انتهى عصر النجوم.. باريس سان جيرمان يبدأ حقبة جديدة وأوجارتي أول التعاقدات

منذ تعاقدهم مع نيمار عام 2017، كان باريس سان جيرمان دائمًا يستهدف الأسماء الكبيرة، مُنفقًا أكثر من بقية أندية أوروبا، لضم لاعبين متأكدين من ترشيحهم لجائزة الكرة الذهبية.

ومع ذلك، فإن هذا الاستراتيجية لم تحقق الكثير من النجاح. وهذه المرة، قد يكون الأمر مختلفًا تمامًا. أوجارتي، قد يكون بداية لاستراتيجية أكثر ذكاءً، والبداية الحقيقية لمشروع وعد به باريس سان جيرمان لسنوات.

تاريخيًا، لم يكن باريس سان جيرمان جيدًا جدًا في التعاقدات الصيفية. حيث قاموا بتعزيز المراكز، بأكبر الأسماء الممكنة. وكان كل ذلك منطقيًا في السنوات الأولى بعد المشروع القطري، الذي ضم باريس سان جيرمان في عام 2011. حيث وصلت الأسماء الكبيرة بأعداد كبيرة.

أولًا، جاء خافيير باستوري. ثم جاء تياجو سيلفا، وزلاتان إبراهيموفيتش. وفي الصيف التالي، جاء الأوروجوياني كافاني من نابولي.

وكان كل ذلك منطقيًا، لفريق يحاول تأسيس نفسه. كانت خطوات بداية فترة قطر جيدة، ولكن كان عليها أن تثبت أنها تستحق الاهتمام.

فالأمور أصبحت سخيفة، بسرعة كبيرة، لذا عليهم التقدم لصفقات مميزة، مثل أوجارتي، دون النظر للأسماء الكبيرة فقط.

قبل ست سنوات، أصبح نيمار متاحًا، بعد خلافه مع المدير الفني لبرشلونة لويس إنريكي، واستياءه من عدم تركيز الفريق الذي يضم ليونيل ميسي، ولويس سواريز، على شخصيته. قام باريس سان جيرمان بفتح دفتر الشيكات، بأسلوب مبهر، حيث أنفق مبلغًا هائلاً قدره 222 مليون يورو، على نجمهم الأول.

بشكل منفصل، كانت صفقة نيمار ممتازة. لم يكن المال عائقًا، ونيمار كان لا يزال نيمار. ومع ذلك، فإن التعاقدات التي تلتها أدت إلى تعقيد الأمور.

وصل مبابي لأنه فرنسي، وممتاز. وصل ميسي في عام 2020 لأنه كان متاحًا. ثم تم تعزيزه بقدوم أشرف حكيمي، إضافة أفضل ظهير أيمن هجومي في أوروبا، لتعزيز فريق كان بحاجة ماسة إلى استقرار دفاعي. وأخيرًا، أنفقوا 12 مليون يورو سنويًا، على دوناروما.

في العام الماضي، وبعد أن تم تقييد باريس سان جيرمان ماليًا، بعد سنوات من عدم تفسير تفاصيل اللعب النظيف المالي، قاموا بإنفاق أكثر من 100 مليون يورو على ثلاثة لاعبي وسط. واحد منهم، سانشيز، لم يشارك كأساسي في أكثر من 20 مباراة في الموسم منذ عام 2016. واللاعبين الآخرين، كانوا ببساطة لا يتناسبون مع الفريق.

والآن، تم رفع القيود المالية مرة أخرى. التقليد يفرض على باريس سان جيرمان، أن يجد أغلى نجم على الساحة، ويجلبه إلى العاصمة فورًا.

المشكلة هي أنهم فقدوا بالفعل لاعبًا، ويمكن أن يفقدوا لاعبًا آخر. أبلغ مبابي النادي بأنه لن يجدد عقده، ويريد الانتقال إلى ريال مدريد. وإذا تقدم الملكي عرض مناسب، فسيكون مبابي بالقميص الأبيض العام المقبل.

ومع عدم وجود نجم متاحة، يضطر باريس سان جيرمان أخيرًا للبحث في أماكن أخرى. صفقة أوجارتي البداية، ثم ماركو أسينسيو، انضم مجانًا بعد عدم التوصل إلى اتفاق جديد مع مدريد.

ومن المتوقع أيضًا، انضمام برناردو سيلفا. وافق باريس سان جيرمان على صفقة للاعب البرتغالي في الصيف الماضي، ولكنهم لم يتمكنوا من إتمامها.

هناك بعض العوامل المعقدة. رحيل مبابي، يترك باريس سان جيرمان بفجوة في الهجوم. لكن راندال كولو مواني، على استعداد للانتقال من فرانكفورت. سيكلف حوالي 100 مليون يورو، ولكن بالنسبة لأحد أفضل المهاجمين في أوروبا، هذا المبلغ هو ببساطة سعر مناسب. إذا كان هو أغلى صفقة، ويأتي برفقة عدد من الصفقات الأخرى بأسعار مقبولة، فإن باريس سان جيرمان سيكون قد أحرز تقدمًا جيدًا.

كل هذا يأتي في وقت مناسب أيضًا. يمكن أن يواجه باريس سان جيرمان، تغييرات واسعة هذا الصيف. تم إطلاق سراح سيرجيو راموس، وليونيل ميسي. يبدو أن مبابي من المحتمل أن يتبعهم خارج الباب. ويبدو أن العديد من اللاعبين المعارين، متأكدون من الرحيل أيضًا.

سيتم تقييدهم بغياب كيمبيمبي، الذي تعرض لإصابة في نهاية العام الماضي، قد يبعده عن معظم الموسم. في الوقت نفسه، خضع نيمار لجراحة في الكاحل، ومن المرجح ألا يعود بالكامل إلى سرعته الكاملة، بحلول أغسطس.

لن يسير كل شيء على نحو سلس هنا. قد يضطر بعض اللاعبين المعارين إلى البقاء، في حين ليس من السهل التخلص من الأعباء الزائدة في بضعة أسابيع. ولكن باريس سان جيرمان يواجه فريقًا يمتلك تشكيلة مكتوفة الأيدي، ويمتلك الكثير من الأموال لترقيتها. كل ما تبقى هو التأكد من عدم إضاعة تلك الأموال.

مع ذلك، هناك بعض المشاكل في باريس. تظل هيكلة النادي فوضوية، حيث يتولى كامبوس، المستشار الرياضي، السيطرة على عمليات الانتقالات، في حين يبحث النادي عن مدرب جديد. في الواقع، قد ينضم المدرب الجديد، المزعوم أنه جوليان ناجلسمان، في فترة الانتقالات عندما يكون الفريق قد تم تجميعه بالفعل من أجله. هذا ليس أمرًا سهلاً للمدرب، الذي كان له دور كبير في صفقات بايرن ميونخ قبل 12 شهرًا فقط.

ويترك جالتييه خلفه فوضى أيضًا. اعتمد المدرب تشكيلة محددة بطريقة 3-4-1-2، مما يترك باريس سان جيرمان مع عدد كبير من مدافعي الوسط، ولاعبي الجناح الطبيعيين.

فمن المحتمل أن يكون لدى ناجلسمان أفكاره الخاصة، حول كيفية لعب فريقه لكرة القدم. يعد أوجارتي، وسيلفا، وأسينسيو، لاعبين متعددي المهارات، وإذا كان هذا الفريق سيتعاون بفعالية مع نيمار، هل سيتماشى مع أفكار المدرب الجديد، ذلك قد يثير الكثير من الجدل.

أظهر باريس سان جيرمان، لمحات من نافذة الانتقالات المدروسة، التي كانت يجب حدوثها منذ سنوات. أوجارتي، وأسينسيو، وسيلفا قادمون بتوازن، وهم عكس النمط، الذي كان سائدًا في السنوات الأخيرة.

ولكن أين يريد باريس سان جيرمان أن يصل بهذا؟ ليس سرًا أن الفريق يتوق إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا.

رحيل مبابي، يجعل الأمور أكثر غموضًا. إذا حدث كما هو متوقع وغادر النادي في نهاية أغسطس، فإنه من المؤكد تقريبًا أن باريس سان جيرمان لن يفوز بالبطولة هذا العام. ولكن إذا تمكن النادي من الحصول على الرسوم الضخمة التي يطلبونها، فإن المال يجب أن يكون متاحًا لإعادة البناء إلى حد ما.

فعندما يرحل، فإنه من المؤكد أن باريس سان جيرمان سيشعر بالرغبة في الذهاب إلى اسم كبير آخر. ربما سيكون هناك سعي وراء هاري كين. أو يمكنهم استغلال أموالهم وبناء فريق، يمكن للمدرب الجديد العمل معه.

والتعاقدات المدروسة لن تظهر فورًا. ولكن بعد خمس سنوات، وإذا استمر باريس سان جيرمان في الحفاظ على أسلوبه بسوق الانتقالات، قد يكون هناك مشروع حقيقي يستحق الاهتمام في باريس.