النهاية المبكرة؟.. الإصابات تهدد مسيرة بيدرى "فتى برشلونة الذهبي"!

بيدري ليس خريج "لا ماسيا" وقد ضمه برشلونة من فريق لاس بالماس الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية في أواخر عام 2019 مقابل 5 ملايين يورو وكان هذا يعتبر مبلغًا كبيرًا للاعب يبلغ من العمر 16 عامًا فقط ويتمتع بخبرة قليلة مع الفريق الأول.

ولكن كان هناك شعور بأن برشلونة امتلك موهبة حقيقية وفي الأشهر التي تم حسم فيها صفقة انتقال بيدري، تألق النجم الشاب مع فريق لاس بالماس، وأصبح أصغر هداف في تاريخ النادي وسجل 10 أهداف في دوري الدرجة الثانية.

في أكتوبر 2020، وبعد تألق بيدرى، مع برشلونة ضد يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا، وتفوقه على أداء ليونيل ميسي، ساهمت تلك المباراة بصعوده إلى القمة واحتاج المراهق إلى أقل من شهر في كاتالونيا للمشاركة أساسيًا وأصبح سريعًا عنصرًا أساسيًا في خط وسط برشلونة ونقطة مضيئة نادرة للفريق الذي كان يمر بمرحلة انتقالية.

بدأت الإصابات تواجه بيدري، بعد لعبه بشكل جيد للغاية فى موسم 2020-21 الذي انهى فيه فريق برشلونة الدورى الإسبانى فى المركز الثالث، وأعطى النجم الشاب بعض الأمل للبلوجرانا في عصر ما بعد ميسي.

وشارك بيدرى، في 53 مباراة مع برشلونة خلال موسمه الأول، ونادرًا ما غاب عن مباراة حيث كان برشلونة يكافح من أجل مواصلة مشواره في ثلاث مسابقات، واستدعى لويس إنريكي، بيدري إلى منتخب إسبانيا في مارس 2021، وأشركه أساسيًا في مباراتين بتصفيات بطولة أمم أوروبا 2020.

وكان بيدري، محور أداء منتخب إسبانيا ولعب كل دقيقة باستثناء مباراة واحدة عندما وصل المنتخب إلى الدور نصف النهائي وتم اختياره ضمن فريق البطولة، وحصل على جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة.

ثم شارك بيدري، لسبب غير مفهوم مع منتخب إسبانيا في دورة الألعاب الأولمبية وبالنظر إلى عدد المباريات التي خاضها خلال الأشهر الـ12 الماضية، ولعبه 73 مباراة وأكثر من 4000 دقيقة في أقل من عام فمن الطبيعى أن تتأثر لياقته البدنية بهذا الشكل وتتكرر إصاباته.

كانت إصابة أوتار الركبة لبيدري، علامة مبكرة على ما هو قادم وقد غاب عن ثلاث مباريات وأقل من أسبوعين بسبب إجهاد بسيط في سبتمبر 2021.

تعرض بيدري، لإصابة جديدة في عام 2021 بعد ثلاثة أيام فقط من تعافيه من الإصابة الأولى ولكن الإصابة الثانية كانت أكثر خطورة بكثير.

وغاب بيدري، لثلاثة أشهر كاملة وشاهد 23 مباراة من مقاعد البدلاء، ورغم إصابته الطويلة جدد لاعب خط الوسط الشاب عقده مع الفريق الكتالوني.

عاد بيدري في العام الجديد، وظهر وكأنه يستعيد عافيته مرة أخرى ولكنه تعرض لإصابة جديدة عباراة عن تمزق عضلى أكثر خطورة، وقال برشلونة في بيان: " لن يكون بيدرى متاحًا حتى يتعافى من الإصابة".

وكان معنى البيان أن بيدري، سيغيب عن الفريق حتى نهاية الموسم بعد موسم شاق شارك فيه النجم الشاب فى 73 مباراة، وكان أحد أهم اللاعبين في أوروبا.

كان من المتوقع أن يكون صيف 2022 فرصة مثالية لإراحة بيدرى، مع توقف البطولات وكان نجم برشلونة قادرًا على التعافي من الإصابة وعدم ضغطه.

وشارك بيدرى، أساسيًا في مباراة برشلونة الأولى بموسم 2022-23، ولعب بانتظام وشكل شراكة قوية مع فرينكي دي يونج، وجافي، حيث كان الثلاثي يتجول أمام بوسكيتس وحقق البلوجرانا نتائج رائعة خلال النصف الأول من الموسم.

سقط بيدري، في الشوط الأول من مباراة برشلونة في الدوري الأوروبي أمام مانشستر يونايتد، حيث تعرض لإصابة أخرى في أوتار الركبة.

وكان موسم برشلونة على اللقب قد بلغ ذروته في تلك المرحلة، وغاب بيدري عن 11 مباراة بما في ذلك مباراة نصف نهائي كأس الملك التي خسرها فريق تشافي أمام ريال مدريد.

كان دفاع برشلونة عن لقبه دائمًا أمرًا صعبًا واستعد ريال مدريد جيدًا للموسم الجديد حيث تعاقد مع جود بيلينجهام، بينما أبرم برشلونة سلسلة من الصفقات الصغيرة وكانوا بحاجة إلى بيدري أكثر من أي وقت مضى.

وفي المرحلة الحاسمة من الموسم عادت الإصابات تطارد بيدرى، فى أوتار الركبة وهذه المرة أثناء التدريب، وأبعدته عن الملاعب من أغسطس حتى نوفمبر وتلاشت آمال برشلونة في تكرار إنجاز فوزهم بلقب الدوري خلال تلك الفترة.

عاد بيدري، إلى اللعب مع برشلونة وكان يستعيد لياقته بعد تعافيه من إصابة أوتار الركبة التى تعرض لها في أغسطس الماضي، وفي الأسابيع الأخيرة تألق بشدة مع البلوجرانا.

ولكن لم تكتمل فرحة بيدرى بعودته و خرج من مواجهة برشلونة ضد بلباو، وهو يعرج ولم يستطع السيطرة على انفعالاته من على مقاعد البدلاء وظهر وهو يبكى.

لا يتمتع برشلونة بأفضل تاريخ عندما يتعلق الأمر بنجومه الشباب الموهوبين الذين يعانون من الإصابات، فقد تعرض كل من أنسو فاتي وجافي، لإصابات خطيرة أعاقت مسيرتهم الناجحة مع البلوجرانا رغم أنهم الآن يعودون إلى أفضل مستوياتهم وخاصة جافي.

وعانى بيدرى، من إصابة واحدة محددة أثرت على مسيرته بشكل متكرر وانتشرت أنباء كثيرة عن إجراء نجم برشلونة عملية جراحية فى أوتار الركبة، وتقارير أخرى كشفت عن قيامه ببرنامج تدريب شخصي مكثف تم إعداده لضمان عدم تكرار إصابته مجددًا على المدى الطويل.

ولكن المشكلة الأساسية لبيدرى، أنه لعب كثيرًا وفي سن صغير جدًا وتواجد في الملعب لدقائق أكثر من اللاعبين الذين يبلغون من العمر 25 عامًا، ورغم أن مسيرة نجم برشلونة الشاب لم تنتهى حتى الآن ولكن بهذا المعدل ومع سوء إدارة مشاركاته من الصعب رؤيته يحافظ على لياقته البدنية لفترة طويلة.