أزمة الهلال ليست في علي البليهي .. ضمك يفسد فرحة سالم الدوسري بالرقم التاريخي والاتحاد أكبر المستفيدين!

واعتمد فريق ضمك على خطة اللعب 5-4-1، من حيث التنظيم الدفاعي واللعب على الكرات المرتدة، من أجل مواجهة الضغط الهجومي الكبير من قِبل لاعبي الهلال، الذي لعب بطريقة 4-2-3-1.

ولجأ ضمك إلى إغلاق المساحات أمام لاعبي الهلال، واللعب على المساحات خلف الظهيرين، وخاصة البرتغالي جواو كانسيلو، ومحاولة استغلال تقدم دفاع الأزرق، الأمر الذي دفع المدرب جورج جيسوس، للصياح خلال إحدى الكرات المرتدة، للمطالبة بسد الجبهة اليسرى.

وفي الشوط الثاني، شاهدنا لقطة رائعة للهلال، في حال تقدم كانسيلو ورد ضمك بكرة مرتدة، ليتوجه سريعًا كل من جواو نيفيش وسيرجي سافيتش لتأمين الجبهة اليمنى، ما يؤكد يقظة لاعبي الأزرق في الرد على أي محاولة لمباغتة الخصم.

ولكن ينبغي القول، إن ضمك كان الأفضل من الهلال في لعبة إغلاق المنافذ، حيث تمكن من تأمين دفاعاته، واللعب على ثغرة دفاع الهلال، في شن هجمات خطيرة على مرمى الحارس ياسين بونو.

هل لعب الهلال بثقة زائدة أمام ضمك؟ لماذا أقول ذلك؟ لأن الهلال أهدر عددًا كبيرًا من الفرص في الشوط الأول، وليس ذلك فقط، بل إن لقطة هدف التعادل لضمك، أظهرت الهلال وكأنه كان مرتاحًا لفكرة الاندفاع للهجوم دون الحاجة لتأمين الدفاعات.

رأينا فجأة كيف انفرد كيفين نكودو والحبيب ديالو بالحارس ياسين بونو بعد قطع الكرة من خاليدو كوليبالي، حيث لم يجد ديالو معاناة في إحراز الهدف.

هل كان الهلال يحتاج لهدف بتلك الطريقة، أو التصدي لركلة جزاء سددها روبن نيفيش؟ لكي يدرك أنه يلعب أمام فريق يمتاز بدفاعه المنظم، والكرات المرتدة المباغتة، ويكون بحاجة لتأمين دفاعاته، كما حدث بعد لقطة التعادل؟

والسؤال أيضًا، هل كان العيب في علي البليهي؟ أم أن الهلال يعاني في قلب الدفاع بشكل عام؟

وكشف ضمك عن العيب الأكبر في الهلال، والتي تحققت في مساحات خلفية واسعة تصلح للكرات المرتدة، وأيضًا إمكانية ضرب الدفاعات، ولولا بعض الفرص المهدرة، لكن لنتيجة المباراة اتجاه آخر.

وهنا لقطة في المدرب تستحق أن نتوقف عندها، وهو البرازيلي مالكوم أوليفيرا، الذي صنع تمريرة حاسمة، لهدف ألغاه الحكم بداعي التسلل.

وفي الدقيقة 28، تم رصد مالكوم وهو يوجه التعليمات إلى جواو كانسيلو بعدم التقدم للأمام، والبقاء في الخلف، قبل بناء هجمة لضمك، ليبدو وكأنه مدرب آخر داخل الملعب.

وأخيرًا فعلها سالم الدوسري، قائد الهلال، وتمكن من تحقيق رقم قياسي جديد في تاريخ دوري المحترفين السعودي، بعد طول انتظار، حيث عادل الرقم المسجل باسم يحيى الشهري، ليصبح الأكثر صناعة للأهداف في المسابقة.

وبصناعته الهدف الثاني الذي أحرزه سيرجي سافيتش، تمكن الدوسري من الوصول إلى "الأسيست" رقم 52، مع العلم أنه كان قريبًا من تجاوز الرقم والانفراد بالصدارة، في الدقيقة 38، قبل أن يهدر ماركوس ليوناردو واحدة من أغرب فرص الموسم.

يمكن القول إن البرتغالي جورج جيسوس، المدير الفني للهلال، سيكون على موعد مع اختبار كبير، في مباراة الرياض المُقبلة، بعد تأكد جاهزية الصربي أليكساندر ميتروفيتش، مهاجم الفريق، للعودة، بعد غياب طويل من السابع من يناير الماضي، بسبب الإصابة في العضلة الخلفية.

ماذا حدث في غياب ميتروفيتش؟ قرر جيسوس الدفع بماركوس ليوناردو في رأس الحربة، بدلًا من اللعب خلف المهاجم، لتنفجر مواهب ماركوس، وينجح في تسجيل 10 أهداف منذ بداية عام 2025، وكان آخرها في مباراة ضمك.

وفي سباق الهدافين، تمكن ماركوس ليوناردو من الوصول لهدفه الـ13، وتخطي رقم ميتروفيتش، صاحب الـ12 هدفًا، الأمر الذي قد يمثل تحديًا كبيرًا لجيسوس، حال العودة للعب بالثنائي في المواجهات المقبلة، وقد يغلب طابع الفردية على كلا اللاعبين من أجل زيادة غلته التهديفية، وهذا أمر يجب على البرتغالي الحذر منه.

GOAL

وقدم ضمك مفارقة طريفة خلال الموسم الجاري، بعد إحراج الهلال، وقبل جولتين، حقق فوزًا على الاتحاد، ما يعني أن ضمك وضع بصمته بين الفريقين اللذين يتنازعان على صدارة الدوري.

المفارقة هنا في سلاح الثنائية، بمعنى أن ضمك فاز على الاتحاد بنتيجة (2-1)، وسجل كيفين نكودو هدفي المباراة، ثم أحرز هدفين في الهلال أيضًا عن طريق لاعب واحد، ولكنه الحبيب ديالو.