انتهى وقت فالنسيا ولابد من النظر للأمام... هل يعود يونس موسى إلى دياره بإنجلترا؟

لقد كانت خطوة شجاعة حينها، حتى لو أصبحت شائعة في السنوات الأخيرة.

كان يبدأ موسى مسيرته من خلال أكاديمية آرسنال، بعد أن انضم إلى النادي في التاسعة من عمره، فكان فريق شباب آرسنال يعلق آمالا كبيرة عليه، وكان الطريق أمامه إلى تشكيل الجانرز بالدوري الممتاز.

لكن على عكس التوقعات، غادر لاعب خط الوسط إلى فالنسيا عام 2019، إلى مكان يعتبر مؤخرًا غير مألوفًا للنجوم الإنجليزية، ليصبح مثل سانشو وبيلينجهام، نجوم إنجلترا، خارج الديار، لكن موسى حقق تقدمًا.

فقد لعب 120 مباراة للنادي الإسباني، على مدار المواسم الثلاثة الماضية، وأصبح أساسيًا لفريق كان ضمن كبار إسبانيا يومًا، ومع موسم بدأ النادي يعود للسطوع من جديد.

يظل فالنسيا بعيدًا عن مكانه عندما ساعدهم نجوم مثل دافيد فيا، وخوان ماتا، ودافيد سيلفا، في القتال على صدارة الدوري الإسباني.

لقد شق كل تلك اللاعبين طريقهم، ووجد فالنسيا نفسه في قاع ترتيب الدوري الإسباني، يقاتل من أجل البقاء.

الإدارة السيئة لسنوات عديدة، تسببت في تراجع النادي ويصارع الهبوط، ففوزه في اللحظات الأخيرة على بلد الوليد 2-1 يوم الخميس، ساعد كثيرًا، لكنهم يبقون على بعد نقطتين فقط، فوق المراكز الثلاثة الأخيرة، وهناك سبع مباريات متبقية.

موسى أحد الإيجابيات هذا الموسم، بتوظيفه في مركز المهاجم المحوري، والمساهمة في خلق الفرص، ساعد الفريق كثيرًا، وأظهر تألقه في منتصف الملعب.

فهو أفضل اللاعبين بفالنسيا، فضد بلد الوليد، حقق أكبر عدد من المراوغات، وسجل أكبر عدد من التدخلات، لقد فعل كل شيء من أجل هذا النادي، ولهذا السبب، لابد أنه حان وقت الرحيل.

والآن، يبدو أن لاعب خط الوسط قد حصل على كل ما يمكن من فالنسيا في هذه المرحلة من مسيرته، فقد منحه النادي الإسباني مكانًا للعب والنمو، لكنه في مرحلة تجاوز فيها هذا المستوى، ولكي يطور أسلوب لعبه، عليه الذهاب بعيدًا، للاقتراب من الكبار.

ومن المعروف أن فالنسيا لم يواجه مشكلات من الناحية المالية عندما حان وقت رحيل كلًا من، فيران توريس، ونيكولاس أوتامندي، وجواو كانسيلو، ورودريجو، وشكودران مصطفي، مقابل رسوم ضخمة خلال العقد الماضي، لكن يبدو أن موسى سيرحل لأسباب أخرى.

ولاعب خط الوسط البالغ من العمر 20 عامًا جاهز للعب في المستوى الأفضل، ولأي شيء قادم.

في حين كان المشجعون الأمريكيون والإسبان على علم بأداء موسى، كما أعلن لاعب الوسط الشاب عن نفسه، أيضًا في كأس العالم بقطر.

وتحديدًا في مباراة أمريكا أما إنجلترا، قدم موسى أداءً مميزًا، في أكبر اختبار له حتى الآن، في مواجهة جود بيلينجهام، وديكلان رايس.

بجانب تلك المباراة، أداءه مع المنتخب الأمريكي طوال كأس العالم، في مبارياته الأربعة بالبطولة، فأظهر قدرته على المراوغة وتألق مع زملاءه بالفريق، قد يكون موسى أحد نجوم خط الوسط باللعبة في السنوات القادمة.

وسيكون متاحًا أيضًا بسعر أرخص مما يتوقعه الكثيرون، رغم من وجود شرط جزائي بقيمة 100 مليون يورو، كجزء من عقد الذي يمتد حتى عام 2026، لكن بسبب الوضع المالي السيئ لفالنسيا، قد يضطر لبيعه لأقرب مكان مناسبه.

لاعب وسط شاب، بجودة كأس العالم مقابل سعر مخفضة؟ ما الذي يمكن أن تطلبه الأندية أكثر من ذلك؟

يختلف عن رايس وبيلينجهام، لكن بالنسبة لأي فريق يحتاج مساعدة في خط الوسط ولا يمتلك الاثنين، يمكن أن يكون موسى هو الحل.

ازدادت الشائعات مؤخرًا، عن عودة موسى إلى إنجلترا، وهناك عدد من الأندية الكبرى التي قد تريد الحصول على توقيع النجم الأمريكي.

ولعدة سنوات، ارتبط اسم آرسنال باللاعب الأمريكي، ولا يزال للاعب خط الوسط، الكثير من المحبين في شمال لندن، ومن السهل أن ترى أن موسى أصبح محور خط وسط ميكيل أرتيتا، الذي يضم جورجينيو، وشاكا.

وزعمت الصحافة الإسبانية، أن ليفربول مستعد للضغط بقوة من أجل موسى في محاولتهم لإعادة بناء خط الوسط، كما يُقال إن يورجن كلوب، معجب كبير باللاعب الشاب، ومن السهل أن ترى تناسب مهاراته، والتحرك بالكرة، مع تفكير المدرب الألماني.

وقد يبدو أن ليفربول الأفضل بالنسبة للاعب، ويحتاج النادي إلى مساعدة في خط الوسط بشكل كبير، حيث يثبت الموسم الحالي، أن هناك حاجة لإعادة بناء في منتصف ملعب في آنفيلد، ولدى موسى فائدة إضافية تتمثل في كونه لاعبًا محليًا، حيث يحمل الجنسية الإنجليزية بجانب الأمريكية، عندما يتعلق الأمر بالتسجيل في الفريق.

كما يقال إن تشيلسي أيضًا يفكر في لاعب وسط، رغم صعوبة الوضع بستامفورد بريدج، في حين أن نيوكاسل، وبرايتون يأملان في جذب اللاعب.

وبجانب ذلك، فقد قدم موسى الكثير لكرة القدم الإنجليزية من قبل، وأندية الدوري الممتاز، ليست الوحيدة التي ستحاول جلبه في هذا الصيف.

الانتقال إلى إنجلترا أمر منطقي للغاية، على المستويين الشخصي والمالي بالنسبة للنجم الذي نشأ في لندن، إلا أنه لن يكون الخيار الوحيد أمام موسى.

فيقال إن إنتر مهتم باللاعب، في حال مغادرة نيكولو باريلا، وبالنظر إلى ظهور النادي المؤثر في دوري أبطال أوروبا، سيحصل الفريق الإيطالي على أموال أكثر مما كان يتوقعه، خاصة إذا تمكن من الإطاحة بمنافسه إيه سي ميلان للوصول إلى النهائي.

ومن المؤكد أن موسى سيكون له محبون في إسبانيا أيضًا، التي تعرفه جيدًا بسبب أدائه، يبدو أن الوصول إلى برشلونة أو ريال مدريد أمر غير مؤكد، ولكن بالتأكيد ستكون هناك بعض الفرق في أعلى الجدول، والتي يمكن أن تقدم لموسى المزيد إذا أراد البقاء في الدوري الإسباني.

الملخص أن موسى سيكون لديه خيارات جيدة، وكثيرة.

قبل الصيف، سيكون موسى لاعباً أساسياً في معركة فالنسيا من أجل البقاء في الدوري الممتاز.

قد تحدد مواجهة يوم الأحد مع قادش صاحب المركز 17، مصيرهم في النهاية، فالفوز سيمنح النادي مساحة كبيرة للتنفس، أما الخسارة ستجعل الفريق يركض حتى أخر جولة من الموسم.

فيجب على فالنسيا أن يكسب ثلاث مباريات من الستة الأولى، بجانب مواجهة ريال مدريد، وفياريال، وريال بيتيس، ثم قادش، كما يواجهون أيضًا منافسًا آخر، معرض للهبوط في إسبانيول، بالإضافة إلى مايوركا وسط الترتيب، وسيلتا فيجو.

وبمجرد الانتهاء من ذلك، ينتقل موسى سريعًا إلى المنتخب الأمريكي، فسيتم ضمه سريعًا، إما من أجل كأس الأمم، أو دوري أمم الكونكاكاف، وفي تلك الحالة سكون الشاب الأمريكي محل جدل حول مستقبله.

هل يمكن أن تكون هذه آخر مبارياته مع فالنسيا؟ ربما يجب ذلك. الخيارات قريبًا ستكون أمامه، وعليه أن يقرر.