الهلال والاتفاق | "الخطأ والصواب" يجتمعان في رجل واحد وهذا الثنائي لا يلعب معًا .. إياك أن تتحدث عن الغيابات يا جيسوس!

عادة ما يفسّر المدربون تراجع أداء الفريق بتأثره بالغيابات، ولكن ما صنعه جورج جيسوس يجعل إمكانية حديثه بشأن ذلك الأمر، لا معنى له على الإطلاق.

إذا قلت إن جيسوس قرر الدفع بالمهاجم الصربي أليكساندر ميتروفيتش، أساسيًا، حتى يعتاد على أجواء المباريات، بعد غياب طويل بسبب الإصابة، من أجل تجهيزه للأدوار النهائية في دوري النخبة الآسيوية، فلماذا لا يجرب عناصر أخرى كانت تستحق المشاركة في القائمة الأساسية أمام الاتفاق.

الحديث هنا عن خالد الغنام، الذي كان يستحق فرصة اللعب الأساسي، في غياب سالم الدوسري لمعاناته من الإنفلونزا، وهو الذي قال عنه جيسوس إنه البديل الأول لسالم، ورغم ذلك، إلا أنه قرر نقل مالكوم للعب في اليسار، رغم أن فعالية البرازيلي تكون في مركز صانع الألعاب، كما أنه قرر اللعب بـ3 مدافعين، والدفع بحسان تمبكتي في الجهة اليمنى لتعويض غياب كانسيلو، رغم وجود أظهرة مثل حمد اليامي وياسر الشهراني.

عليك الاعتراف يا جيسوس، إن غيابات فريقه لا تضاهي "عنادك" الذي قد يصير أخطر على الهلال في تلك المرحلة الحاسمة!

اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي

نفس الخطأ يتكرر، سيناريو ديربي النصر يتكرر أمام الاتفاق، ورغم روعة الطريقة التي أحرز بها علي الحسن هدفه في شباك الهلال، إلا أنه كشف أيضًا عن خطأ هلالي في التعامل مع التسديدات من خارج منطقة الجزاء.

وبسيناريو النصر، سجل الاتفاق هدف التقدم، ركلة ركنية، وتسديدة قوية قرب منطقة الجزاء تستقر على يسار الحارس ياسين بونو، وهذه المرة من قِبل جواو كوستا.

باختصار يعتمد الخصم، على لاعب يتواجد منفردًا خارج منطقة الجزاء، ويستند إلى تأخر وصول الدفاع لتضييق مساحة التسديد، ما يتيح المجال لكرة صاروخية في الزاوية البعيدة.

بعد غياب ميتروفيتش عن الملاعب لما يقارب ثلاثة شهور، شهدت تلك الفترة تألقًا لافتًا من ماركوس ليوناردو الذي سجل في غيابه 14 هدفًا في الدوري، ولكن مع عودة الصربي، فإن البرازيلي لم ينجح في زيارة الشباك.

وفي لقاء الاتفاق، قرر جيسوس الدفع بالثنائي معًا، ورغم سوء مستوى ميتروفيتش، للمباراة الثانية على التوالي، والذي أهدر فرصتين محققتين أمام المرمى، فإن المدرب جيسوس قرر إخراج ماركوس ليوناردو مبكرًا في الدقيقة 73، ليشارك عبد الله الحمدان بديلًا له، لتسلط الكاميرات الضوء على ليوناردو وهو يركل الأرض من الغضب بسبب استبداله.

وما يمكن استخلاصه من تجربة الثنائي، أن ماركوس ليوناردو ليس بالذي تكون مهمته هي التمرير وصنع التمريرات الحاسمة لميتروفيتش، بل في الإنهاء أمام المرمى، وهذا الأمر يجعلني أقول إن الثنائي لا يجوز له اللعب سويًا في الفريق.

لا أدرك كيف أحكم على رينان لودي، ظهير الهلال الأيسر، وما إذا كان متألقًا أم أحد أبرز أخطاء الفريق في المواجهة؟ فمع لجوء جيسوس إلى خطة 3-4-2-1، قرر الدفع بلودي في الجبهة اليسرى من منطقة الوسط، من أجل التقدم للأمام لصنع الفرص الهجومية، ومن ثم إمكانية العودة لتدعيم الدفاع.

في الشوط الأول، كان لودي بمثابة مصدر أخطاء الهلال؛ حيث قدّم هدية للاتفاق على طبق من فضة، بعدما ارتكب خطأ انتهى بتسديدة صاروخية من جواو كوستا على مرمى الحارس بونو.

وبتمريرة خاطئة من لودي في الأمام، نجح الاتفاق في بناء هجمة خطيرة، ولولا نجاح محمد كنو في إيقافها، لكان بالإمكان أن يُعلن عن هدف مبكر للنواخذة، وكذلك خطأ آخر من الظهير البرازيلي كاد أن يستغله محمد عبد الرحمن بعد قطع كرته في الدقيقة 32، إلا أن الهجمة لم تجد طريقها نحو المرمى.

أما في الشوط الثاني، فقد ساهم لودي بقوة في صحوة الهلال الهجومية، حيث وجه أكثر من كرة عرضية خطيرة، كلّلها بصناعة تمريرة حاسمة إلى مالكوم أوليفيرا الذي وقّع على هدف التعادل، بل وأنقذ فريقه من فرصة اتفاقية محققة في الدقيقة 90+6.

عندما تشاهدوا مباريات الاتفاق، ركزوا على هذا اللاعب، وهو محمد عبد الرحمن يوسف، صاحب الـ22 عامًا، الذي صال وجال في المساحات اليمنى للاتفاق، وصنع خطورة واضحة أمام الهلال، ليستحق الإشادة وتسليط الضوء عليه.

وتألق عبد الرحمن في صنع الفرص للاتفاق خلال الشوط الأول، وأظهر قتالية على الكرة، وخطورة واضحة في الجبهة اليمنى، تمثل أبرزها في كرة عرضية بالدقيقة 8، ترجمها فينالدوم برأسية أبعدها بونو ببراعة، ومن ثم لقطة رائعة بالدقيقة 32 بقطع الكرة من رينان لودي داخل منطقة جزاء الهلال وصنع فرصة كبيرة لفريقه.

GOAL

الهلال غاب تمامًا في الشوط الأول، وبدا بلا شخصية، ولم يعرف الطريق نحو الشباك، إلا أنه في الشوط الثاني تغير بنسبة 180 درجة، وأعاد شيئًا من راحة بطل الثلاثية في موسم 2023-24، وأظهر قتالًا على الكرة، ولولا تألق الحارس روداك، لكان للمباراة شأن آخر، ويكفي القول إن الهلال سدد جميع كراته الست على المرمى خلال الدقائق الـ45 الثانية فقط، وكان مالكوم هو الأفضل بلغة الأرقام، حيث حمل لواء هجوم الفريق وتكفل بإحراز هدف التعادل.

ولكن ذلك لا يعني إن جيسوس لا يزال يواصل ارتكاب أخطاءه، ولم يستغل التراجع البدني للاتفاق، في الشوط الثاني، ليكرّس معاناته مع سباق الدوري الذي ابتعد فيه مجددًا، ليبقى الاتحاد هو المستفيد الأكبر.