الهلال، كما أسلفت، حقق ربحًا ماليًا هائلًا من بيع عقد الجوير، لكنه دون شك تجرع خسارة مريرة على الصعيد الرياضي والفني بفقدان أفضل مواهب كرة القدم السعودية في العامين الأخيرين.
صاحب الـ20 عامًا تُوج بجائزة لاعب الشهر الواعد 8 مرات في الموسم الماضي، ولذا كان منطقيًا وطبيعيًا أن يحصد الجائزة في نهاية الموسم بعد مستواه الملفت مع الشباب ومساهمته في إحراز 15 هدفًا والإعلان عن نفسه كأحد أفضل صناع اللعب في دوري روشن السعودي، سواء بين السعوديين أو الأجانب.
الجوير قدم 10 تمريرات حاسمة الموسم الماضي، وهو الخامس في القائمة خلف سالم الدوسري وموسى ديابي وكريستيان جوانكا وساديو ماني، والفارق عن المتصدر لا يتجاوز الـ5 أهداف.
فنيًا، اللاعب الشاب يستطيع شغل جميع مراكز الوسط، بجانب اللعب خلف المهاجم، يُجيد التمريرات بجميع أنواعها خاصة الطويلة والبينية والماكرة جدًا، يخلق ثنائيات رائعة مع المهاجمين ولنا في ثنائيته مع عبد الرزاق حمدالله خير مثال، يمتلك قدرات مهارية جيدة جدًا، وربما ما ينقصه فقط إتقان اللمسة الأخيرة والدخول أكثر لمناطق إحراز الأهداف وإن كان ذلك بالطبع يعتمد على تعليمات المدرب وموقعه على أرض الملعب.
وبالنظر إلى عُمره الصغير، فاللاعب كان خيارًا رائعًا لمستقبل الهلال .. كنت أراه شخصيًا سيحمل الراية بعد سالم الدوسري ويكون السعودي القادر على مجابهة الأجانب بل والتفوق عليهم، كما يفعل القائد حاليًا.
إدارة الهلال باعتقادي كان يجب أن تبذل جهدًا أكبر في إقناع اللاعب بالبقاء وتجديد عقده، وأراها تأخرت كثيرًا في خطوة التجديد وأخطأت بترك اللاعب حتى العام الأخير ليمتلك قراره بنفسه، كان يُمكن إيجاد حلول وسط والتضحية بجدية للحفاظ عليه .. الجوير قادر على توفير مكان أجنبي في الهلال وقادر تمامًا على تقديم الأداء المطلوب وهذا باعتقادي سيراه الهلاليون جيدًا في القادسية.