عودة "توني كروس" الهلال والبليهي يرد بـ"قبلة جيسوس" .. والعروبة يحتاج إلى عمر السومة على وجه السرعة!

سيناريو منطقي منذ صافرة البداية، تكتل دفاعي من لاعبي العروبة، بطريقة لعب 5-4-1، والاعتماد على الكرات المرتدة، والهلال يستحوذ على المباراة، وتصبح مهمته في محاولة العثور على "ثغرة"، بين الدفاعات، من خلال الضغط باستمرار على أصحاب الأرض، لدرجة أن نسبة الاستحواذ بلغت 75% لصالح الهلال، مقابل 25% للعروبة.

وقرر المدير الفني البرتغالي جورج جيسوس، اللعب بخطة 4-2-3-1، فيما كانت أبرز نقاط اللقاء، في الثنائية الرائعة بين سيرجي سافيتش ومحمد القحطاني، من خلال انتشار الصربي في الملعب، واختراق القحطاني من الزاوية اليمنى، مستغلًا سوء التغطية من قِبل الظهير الأيسر إبراهيم الزبيدي.

في المقابل، كان تقدم الظهير البرازيلي رينان لودي، في الجبهة اليمنى للهلال، لصنع الكرات العرضية، فرصة للعروبة لمحاولة الاختراق من تلك الزاوية، فيما قابله تغطية من قِبل ناصر الدوسري، مع علي البليهي وكوليبالي، بينما كان عبد الملك الشمري أبرز لاعبي العروبة في الشوط الأول، حيث كاد أن يباغت الحارس ياسين بونو، في الدقيقة 38، من ركلة ركنية استغلها بتسديدة مباشرة ارتطمت بالعارضة.

وفي الشوط الثاني، استمر الضغط الهلالي متسلحًا بالاختراق من الأطراف، ولعب الكرات البينية، مع تقدم الخطوط الدفاعية، وقطع المنافذ على العروبة لصنع الفرص الهجومية على مرمى الحارس ياسين بونو.

أما عن العروبة، الذي افتقد لـ5 عناصر أجنبية في مباراة اليوم، فقد سقط في فخ الانهيار البدني خلال الشوط الثاني، وبدت الخطوط الدفاعية غير قادرة على مجاراة التمريرات السريعة بين لاعبي الهلال، ليساهم العمل الجماعي للأزرق في مهرجان أهداف، رغم افتقاده للقائد سالم الدوسري والهداف أليكساندر ميتروفيتش، وكذلك ياسر الشهراني.

وظهر البرازيلي مالكوم بشكل أفضل في الشوط الثاني، بفضل التوظيف الصحيح، حيث لم تظهر خطورته خلال أولى 45 دقيقة بسبب اللعب في العمق، بينما عاد للعب على الأطراف في النصف الثاني، ليزيد من الفعالية الهجومي للاعبي الأزرق.

وواصل الهلال مسيرته المميزة تحت قيادة المدير الفني جورج جيسوس، بعدم الفشل في التسجيل على مدار 83 مباراة متتالية، محققًا أكبر فوز على العروبة، في تاريخ المواجهات بين الفريقين بجميع المسابقات.

لطالما بات علي البليهي، مدافع الهلال، تحت طائلة الانتقادات الواسعة بسبب ارتكابه الأخطاء الدفاعية، سواءً مع ناديه أو المنتخب السعودي، فيما طالبت الجماهير باستبعاده من الفريق، والاستعانة بحسان تمبكتي أساسيًا في المواجهات المُقبلة.

ورد المدير الفني جورج جيسوس مدافعًا عن البليهي، عقب الخروج من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، قائلًا "لا أرى أي شيء يدفعني لعدم الاعتماد على البليهي، ولا ننسى أنه حسم لنا آخر مباراة، لعبناها في الدوري".

وكأن البليهي دخل مباراة العروبة، عازمًا على ردّ الجميل للمدرب جيسوس، الذي منحه أيضًا شارة قيادة الهلال، حيث سجل الهدف الثاني في الدقيقة 48، ليتوجه لمعانقة البرتغالي امتنانًا على الدفاع عنه وسط الهجوم الجماهيري.

وعلى مدار اللقاء، لمس البليهي الكرة 75 مرة، قدم خلالها 62 تمريرة صحيحة، بنسبة دقة بلغت 91%، كما صنع 6 مواجهات هوائية من أصل 8، مع قطع كرتين واعتراض المنافس مرة.

وأثبت لاعب الوسط البرتغالي روبن نيفيش، أنه بالحق "مايسترو" في الهلال، بين دقة تمريرات وتغطية دفاعية، وإرسال الكرات الطويلة المتقنة، ناهيك عن إحرازه الهدف الأول خلال اللقاء، وحفاظه على العلامة الكاملة، بعدم إهدار أي ركلة جزاء بقميص الأزرق.

لك أن تتخيل عزيزي القارئ، أن روبن نيفيش، الذي يخوض مباراته الثانية بعد العودة من الإصابة، قدم 138 تمريرة خلال المباراة، منها 125 تمريرة صحيحة، بنسبة دقة بلغت 91%، كما أرسل 13 تمريرة طويلة صحيحة من أصل 18، كما فاز في 3 مواجهات ثنائية من أصل 4، فضلًا عن اعتراض المنافس مرة، وقطع 3 كرات.

GOAL

وأثبتت المباراة بما لا يدع مجالًا للشك، بأن العروبة يحتاج إلى خدمات السوري عمر السومة، الهداف التاريخي لدوري المحترفين، والذي يُنتظر انتقاله إلى الجوف، خلال الساعات المُقبلة.

يكفي القول إن العروبة لم يسدد سوى كرتين خلال اللقاء بأكمله، وكانتا في الشوط الأول، في ظل اعتماد الفريق على التكتل الدفاعي، ومحاولات هجومية غير مكتملة، مع الاعتماد على محمد الصيعري فقط في خط الهجوم، علمًا بأن العروبة، على مدار 14 مباراة في دوري روشن، سجل 11 هدفًا فقط.

السؤال هنا، مع انتقال عمر السومة إلى العروبة، هل سينجح في مواصلة تدعيم رقمه القياسي بوصفه الهداف التاريخي لدوري المحترفين، بـ144 هدف، في ظل المنافسة الشرسة مع المغربي عبد الرزاق حمد الله، مهاجم الشباب، وصاحب الـ135 هدف، أم أن الضعف الهجومي للعروبة سيحول دون ذلك الأمر؟

وكان رينان لودي، ظهير الهلال، بلغة الأرقام، هو رجل المباراة، بعدما سجل هدفًا وصنع آخر في شباك العروبة، رغم تقدمه للأمام، الذي كان يضع الفريق في قلق الاختراق للاعبي العروبة من تلك الزاوية، إلا أن الخطوط الدفاعية تكفلت بالتغطية، فضلًا عن تألق الحارس ياسين بونو.

وتمكن لودي من استخلاص الكرة مرة، واعتراض المنافس أخرى، فضلًا عن قطع 5 مرات، ناهيك عن فوزه في 9 مواجهات ثنائية، أرضية وهوائية، من أصل 15 محاولة، فيما أرسل تمريرة مفتاحية لزملائه، و3 كرات طويلة ناجحة من أصل 4، قبل تعرضه لإصابة قوية، ليشارك خالد الغنام بديلًا له في الدقيقة 83.

أما عن ماركوس ليوناردو، الذي قرر المدرب إشراكه في قلب الهجوم، لتعويض غياب ميتروفيتش "المصاب"، فيبدو أنه كان بحاجة إلى المزيد من الثقة، حيث بدا عاجزًا عن تسديد الكرة تجاه مرمى العروبة خلال الشوط الأول.

وفي الشوط الثاني، استطاع ليوناردو أن يخرج بالاستفادة الكبرى من المواجهة، حيث سجل هدفين من أصل 3 تسديدات على المرمى، وواحدة خارجه، فضلًا عن تسديدة ارتطمت في العارضة، فيما أهدر ماركوس فرصتين محققتين خلال اللقاء.