موسم سقوط الهلال أمام الكبار .. لتذهب إلى البرازيل حالًا يا جيسوس، وهذا الأداء يتوج النصر بالنخبة الآسيوية

ماذا يحدث للهلال؟، ما يمرّ به الزعيم ليس كبوة، بل أزمة، في موسم يفترض أنه يستعد فيه لمشاركة تاريخية في بطولة كأس العالم للأندية 2025.

هل هذا الهلال الذي لم يحقق أي خسارة محلية، طوال الموسم الماضي، ولم يكن أي فريق من الكبار قادر على وضع بصمته أمام الأزرق، ليحقق "الدوري الذهبي" بـ96 نقطة و101 هدف.

اليوم، الهلال بات الضحية المفضلة للفرق الكبار، فخسر أمام القادسية (1-2)، والاتحاد (1-4)، والأهلي (2-3)، ثم النصر (1-3).

ليس ذلك فقط، بل إن النصر نجح في كسر عقدته أخيرًا أمام الهلال في الدوري السعودي، وحقق أول فوز على غريم الرياض، منذ 16 ديسمبر 2021، فخاض بعدها ست مباريات لم يذق فيها طعم الانتصار.

رسالة إلى جورج جيسوس، يمكنك قبول عرض المنتخب البرازيلي، لقد كثرت أخطاؤك مع الهلال، وصرت مثل كتاب مفتوح أمام الخصوم، وباتت قراراتك خاطئة ولا تملك الحلول البديلة.

غياب طويل، بسبب إصابة العضلة الخلفية، ودخوله المستشفى لمعاناته من عدم انتظام ضربات القلب، ولكن جيسوس قرر أن يضع كل ذلك وراء ظهره، ويعيد "ميترو" للتشكيل الأساسي في مواجهة بحجم النصر، هل هناك مجازفة أكبر من ذلك؟

نعم عاد ميتروفيتش، ولكنه كان مثل طائر مكسور الجناح، المهاجم الصربي الذي ما أن تُرسل إليه كرة عرضية، حتى تبدأ الجماهير بالاحتفال، لوجود قناص يرتقي ويضع الكرة برأسه في الشباك.

ميتروفيتش فقد أهم أسلحته، وبدا غير قادر على الارتقاء، رغم إرسال أكثر من عرضية، فكان "الغائب الحاضر" في الديربي، يتواجد غالبًا في وسط الملعب، وقد يتراجع للمنطقة الدفاعية، بل وزد على ذلك، أن ماركوس ليوناردو الذي شارك بديلًا لروبن نيفيش في الدقيقة 64، كان أكثر محاولة على المرمى منه، رغم مشاركة "ميترو" منذ الدقيقة الأولى.

السؤال هو، لماذا أصررت يا جيسوس على استمرار ميتروفيتش طوال اللقاء، رغم أنه لم يكن العنصر المؤثر في الديربي؟

بينما كان التخوف من النصر في اسلوب الضغط العالي، والتحول الهجومي للهلال، فإن العكس كان شاهدًا على مجريات اللقاء؛ حيث تميزت كتيبة ستيفانو بيولي، بالضغط على حامل الكرة، مع تأمين الخطوط الدفاعية، والنجاح في منع الهلال من بناء الفرص، بخطة 4-4-2، فضلًا على اللعب على التحولات السريعة في الأطراف، والكرات البينية من العمق، واستغلال أخطاء الهلال، فيما كان العالمي الأكثر وصولًا على مرمى الحارس ياسين بونو، بـ7 تسديدات، في الوقت الذي لم يحسن الزعيم استغلال مرتداته، ولم ينجح في التسديد على مرمى بينتو سوى 3 مرات فقط.

بيولي لعب المباراة بحكمة، وتفوق في قراءة الملعب، بالسيطرة على نقاط قوة الهلال، في الوقت الذي كانت مجازفة جيسوس فيه غير محسوبة، أبرزها بالدفع بعناصر لم تكن جاهزة، أبرزها المهاجم الصربي أليكساندر ميتروفيتش، والظهير البرازيلي رينان لودي الذي قدم أرقامًا غير مرضية، وفي معركة خط الوسط، تفوق النصر وضاع الهلال.

GOAL

يمكن القول إن مباراة الديربي شهدت عودة نجوم للتألق، برفقة كريستيانو رونالدو، قائد النصر ونجم اللقاء الأول، أبرزهم علي البليهي، مدافع الهلال، الذي تعرض لانتقادات لاذعة على مدار الموسم، بسبب أخطائه الدفاعية المؤثرة، والتي بلغت حد صافرات الاستهجان من قِبل الجماهير، خلال مشاركته في لقاء الاستقلال. اليوم، يقدم البليهي أداءً استحق قدرًا من التقدير، رغم عودته مؤخرًا من الإصابة.

البليهي سجل هدفًا للهلال، بعدما كان متأخرًا بهدفين، بل وتمكن من استخلاص 9 كرات، واعترض المنافس 6 كرات، كما كسب جميع مواجهاته الثنائية الخمس.

الثاني هو محمد سيماكان، مدافع النصر، الذي قطع الطرق على هجوم الهلال، ونجح في استخلاص 6 كرات وقطع 3 تسديدات، كما فاز في 10 مواجهات ثنائية من أصل 14.

الثالث هو مارسيلو بروزوفيتش، الذي تألق دفاعيًا وهجوميًا، وقدم تمريرات بينية خطيرة، صنعت خطورة محققة للاعبي النصر، ناهيك عن صناعة تمريرة حاسمة إلى علي الحسن، وتقديم تمريرة مفتاحية، كما أرسل 5 كرات طويلة ناجحة من أصل 6.

الرابع هو سيرجي سافيتش، الذي كان الأفضل في ليلة انهيار الهلال، باختراقاته في العمق، وتقديم الكرات الطويلة المتقنة، كما صنع تمريرة حاسمة للبليهي، وقدم 3 تمريرات مفتاحية لزملائه، وسدد كرتين تم قطعهما.

الخامس هو ساديو ماني، الذي صنع خطورة محققة للنصر في الطرف الأيسر، بانطلاقاته السريعة من الخلف إلى الأمام، حيث تفوق بشكل واضح على حمد اليامي، ناهيك عن صناعة تمريرة حاسمة، بهدف رونالدو.

السادس هو علي الحسن، الذي مُنح أدوارًا مزدوجة في النصر، فصنع ثنائية رائعة مع بروزوفيتش، وتوج أداءه بهدف رائع من خارج منطقة الجزاء، ليكسر الصيام التهديفي، ويهز شباك بونو قبل نهاية الشوط الأول.

ويمكن القول إن الكولومبي جون دوران، مهاجم النصر، كان المحظوظ الأكبر بثلاثية فريقه، وذلك بعدما أهدر أكثر من فرصة، ولم ينجح في تسديد أي كرة على مرمى ياسين بونو، ولكن يبقى أنه ساهم في ركلة الجزاء التي وقّع خلالها رونالدو على هدف رصاصة الرحمة، بعد خطأ من متعب الحربي في لمس الكرة باليد، فيما اكتفى دوران بإهدار فرصة محققة، وتسديد كرتين خارج المرمى، وواحدة تم قطعها.