Fifa Club World CupGoal Ar / Social

لم ينجح أحد سوى الهلال .. البرازيليون أعطوا العرب درسًا قاسيًا في المونديال وهذه أسرار تفوقهم على الجميع!

انطلقت بطولة كأس العالم للأندية في شهر يونيو الماضي، والآمال العربية مُعلقة على فرقها في المسابقة، من أجل مزاحمة صفوة كرة القدم على الأراضي الأمريكية، ولكن النتيجة كانت .. لم ينجح أحد سوى الهلال!

الأهلي المصري بكل صفقاته جاء في المركز الرابع بمجموعة اعتبرها الكثيرون بمثابة الأسهل، والترجي جاء ثالثًا بانتصار وحيد على لوس أنجلوس الأمريكي، والوداد المغربي خرج رفقة العين الإماراتي بعدما تواجدا في نفس المجموعة.

دخل العرب البطولة تحت شعار "نحن لسن هنا من أجل التمثيل المشرف"، وانتهى الأمر بأنهم لم يصلوا حتى إلى هذه الصفة، لأن المستويات كانت مُحبطة للغاية والنتائج كانت الإنعكاس العادل لها.

الهلال هو الوحيد الذي تخطى فكرة التمثيل المُشرف، تعادل مع ريال مدريد ولعب أفضل من العملاق الإسباني في مباراتهما بدور المجموعات، وحقق المفاجأة بالتغلب على مانشستر سيتي في دور الـ16 بنتيجة 4/3، قبل أن يخرج على يد فلومنينيسي البرازيلي، وهنا دعونا نتوقف قليلًا، حتى الإنجاز الوحيد للعرب انتهى على يد أبناء السيليساو الذين قدموا دروسًا لنا في تلك المسابقة.

الفرق البرازيلية فعلت كل ما يتمناه العرب، جميعها تأهلت إلى دور الـ16 بلا استثناء، بالميراس تصدر مجموعته، بوتافوجو جاء في المركز الثاني وتغلب على باريس سان جيرمان بطل دوري أبطال أوروبا، فلومينينسي وصل إلى نصف النهائي الذي خسره من تشيلسي، واحتل فلامنجو صدارة مجموعته بحضور البلوز.

لم يعبر من دور الـ16 سوى فلومينينسي، وكذلك بالميراس الذي تغلب على فريق برازيلي آخر وهو بوتافوجو قبل خروجه أمام تشيلسي، ليأتي السؤال الذي شغل الجميع في المونديال، لماذا ظهرت الفرق البرازيلية بهذه الجودة؟

  • FBL-WC-CLUB-2025-MATCH61-FLUMINENSE-CHELSEA-FANSAFP

    الجدية .. وربما الطقس

    تيم فيكري، خبير كرة القدم بمنطقة أمريكا الجنوبية، قال لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن بطولة كأس العالم للأندية كانت بمثابة الحلم الذي تحول إلى حقيقة للجماهير البرازيلية.

    "في كل محطة وأي تجمع الجميع يتحدث عنها بكل حماس".. هكذا وصف فيكري الجدية التي تعامل بها الجمهور مع المسابقة، عكس مناطق أخرى أهمها قارة أوروبا، الجميع كان ينتظر بشغف ما ستسفر عنه مباريات فريقه، وهو ما انعكس على اللاعبين والفرق المشاركة.

    الجميع يعرف مدى أهمية كلمة "كأس العالم" للبرازيل، السيلساو حصل على البطولة للمنتخبات 5 مرات، واعتقد الكثيرون هناك أن فوز فريق برازيلي بمونديال الأندية، سيعطي انطباعًا بأن المنتخب أصبح جاهزًا لحصد اللقب المفضل له في كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع قدوم المدرب المخضرم كارلو أنشيلوتي.

    الحرارة كذلك تبدو كأحد الأسباب وراء هذا المستوى المبهر، حيث أدى الطقس الحار جميع أنحاء الولايات المتحدة، إلى تطبيق فترات راحة لشرب الماء خلال المباريات.

    تشيلسي تدرب في درجة حرارة 37 درجة مئوية قبل فوزه 3/0 على الترجي التونسي في دور المجموعات، وهو الأمر الذي اشتكى منه إنزو ماريسكا مدرب البلوز.

    فيتينيو، الظهير الأيمن لبوتافوجو خرج ليؤكد أن درجات الحرارة التي تمثل عائقًا أمام الجميع لا تعني أي شيء للكرة البرازيلية، حيث قال صراحة "لقد اعتدنا عليها".

    هناك عامل آخر يجب النظر إليه، وهو أن الفرق الأربعة الرازيلية قد توقفت عن العمل خلال الموسم المحلي، الذي يمتد من مارس إلى ديسمبر للمشاركة في المونديال بأفضل طريقة ممكنة، في الوقت الذي لعب فيه كبار أوروبا بعد مواسم طويلة وشاقة.

    وهذه وجهة نظر تحمل الكثير من المنطق، لأن البرازيليون لعبوا في حالة ذهنية وبدنية جيدة مقارنة بالجميع، وذلك لأنهم خاضوا البطولة في فترة توقف الموسم وهم في أوج عطائهم، بينما لعب الأغلبية الأخرى وهم يعانون من الإرهاق وتلاحم المباريات.

  • إعلان
  • FBL-WC-CLUB-2025-MATCH22-FLAMENGO-CHELSEAAFP

    سبب فني وآخر مالي

    المدرب الإكوادوري دافيد جارسيا، نشر عبر حسابه على منصة "إكس" تفسيرًا للمستوى المميز للفرق البرازيلية في كأس العالم للأندية، بأن أبناء السيليساو تحرروا من تقاليد الكرة الحديثة.

    ابحث عن اللاعب المتواجد في أعمق مكان بالملعب، اكسر الخطوط، قم بتوسيع الملعب، هذه الطريقة التي تُلعب بها الكرة حاليًا في أوروبا والتي تقدس المساحات والعثور عليها.

    جارسيا استشهد بالهدف الثالث لفلامنجو في شباك تشيلسي، والذي جاء من 5 تمريرات بين لاعبين في مساحة لا تزيد عن سبع ياردات، حيث تغلبا على أربعة مدافعين من تشيلسي دون الحاجة إلى مساحات أو تغيير مراكز أو نجوم كبار، فقط إيقاع سريع وإحساس بالمكان وثقة في الخطوة التالية.

    وصف هذه اللقطة بـ"كرة قدم شوارع"، وتحدث عن موقف آخر تبادل فيه ستة لاعبين من فلامنجو للكرة في خمس عشرة ثانية بمساحة ضيقة للغاية، مما تسبب في تفكيك دفاع تشيلسي في لحظة، والتي كادت أن تسفر عن أحد أجمل أهداف البطولة.

    المدرب الإكوادوري قال إن هذا الأمر يبدو مألوفًا لنا، وذكرنا بما كانت عليه كرة القدم منذ سنوات ليست بعيدة جدًا، حيث طبقه برشلونة بين عامي 2008 و2012، نفس الإيقاع والسحر الذي عٌرف به الفريق الكتالوني مع بيب جوارديولا.

    نعود مرة أخرى إلى تيم فيكري، والذي قال إن تدفق الأموال في الكرة البرازيلية في السنوات الأخيرة، أدى إلى ارتفاع المستوى وقدوم المدربين الأجانب.

    هناك الكثير من المدربين البرتغاليين والأرجنتينيين في كرة القدم البرازيلية، وهذا ساهم في طرح المزيد من الأفكار حتى فيليبي لويس، المدرب البرازيلي لفلامنجو، جميع أفراد طاقمه إسبان، مما جعل البلاد تنفتح على أفكار جديدة لم تكن موجودة منذ سنوات، مع الحفاظ على طابع وإيقاع كرة السيليساو.

  • AHLY-FC-vs-INTER-MIAMI-FC-FIFA-Club-World-Cup-2025-Opening-MatchAFP

    لماذا فشل العرب؟

    قبل الحديث عن فشل العرب يجب مراعاة أن الهلال يمتلك قدرات مالية تفوق الأهلي المصري والعين والوداد والترجي، ولكن فرق البرازيل تفوقت على كبار أوروبا رغم الفوارق المالية الضخمة، لذلك الأمر يعتمد على سوء التخطيط.

    لنأخذ الأهلي مثالًا، العملاق المصري اعتمد على الأسماء الرنانة مثل أشرف بن شرقي ومحمود تريزيجيه وزيزو، بدلًا من تعزيز مراكز العجز لديه مثل قلب الدفاع والظهير الأيمن والجناح الأيمن وغيرها، لتكوين توليفة متكاملة ومنظومة جماعية يمكنها التغلب على من هم أعلى في المستوى.

    الصفقات التي أبرمها لا تعني أي شيء، لأن هناك فارق كبير في النواحي الفردية بين نجوم الأهلي والفرق البرازيلية التي أثبتت تفوقها على الفريق الأحمر أكثر من مرة وأفسدت كل محاولاته للوصول إلى مراكز أفضل بالنسخ السابقة في كأس العالم للأندية.

    الكرة لا تعترف بالمنطق، ولو كان الحال كذلك، لما تفوق فلومينينسي على الهلال الذي أطاح بمانشستر سيتي وأحرج ريال مدريد ويمتلك قدرات فردية أعلى من نظيره البرازيلي.

    الأهلي لديه نموذجًا صريحًا للتعلم منه، منتخب مصر مع حسن شحاته، لم يمتلك أسماء عالمية، ولكنه مثل عُقدة لكبار إفريقيا مثل كوت ديفوار والكاميرون وغانا، رغم امتلاكهم أسماء مثل ديدييه دروجبا وصامويل إيتو ومايكل إيسيان، وفاز على إيطاليا في كأس القارات وكان على وشك التعادل مع البرازيل.

    إذن كلمة السر .. عندما تلعب أمام من هم أفضل فرديًا منك، يمكنك مواجهة ذلك بمدرب يمكنه إخراج أفضل ما عند كل لاعب بمنظومة ناجحة يمكنها إحداث مفاجآت أمام الكبار، ولنا عبرة أيضًا فيما فعله وليد الركراكي مع المغرب في كأس العالم قطر 2022.

    الأهلي قام بتوريط نفسه بالإبقاء على مارسيل كولر وإقالته في وقت متأخر من الموسم، ليأتي بخوسيه ريبيرو قبل وقت قصير من مونديال الأندية الذي مكث يحضر له منذ فترة طويلة.

    ربما من المبكر الحكم على ريبيرو، ولكن لماذا لم يسير الأهلي على خطى الهلال؟ ويجلب مدربًا من نوعية سيموني إنزاجي الذي اعتاد على الظهور بمستويات مبهرة رغم الموارد المحدودة مع إنتر ..القصد هنا ليس من نفس هذه الفئة نظرًا للراتب المرتفع الذي يحصل عليه الإيطالي مع النادي السعودي، ولكن اسم لامع آخر بتكلفة يمكن تحملها يمكنه مجاراة مستويات أعلى.

    تجربة الترجي تأتي في المركز الثاني بين العرب، لأن الفريق التونسي فعل ما بوسعه في حدود الإمكانيات، بينما لم يظهر الوداد والعين بالمستوى المطلوب مع الوضع في الاعتبار وقوعهما مع يوفنتوس ومانشستر سيتي، مما يجعل الأهلي المصري هو أكثر المُلامين لأنه امتلك الإمكانيات والموارد للعبور من مجموعة أسهل بكثير تواجد فيها إنتر ميامي وبالميراس وبورتو.

    وعمومًا.. ربما جاءت هذه البطولة كدرس للعرب، التخطيط والتعلم من النماذج الناجحة قد يكون الطريق الوحيد لمزاحمة الكبار، وليس الصفقات والأموال فقط، والفرصة متاحة للتعلم قبل الموعد القادم لمونديال الأندية في 2029.