الهلال والأخدود | "ضحايا الدكة" أحرجوك يا جيسوس .. فوز سهل ولكن احذر من "الخدعة الألمانية"

لم يحتج الوافد الجديد كايو سيزار، لأكثر من 4 دقائق، ليعلن عن حضوره بإحراز هدف مبكر للهلال، بتسديدة من أول لمسة، بعد تلقي تمريرة من متعب الحربي، في الشباك باولو فيتور.

وبخلاف الهدف، فإن كايو سيزار قدم ما يثلج صدر المدير الفني البرتغالي جورج جيسوس، بأن الجناح الأيمن صار في أمان، فبالإضافة إلى تقدم الظهير جواو كانسيلو ومشاركة كايو في صنع الفرص، فإن سيزار أظهر سرعة في الانطلاقات من الزاوية اليمنى، فضلًا عن مراوغة الخصوم والقتالية على الكرة.

الميزة الثانية في مشاركة كايو، أنه شجّع المدرب جيسوس على تواجد مالكوم في مركز خلف المهاجم، ليواصل البرازيلي تألقه في تلك الخانة، بين إمكانية التوغل في العمق، والانتشار أيضًا في الأطراف.

ووسط تصفيق كبير، غادر سيزار ملعب المباراة في الدقيقة 65، للتبديل، ليكتفي بلمس الكرة 40 مرة، سجل خلالها هدفًا من تسديدتين على المرمى، وقدم تمريرة مفتاحية لزملائه، كما بلغت دقة تمريراته 73%، بعدما أرسل 16 تمريرة ناجحة.

واستطاع سيزار أن يكسب 6 مواجهات ثنائية من أصل 10، كما حقق 3 مراوغات ناجحة من أصل 7، كما نجح في كسب خطأين لصالحه.

ومنذ غياب الصربي أليكساندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال، بعد إصابته في العضلة الخلفية، خلال مباراة الاتحاد بكأس الملك، وقرر المدير الفني جورج جيسوس، الاعتماد على البرازيلي ماركوس ليوناردو، للعب كرأس حربة، والجقيقة أن ماركوس استغل الفرصة على أفضل نحو ممكن.

وصار ماركوس ليوناردو أكثر لاعبي الهلال إحرازًا للأهداف، منذ بداية عام 2025، برصيد 9 أهداف، كما واصل التسجيل للمباراة السابعة على التوالي، ووصل إلى 12 هدفًا، ليتساوى مع ميتروفيتش، في رصيد الأهداف بدوري روشن.

وأصبح ليوناردو أكثر من سجل أهدافًا في الدوريات الخليجية الكبرى في عام 2025، بأهدافه التسعة، ليبتعد بفارق 4 أهداف عن كريستيانو رونالدو، وفق لشبكة "أوبتا" للإحصاءات.

ووجه ماركوس ليوناردو رسالة إلى متصدر الهدافين، كريستيانو رونالدو، بـ15 هدفًا، وكريم بنزيما، الوصيف بـ13 هدفًا، بأن ميتروفيتش لن ينافس وحده على الصدارة، بل إن هناك لاعب برازيلي متألق، يزحف بقوة نحو انتزاع الصدارة، ولم يتبق إلا القليل.

GOAL

إذا نظرت عزيزي القارئ إلى مشوار الهلال في دوري روشن، هذا الموسم، فإن الزعيم قدم العديد من النتائج القياسية، وحقق انتصارات عريضة، بثلاثية ورباعيات، كما فاز على العروبة (5-0) والفتح (9-0)، علمًا بأن الزعيم في 18 مباراة، سجل 65 هدفًا.

ورغم ذلك، شاهدنا الهلال يتعثر أمام النصر (1-1)، ويخسر أمام القادسية (1-2)، في دوري روشن، فضلًا عن الخروج من كأس خادم الحرمين الشريفين، بعد الخسارة أمام الاتحاد بركلات الترجيح، إثر التعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما في الوقتين الأصلي والإضافي.

هذا الأمر يعطي لمحة مشابهة لمسيرة المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، حيث قدم المانشافت، نتائج كبرى، مستهلًا مشواره بالفوز على أستراليا (4-0)، وفاز إنجلترا (4-1) والأرجنتين (4-0) في ثمن وربع النهائي، إلا أن النتائج الكبيرة لم تشفع في فوزه باللقب، بعدما خسر مباراة نصف النهائي، أمام إسبانيا بهدف نظيف.

وبالتالي، فإنه على الهلال أن يستوعب الدرس الألماني جيدًا، بأنه ليس شرطًا أن تكون النتائج الكبيرة "مصدر رعب" لجميع الفرق، والدليل أن الأزرق تعثر في اختبارات قوية منذ انطلاق الموسم الجاري.

إذا سألت "ما أكثر ما يعيب مدرب الهلال جورج جيسوس؟"، لأجمع الأغلبية على قول وحيد، وهو إصراره على عناصر معينة في تشكيل الزعيم، رغم كثرة المنافسة على البطولات، وعدم منح آخرين فرصة كافية للمشاركة.

ويمكن القول إن مباراة الأخدود، كانت بمثابة "هدية القدر" إلى حبيسي مقاعد البدلاء، ليتألقوا في الميدان، فبينما غاب الثنائي علي البليهي ورينان لودي للإصابة، دفع جيسوس بالثنائي حسان تمبكتي ومتعب الحربي.

وقدم متعب الحربي مستويات جيدة للغاية، دفاعيًا وهجوميًا، وشكّل جبهة يسرى خطيرة، حيث صنع تمريرة حاسمة، لهدف كايو، وساهم في الهدف الرابع، بتسديدة تصدى لها الحارس قبل أن ترتد إلى ماركوس الذي وضعها في الشباك.

وتمكن الحربي، المنتقل للهلال كأغلى صفقة سعودية في تاريخ الدوري، في تقديم تمريرتين مفتاحيتين، كما كسب 7 مواجهات ثنائية من أصل 11، فضلًا عن استطاعته استخلاص الكرة 3 مرات، واعتراض المنافس مرة، وقطع الكرة 6 مرات، علمًا بأنه لمس الكرة 109 مرة، وبلغت نسبة دقة تمريراته 86%.

وعن حسان تمبكتي، فبالرغم من التزامه دفاعيًا، إلا أن ذلك لم يمنعه من تجربة التقدم للأمام وصنع الفرص، والتي تكللت بتمريرة حاسمة، سجل منها ليوناردو الهدف الثالث، كما تمكن من قطع تسديدة واستخلاص الكرة مرتين.