هدية أولى من لاعب الوصل والثاني يقول "دعونا نبدأ عمرًا جديدًا مع النصر" .. عذرًا يا كرستيانو رونالدو ظننا أن الـ40 عام سقوطك!

إن سألت عن أبرز لقطات رونالدو "المؤثرة" في المباراة، فهما اثنتان فقط (بعيدًا عن الأهداف)..

الأولى في الدقيقة الثالثة وقتما اتجه الدون للجهة اليمنى، وأرسل عرضية إلى داخل منطقة الجزاء، فشل الوافد الجديد جون دوران في تحويلها إلى راسية في الشباك، لتمر بسلام على الإماراتيين.

أما الثانية فكانت في الدقيقة العاشرة من عمر الشوط الأول، بعدما سدد صاروخ ماديرا تسديدة قوية من على حدود منطقة الجزاء، لكن العارضة تصدت لها، وإن كان حكم الراية قد أشار لوجود حالة تسلل في كل الأحوال.

وبالانتقال للأهداف، فقد أحرز الدون هدف العالمي الثاني في اللقاء في الدقيقة 44، بفضل ضربة جزاء، احتسبت لفريقه إثر لمسة يد على الظهير سالم العزيز.

لكن كان الهدف الثاني أكثر جمالية، فبعدما فبراسية متقنة حول رونالدو عرضية زميله ساديو ماني من الجهة اليسرى إلى الشباك في الدقيقة 78، قبل خروجه من المباراة بدقيقتين فقط.

تلك الثنائية رفعت رصيد أهداف كريس طوال مسيرته مع مختلف الفرق ومع المنتخب البرتغالي لـ923 هدف، والنهاية لم تأت بعد!

اعتدنا طوال الفترة الماضية أن يعتمد النصر كليًا على رونالدو كرأس حربة مع بعض الفترات التي يتجه للأطراف بعدها، إن رغب مدربه في تغيير البعض في طريقة اللعب.

لكن الجديد الليلة هو وجود صفقة النصر الجديد المهاجم جون دوران، والذي ترك له الدون مهمة رأس الحربة، وتحول هو للاعب حر في كافة أرجاء الملعب.

كريستيانو الليلة أمام الوصل تحرك في كافة أنحاء الملعب تقريبًا؛ أحيانًا تجده في الجهة اليسرى وأحيانًا أخرى على الطرف اليمين، وإن أردته خلف المهاجم فعل، وإذا احتاج خط الوسط لمساندة ستجده في وسط ملعب النصر.

تلك التحركات لرجل يستعد للاحتفال بعامه الـ40 بعد غدٍ الأربعاء، الموافق الخامس من فبراير، جعلتنا نظن أن الأربعين سيكون موعدًا مع الشقاء ليس أكثر.. "لن تنجح يا دون في الوصول لهدفك بإحراز 1000 هدف قبل الاعتزال!"؛ هكذا قلت في قرارة نفسي أثناء متابعة اللقاء، فمهمة الأهداف ستنتقل لجون دوران مع اكتفاء الدون بتسديد ضربات الجزاء فقط.

لكن المفاجأة أن مجهود صاروخ ماديرا وشغفه طوال الـ80 دقيقة التي شارك بها لم يتأثران بدوره الجديد، والمفاجأة الأكبر أنه كان يجيد التمركز في الهجمات الخطيرة لفريقه والعودة سريعًا للتواجد داخل منطقة الـ18، فكانت هدية القدر له أن سجل هدفه الثاني والثالث لفريقه برأسية مميزة، رغم أن نسبة الأهداف المتوقعة منه وفقًا لأحداث المباراة هي 0.95 فقط.

وكأن لسان حال رونالدو في المباراة "دعونا نبدأ عمرًا جديدًا .. الـ40 ليست هي النهاية"، ونحن نقول له "عذرًا لك إن شككنا بك ولو للحظة واحدة!".

شارك كريستيانو رونالدو لمدة 80 دقيقة بالمباراة قبل أن يخرج ويدفع مدربه ستيفانو بيولي بعبدالرحمن غريب بدلًا منه.

وحصل الدون على تقييم 8.4 درجة من أصل عشر بحسب موقع "سوفا سكور"، كأفضل لاعب في المباراة من بين لاعبي الفريقين.

وبخلاف الهدفين اللذين أحرزهما صاروخ ماديرا، فقد سدد الكرة ثلاث مرات، منها اثنتين على المرمى، بخلاف خلقه لفرصة لزملائه، لم تستغل.

واستمرارًا مع الأرقام المميزة، فقد نجح رونالدو بنسبة 100% في الالتحامات الثنائية الأرضية والهوائية كذلك، ولم يفقد الكرة إلا ثماني مرات فقط.