 100 جنيه استرليني، لمجرد أن قدم مستويات "متوسطة" في بعض المباريات.

    رايس هو نموذج للمال "الحلال" الذي تدفعه وتجد في المقابل قيمة مضافة تجعلك لا تندم على إنفاقه، لأن الإنجليزي منذ ظهوره الأول مع آرسنال وهو يثبت يومًا بعد الآخر أنه أحد أنجح الصفقات في الدوري الإنجليزي على مدار السنوات الماضية.

    جودة التسديد بهذا التوجيه وتلك القوة في واحد من أفضل الحراس في العالم، لا يمكن أن يفعلها لاعب متوسط أو لاعب غير مميز، لذلك اعطوا رايس حقه فهو بطل الليلة!

  • FBL-ENG-C1-ARSENAL-REAL MADRIDAFP

    وداعًا أنشيلوتي .. احضروا لنا ألونسو

    لا نريد الخوض بقسوة وانتقاد كارلو أنشيلوتي في ظل الظروف الصعبة والإصابات والغيابات ونقص التدعيم، ولكن ما حدث اليوم هو عكس كل ما يريده أي مشجع من ريال مدريد.

    هل جلبوا لك كيليان مبابي ليلعب بجوار رودريجو وفينيسيوس جونيور حتى يظهروا جميعًا بهذه الطريقة؟ فلورنتينو بيريز أراد تشكيل الثلاثي المرعب وليس "الثلاثي المرح"!

    أيضًا قرار الاعتماد على دافيد ألابا كظهير أيسر رغم فشله من قبل، كان من أهم الأسباب التي منحت آرسنال هذه الثلاثية التاريخية، حتى شخصية البطل اختفت، لم تعد هناك روح، خطط وسط مُفكك ودفاع متواضع وهجوم يعتمد كل عنصر فيه على مهارته الفردية من دون ترابط.

    الإيطالي لديه الكثير من الرصيد، ولكن جمهور ريال مدريد لن يصبر كثيرًا، ومشهد آرسنال وهو يضغط في الدقائق رغم تقدمه بثلاثية نظيفة لزيادة الرصيد لا يليق أبدًا بعملاق القارة.

    إذن، لقد حان وقت التغيير، احضروا تشابي ألونسو من ليفركوزن، حتى ولو في مباراة الإياب، لأن الموسم الصفري أصبح أقرب من أي وقت مضى.

  • arsenalGetty Images

    يا عشاق آرسنال .. لهذا السبب نعشق كرة القدم

    ربما لا تعني هذه الليلة كثيرًا في مساعي آرسنال في الفوز بدوري الأبطال، الفريق قد يخرج في الإياب، وحتى لو فاز قد لا يحصل على البطولة، ولكنها ليلة خاصة لهذا المشجع الذي انتظرها وسط صدمة الجميع، الذي قد لا ينام حتى صباح الأربعاء وهو يستمتع برؤية ملخص المباراة وكافة تفاصيلها ولقطاتها، لأن مرة أخرى.. نحن نعشق كرة القدم ونتابعها من أجل هذه الليالي..

    تمامًا مثل ميمز "تعبئة الكرش" في رمضان، أصبحت السخرية من آرسنال والتقليل منه كفريسة سهلة للكبار مملة ورتيبة ومكررة ولا تمت للواقع بأي صلة، وما فعله الفريق اليوم أمام ريال مدريد يؤكد أنها مجرد موضة وانتهت.. عملاق لندن ليس صغيرًا ويمكنه إزعاج الكبار.

    أنشيلوتي لديه ساحر إفريقي؟ آرسنال قام بخطفه وأبطل مفعوله في ملعب الإمارات، وجعل نفسه على أعتاب خطوة قريبة للغاية من نصف نهائي الأبطال في واحد من أسوأ مواسم أرتيتا.

    ولكن هل هذا يعني أن الفريق سيفوز بدوري الأبطال؟ لا نعلم إنها فقط مجرد ليلة يرتفع فيها الأدرينالين وبعدها يحدث ما يحدث!