لم تنفد أبيات الشعر هنا، عبد الله السعيد نفسه كان خارج حسابات أجيري في البداية، قبل أن يطلب تقريراً فنياً عنه في نوفمبر الماضي أثناء تواجده في أهلي جدة، في وقت زعمت به تقارير صحفية أن قرار عودة السعيد أصلاً في يد هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد، كونه أحد المستبعدين بعقوبة على الظهور الهزيل في المونديال، كل ذلك بعد "حديث عدد من اللاعبين الكبار" مع الجهاز الفني حول أهمية اللاعب معدوم البديل في مصر، وبالطبع، القائمة تمنحك بالفعل فكرة كافية عن مدى اطلاع أجيري على اللاعبين المصريين..
ما كان لنا أن نحظى بمشهد أسوأ من قضية عمرو وردة بأكملها لتكشف كماً كبيراً من التناقضات والفوضى في وقت واحد، لأنه وبعيداً عن كون الأزمة لا تخص المنتخب أصلاً منذ البداية، إلا أن التجاوزات الأخلاقية دائماً ما يجب أن تجد عقاباً مناسباً، التحرش لا يجب أن يمر دون عقوبة، ولكن ما هي الصورة التي نقدمها لمتحرشي الشوارع ما دمنا نحمي متحرشي الملاعب؟ هذا اللاعب يرتدي قميص مصر في النهاية، وما نفعله معه هو الصورة التي نريد تركها عن مصر، وتلك الصورة التي تركناها هي قطعاً ليست ما نريد.
ولكن حتى هذا يمكن التعايش معه بشكل أو بآخر إن كانت الأولوية هي استقرار المنتخب ونجاحه بأي تكاليف، سنحاول التعايش مع تلك المكيافيلية للحظات.. لدينا الكثير من الكيانات الناجحة والتي لا تضع للأخلاق قيمة كبرى لا بأس، ولكنها على الأقل تتسم بأي نوع من الانضباط الإداري، ليست من هذا النوع الذي يقرر عقوبة ما، ثم يلغيها لأن "كبار اللاعبين" لا يعجبهم الأمر.
"المغرب دفع ثمن سيطرة اللاعبين على المنتخب" – أحمد شوبير نائب رئيس الاتحاد المصري معلقاً على خروج منتخب المغرب أمام بنين.
المغرب طبعاً، لأن لاعبي المغرب هم من دافعوا عن زميل متحرش وفرضوه على المنتخب والاتحاد، ولأن قائد المغرب هو من أشار برقم المتحرش دفاعاً عنه، ولأنهم هم من أشاروا إلى الجماهير بالصمت والتجاهل، وسدوا آذانهم في وجوهكم، ما الذي كنا ننتظره في النهاية حقاً؟ وبأي حق يتبجَّح هؤلاء في وجوه المصريين بمثل هذا الأداء؟
يخبركم إعلامي وعضو باتحاد الكرة وابن شقيق أحد أشهر رؤساء الاتحاد على مر التاريخ أن اللاعبين لا يستمعون إليكم ولا يرونكم، وقد حان وقت لا تسمعونهم فيه ولا ترونهم جميعاً، حتى يمنحوكم هذا الكأس الذي تنبأ به مجدي عبد الغني من أعين صلاح، وإلى اللقاء في فرصة ثانية.