simone inzaghisocial gfx

الهلال ضد القادسية | عامل خفي وكانسيلو يكرر كوارث برشلونة .. الزعيم يدفع ثمن "رغبة إنزاجي" التكتيكية!

سقط فريق الهلال في فخ التعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما أمام ضيفه القادسية على ملعب "المملكة أرينا"، ضمن الجولة الثانية من منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين، في نتيجة أثارت الكثير من علامات الاستفهام حول اختيارات المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي وأداء بعض نجوم الفريق.

تعادل الهلال مع القادسية لم يكن مجرد تعثر مبكر في الدوري، بل كشف عن مشكلات بنيوية في طريقة لعب إنزاجي، وأعاد فتح ملف أزمة كانسيلو الدفاعية، إلى جانب غياب السيطرة في الوسط.

ومع استمرار المنافسة، فإن معالجة هذه الثغرات تبدو ضرورة قصوى إذا أراد الهلال المنافسة بجدية على لقب دوري روشن هذا الموسم.

  • Al Hilal v Al Qadsiah - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    الهلال يدفع ثمن رغبة إنزاجي

    منذ الدقائق الأولى للمواجهة، بدا أن القادسية يمتلك اليد العليا في وسط الملعب، ليس فقط بفضل الحماس والانتشار، بل أيضًا نتيجة ثغرات واضحة في تكتيك الهلال.

    إنزاجي دخل المباراة متمسكًا بفكرة اللعب بثلاثة مدافعين، وهي الطريقة التي يفضلها دائمًا منذ أيامه مع إنتر الإيطالي، لكن المشكلة أن الهلال لا يملك الأدوات البشرية المناسبة لتنفيذها بالشكل المطلوب.

    أكبر دليل على ذلك كان اضطرار البرتغالي روبن نيفيش للعب كمدافع ثالث، وهو مركز لم يُبنى عليه اللاعب ولا يجيد أدواره، ليصبح وجوده في الخط الخلفي عبئًا على المنظومة بدلًا من أن يكون إضافة.

    هذا التغيير التكتيكي أفرغ وسط الملعب من أحد أهم عناصره، ما سمح للقادسية بالضغط القوي بعد فقد الكرة وإغلاق زوايا التمرير على الهلال، فيتحول الفريق الأزرق إلى مجرد رد فعل أمام اندفاع المنافس.

    الأزمة تعمقت أكثر مع غياب ثنائي الارتكاز سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش ومحمد كنو، إذ وجد الهلال نفسه بدون قوة بدنية كافية ولا شخصية قادرة على فرض الإيقاع في المنتصف.

    هنا دفع الفريق الثمن مضاعفًا؛ فقدان السيطرة في الوسط، وسقوط منظومة التمرير السلسة التي يعتمد عليها إنزاجي عادة في بناء اللعب.

    أما على الأطراف، فقد تجلت الصورة بشكل أوضح، إذ بدت الجبهة اليمنى خاملة وغير فعالة، سواء بوجود جواو كانسيلو الذي عانى من التمركز الدفاعي، أو مالكوم الذي غاب تمامًا عن مستواه الهجومي المعتاد. 

    النتيجة أن الهلال لعب بمعطيات ناقصة، وسط مشكلات واضحة صنعتها رغبة المدرب في فرض أسلوبه الخاص على حساب طبيعة الفريق وإمكانيات لاعبيه.باختصار، الهلال دفع ثمن إصرار إنزاجي على طريقته المفضلة، بدلًا من أن يختار خطة تتناسب مع عناصره المتاحة، ليمنح القادسية فرصة ذهبية لفرض شخصيته والظهور بأداء أفضل في قلب "المملكة أرينا".

  • إعلان
  • أخطاء كانسيلو الدفاعية تعود للواجهة

    لم يختلف أداء جواو كانسيلو مع الهلال عن الصورة التي ترسخت في أذهان الجماهير خلال محطاته الأخيرة في أوروبا، وتحديدًا مع برشلونة.

    اللاعب البرتغالي الذي يُعرف بقدراته الهجومية العالية، عانى مجددًا من نفس الثغرات الدفاعية الكارثية، والتي ظهرت بوضوح أمام القادسية وتسببت في استقبال الأزرق هدفين سهلين للغاية.

    المشكلة الأساسية عند كانسيلو ليست في افتقاره للسرعة أو القدرة على افتكاك الكرة، بل في سوء التمركز وعدم الالتزام بالواجبات الدفاعية، وهي نقطة جوهرية كررها المدربون الذين عملوا معه.

    فالمشهد أمام القادسية لم يكن جديدًا؛ بل نسخة مطابقة لما حدث حينما كان لاعبًا في برشلونة أمام باريس سان جيرمان في دوري الأبطال، أو في الكلاسيكو ضد ريال مدريد، حيث كلف فريقه أهدافًا حاسمة بسبب اندفاعه غير المحسوب للأمام وتركه مساحات شاسعة خلفه.

    الأمر ذاته كان السبب المباشر في أزمته الشهيرة مع بيب جوارديولا في مانشستر سيتي، فالمدرب الإسباني المعروف بدقته التكتيكية لم يتسامح مع تكرار هذه الأخطاء، فكان القرار الحاسم بإبعاده عن الفريق رغم قيمته الفنية الكبيرة.

    واليوم، يبدو أن الهلال بدأ يسير على نفس الخطى، حيث يدفع ثمن استهتار اللاعب بالواجب الدفاعي، وهو ثمن باهظ لا يتحمله نادٍ ينافس على كل البطولات.

    المثير أن إنزاجي، مدرب الهلال، كان على دراية مسبقة بتاريخ كانسيلو مع هذه النوعية من الأخطاء، لكنه مع ذلك قرر الاعتماد عليه كعنصر أساسي في خطته.

    النتيجة أن الفريق وجد نفسه يعاني من نفس السيناريو الذي دفع أندية أوروبية كبرى ثمنه من قبل.باختصار، الهلال يواجه اليوم نسخة مكررة من كانسيلو الذي تسبب في مشاكل تكتيكية لبرشلونة ومانشستر سيتي، والاختبار الحقيقي سيكون في مدى قدرة إنزاجي على إيجاد حل لهذه الأزمة المتكررة، أو الدخول في نفس دوامة الماضي.

  • Al Ittihad v Al-Fateh - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    بلان يتفوق على إنزاجي أمام القادسية!

    النتيجة المخيبة أمام القادسية وضعت المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي في مرمى الانتقادات، ليس فقط من جانب جماهير الهلال، بل حتى من المحللين الذين بدأوا يقارنون بينه وبين مدربين آخرين في دوري روشن، وأبرز هذه المقارنات كانت مع الفرنسي لوران بلان مدرب الاتحاد.

    بلان واجه القادسية في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الموسم الماضي، وتمكن من التفوق عليه بسهولة بفضل قراءة تكتيكية دقيقة، حيث عرف كيف يغلق مفاتيح لعبه ويستغل ثغراته دون عناء.

    على النقيض، ظهر إنزاجي عاجزًا عن التعامل مع نفس المنافس، مكتفيًا بخيارات نمطية وتغييرات متأخرة لم تضف للفريق شيئًا، لتكون النتيجة تعادلًا بطعم الخسارة.

    المفارقة هنا أن الهلال يمتلك أسماء أكبر وإمكانيات فنية أوسع بكثير من الاتحاد، سواء من حيث النجوم الدوليين أو جودة العناصر البديلة، لكن الفارق كان في المدير الفني.

    بلان نجح في فرض أسلوبه وخططه، بينما ظل إنزاجي حبيسًا لفكره التقليدي المعتمد على 3 مدافعين، حتى لو لم تتوافر لديه العناصر المناسبة.هذه المقارنة تفتح الباب أمام تساؤلات جماهير الهلال: هل إنزاجي قادر على تقديم الإضافة التي يحتاجها الفريق؟ أم أن رغبته في فرض أسلوبه الخاص مهما كان الثمن ستجعل الهلال يكرر أخطاءه في المباريات الكبرى؟

  • FBL-WC-CLUB-2025-MATCH54-CITY-HILAL-FANSAFP

    القادسية.. "الخادم الأكبر" للاتحاد

    اللافت في مشهد تعادل الهلال مع القادسية أن الأخير واصل لعب دور ما يُعرف بين الجماهير والإعلام بـ "الخادم الأكبر للاتحاد"، فالفريق الشرقي، رغم أنه لم يحقق البطولات الكبرى في السنوات الأخيرة، بات حاضرًا بقوة في تحديد ملامح المنافسة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمسيرة الهلال.

    الموسم الماضي، خسر القادسية نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الاتحاد، في مباراة منحت العميد لقبًا غاليًا بسهولة نسبية، واليوم، وبعد أشهر قليلة فقط، يعود الفريق ليهدي الاتحاد خدمة جديدة بتعطيل الهلال مبكرًا في مشوار الدوري، عبر فرض التعادل على الأزرق في قلب "المملكة أرينا".

    ولم يكن هذا المشهد الأول؛ ففي الدور الأول من الموسم الماضي نجح القادسية في الفوز على الهلال، وهي النتيجة التي فتحت الطريق أمام الاتحاد ليواصل زحفه نحو اللقب ويقتنص بطولة الدوري في النهاية.

    بهذا الشكل، أصبح القادسية بمثابة العامل الخفي الذي يُعيد رسم خريطة المنافسة بين العملاقين الهلال والاتحاد، حتى لو لم يكن طرفًا مباشرًا في سباق القمة.هذه المعطيات تجعل القادسية في نظر كثيرين أكثر من مجرد منافس عادي، بل ورقة مؤثرة في حسابات اللقب، يُربك الهلال ويُسعد الاتحاد، ليُثبت أن نتائجه أمام الكبار قد تكون أثمن من أي مركز يحققه في جدول الدوري.

  • الجماهير بين أزمة التذاكر وخيبة الأداء

    وقبل صافرة البداية، لم تكن أجواء الهلال مثالية. فهناك أزمة واضحة اندلعت بين الإدارة والجماهير على خلفية الاعتراضات على ارتفاع أسعار التذاكر، وهي قضية أثارت ضجة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأخذت طابعًا تصعيديًا في الأيام التي سبقت اللقاء.

    ورغم هذه التوترات، أثبتت جماهير الهلال مجددًا أنها السند الأول للفريق، بعدما حضرت بكثافة إلى مدرجات "المملكة أرينا" لتؤكد ولاءها ودعمها غير المشروط.

    لكن المفارقة أن الحضور الجماهيري الكبير لم يجد ما يكافئه داخل المستطيل الأخضر. فقدّم اللاعبون أداءً باهتًا، افتقد للحماس والحدة، ليخرج الفريق بتعادل بطعم الخسارة أمام القادسية.

    وهنا شعر المشجع الهلالي وكأنه دفع ثمنًا مضاعفًا: أولًا عبر تذاكر مرتفعة السعر، وثانيًا عبر أداء مخيب لم يرقَ لتطلعاته.

    هذا المشهد يفتح باب النقاش حول مدى انسجام الإدارة مع نبض مدرجها، فالجماهير التي ضحّت وتجاوزت أزمة التذاكر لتقف خلف الفريق، لم تجد مقابلًا يليق بتضحيتها.

    وهو ما قد يزيد من حدة الانتقادات مستقبلًا إذا لم تتحسن النتائج، خصوصًا في ظل المنافسة الشرسة على صدارة الدوري.